بكين 18 مارس 2020 (شينخوا) مع بدء الحملة السياسية التي تشنها واشنطن على وسائل الإعلام الصينية في الولايات المتحدة ودخولها حيز التنفيذ يوم الجمعة، تنفضح تماما الطبيعة ذات الوجهين والمزدوجة المعايير لما يسمى بحرية الصحافة الأمريكية.
وتمثل الخطوة الأمريكية لوضع قيود على عدد العاملين في وسائل الإعلام الصينية المتمركزين في أمريكا، رقما قياسياً للطرد الجماعي للصحفيين الأجانب من قبل حكومة في تاريخ الصحافة، تاركة وصمة خزي لا تُمحى عن واشنطن.
كانت خطوة وزارة الخارجية الأمريكية ضد وسائل الإعلام الصينية، قد أعدّ لها طويلا، وتمثل أحدث خطواتها للتورط في حملة التشويه ضد وسائل الإعلام الصينية.
لقد ظل الجانب الأمريكي يتخذ منذ فترة طويلة، إجراءات تمييزية ضد الصحفيين الصينيين في أمريكا، حيث تم رفض منح تأشيرة لـ21 صحفيا صينيا منذ عام 2018، تحت أعذار مختلفة، وفقا لبيانات مقدمة من وزارة الخارجية الصينية.
وقبل خطوة التحديد الكبير لعدد المراسلين الصينيين في أمريكا، كان الجانب الأمريكي قد أدرج وسائل الإعلام الصينية بالفعل على أنها "عملاء أجانب"، وحدّد خمسة منافذ إعلامية على أنها "بعثات أجنبية"، وبنى تحديده على أساس هش.
هناك بعض السياسيين الأمريكيين متجذرون في عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي لدرجة أنهم يتجاهلون عن عمد، حقيقة أن الصحفيين الصينيين الذين تم إرسالهم إلى أمريكا ظلوا يلتزمون بصرامة بالقوانين واللوائح الأمريكية ويعدّون التقارير الإخبارية بموجب مبدأ الموضوعية والنزاهة والمصداقية والدقة.
في الحقيقة، اعترف مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي مع الصحفيين، بأن هذه الخطوة لم تكن نتيجة أية تقارير نشرتها أو بثتها المؤسسات الإعلامية الصينية الخمس المتأثرة بالخطوة الأمريكية.
بالنسبة لأولئك المتربصين بالصين ممن تسيطر عليهم عقلية لعبة المحصلة الصفرية ويحملون إيمانا قويا بالهيمنة الأمريكية، مثل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أصبحت الصين الصاعدة لا تطاق.
وعلى أساس شعورهم بانعدام الثقة في قوة الولايات المتحدة ونظامها، استسلم هؤلاء السياسيون الأمريكيون لفكرة خاطئة بأنهم يتعرضون "لغزو إيديولوجي" من دول أخرى.
لقد أظهرت حملة التشويه ضد الصين أن هؤلاء السياسيين الأمريكيين المُنفعلين لا يترددون عن التحريض على صراع أيديولوجي وإثارته عن طريق تضليل عامة الناس بأكاذيب متعمدة.
وبدلا من حلها لأية مشاكل تصنعها الولايات المتحدة بنفسها، فإن حملة واشنطن السياسية على وسائل الإعلام الصينية ترسل إشارة إلى العالم بأن ما تسمى بحرية الصحافة لا تعدو كونها مجرد معايير مزدوجة وسياسة تسلطية تهدف للهيمنة.
وبالنسبة لأولئك السياسيين الأمريكيين المرضى بعقلية الحرب الباردة البالية والخطيرة، فإن حيلهم الخسيسة ضد الصين محكوم عليها بنتائج عكسية وسينتهي بها الأمر إلى الإذلال الذاتي.