الوباء بدون حدود، وأمامه فالعالم مشترك المصير.
قالت السفارة الصينية بكوريا الجنوبية في 9 مارس الجاري، ان الصين ستقدم دعما للحكومة والشعب الكوري لمكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وتساعد الجانب الكوري في معالجة نقص الكمّامات. حيث بدأت الصين في 10 مارس الجاري تصدير أول دفعة من الكمّامات الى كوريا الجنوبية بـ 5 ملايين كمّامة، بما في ذلك الكمّامات الطبية وكمّامات N95.
لا تزال الصين في الوقت الحالي تشهد نقصا في تزويد الكمّامات. لكن في الوقت الذي تعمل فيه الصين على تذليل مصاعبها، تحرص ايضا على مساعدة جارتها كوريا الجنوبية، والتضامن معها من اجل الانتصار في معركة كورونا. قبل ذلك، تبرعت الصين لكوريا بـ 1.1 مليون كمامة و10 الاف طقم ملابس طبية.
مع توسع بؤرة الوباء في العالم، أصبح تصدير الصين للكمّامات والمواد الطبية نقطة اهتمام كبرى. وأمام اتهام بعض وسائل الاعلام الاجنبية للصين بحظر تصدير الكمّامات والمواد الطببية، قال رئيس مصلحة التجارة الخارجية بوزارة التجارة الصينية لي شينع تشيان في 5 مارس الجاري، أن الكمّامات تعتبر احدى سلع التجارة الحرة، وأن الصين لم تضع أي قيود تجارية. واضاف لي شينغ تشيان بأن الصين لم تنشر أي قرار يمنع تصدير الكمّامات ومواد صنعها. وأن الشركات يمكنها أن تقوم بالاعمال التجارية اللازمة وفقا لمبادئ السوق. وعبّر عن رغبة الصين في تقديم المساعدات اللازمة للدول المعنية في مجال الكمّامات والمواد الطبية.
وكانت الصين قد حصلت على مساعدات ودعم المجتمع الدولي اثناء معركتها ضد فيروس كورونا. حيث حصلت الصين الى غاية 2 مارس الجاري، على مساعدات 62 دولة و7 منظمات دولية، شملت الكمّامات والملابس الطبية وغيرها من المواد الملحّة. وفي هذا السياق قال نائب وزير الخارجية الصينية ماتشاو شي:"هذه المساعدات ليست أرقاما فحسب، بل تحتوي على العديد من القضايا الانسانية. مثلا ميانمار اهدت لنا الأرز، وسريلانكا اهدت لنا الشاي الاسود، ومنغوليا اهدت لنا 30 الف رأس غنم، وباكستان أهدت لنا جميع مخزون مستشفياتها من الكمّامات. وقد أشعرتنا هذه المساعدات الانسانية بالدفء، وكانت تعبيرا عن التضامن بين الاصدقاء في وقت المحن، ونحن لن ننسى ذلك."
وكانت لجنة التنمية والاصلاح الصينية قد اعلنت في 2 مارس الجاري، بان حجم الانتاج اليومي الصيني من الكمّامات قد تجاوز 100 مليون كمّامة. وفي هذا الصدد، أشار وانغ يونغ، الاستاذ بمعهد العلاقات الدولية بجامعة بكين الى ان وضع الوباء في الصين قد بات تحت السيطرة، كما بدأت الصين تستعيد نسق الانتاج تدريجيا. وأصبح بامكان الصين تقديم المساعدات الى الدول الأخرى المتضررة في نطاق قدراتها، بعدما حصلت على دعم ومساعدة العديد من الدول اثناء فترة تفشي الفيروس.
يذكر أن خبراء من منظمة الصليب الاحمر الصينية قد توجهوا الى ايران والعراق لمساعدة هذين البلدين على مواجهة الوباء؛ وقامت الصين بتقديم مساعدات طبية لليابان، شملت كاشف الحمض النووي والكمّامات وغيرها. حيث تحمّلت الصين موقف الدولة الكبرى، وبادرت لمساعدة الدول الاخرى في الوقت الذي لم تنته فيه حربها مع الفيروس.
من جهة اخرى، بادرت الصين الى مشاركة خبراتها في مكافحة الوباء وطرق العلاج مع أكثر من 100 دولة ومايزيد عن 10 منظمات دولية واقليمية. كما قامت بتنظيم ندوات علمية مباشرة أو عن بعد مع المنظمات الدولية والاقليمية والدول المعنية. وتقاسمت مع الجميع تجاربها المخبرية والعلاجية والتحقيقية.
ان الوباء لايعرف الحدود، والعالم يركب سفينة واحدة، والصين من جانبها ستعمل على دفع التعاون الدولي في مواجهة الوباء، وتقدم اسهاماتها الرامية الى حماية الصحة العامة في العالم، وتعزيز بناء رابطة المصير المشترك بين دول العالم.