رام الله 2 مارس 2020 (شينخوا) يراقب الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الثالثة خلال عام عن كثب، لكنهم لا يعلقون آمالا على نتائجها بإحداث تغيير على واقعهم السياسي والحياتي.
ولا يرى الكثير من الفلسطينيين، أن بين زعيمي حزب الليكود بنيامين نتنياهو وأزرق أبيض الجنرال السابق بيني غانتس، وهما المتنافسان الرئيسيان على تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، أي فرق في سياستهما تجاه التوصل الى اتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ويقول الشاب همام منير لوكالة أنباء ((شينخوا)) في غزة "مخطىء من يعتقد للحظة أن الزعماء الحاليين في إسرائيل يريدون السلام .. هم يتمنون موتنا واقصاءنا بأي شكل".
ويضيف منير، وهو في الثلاثينات من عمره، "نتنياهو وغانتس وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما كلاهما يريد ضم الأرض الفلسطينية وتعميق الاستيطان وشن حرب جديدة على غزة".
ويعرب أحمد زويد (38 عاما) عن تشاؤمه من المستقبل القريب.
وأضاف السياسة في إسرائيل تجاه الفلسطينيين مثل لعبة شد الحبل تشده مرة وترخيه مرة لكنها في الحقيقة تهدف إلى اطالة أمد الصراع لانهاء الوجود الفلسطيني والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويقول زويد، الذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية "يريد الإسرائيليون أرضا بلا شعب وهذه ثقافة مدعمة من جميع شرائح المجتمع في إسرائيل ولا يستطيعون الخروج عنها".
ويضيف "لاتهمني على الاطلاق من تكون الحكومة القادمة في إسرائيل أو من رئيسها بقدر ما أريد أن أعرف هل سيشد الحبل أو سيرخي لأنه في كل الأحوال علينا الاستعداد للقادم ... والقادم باعتقادي أسوأ".
ويتفق اسماعيل حميد، وهو في العشرينات من عمره، مع تشكيك الآخرين بإمكانية إفراز الانتخابات الإسرائيلية شريكا يؤمن باستئناف مفاوضات السلام في ظل إجراءات عنيفة تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس وغزة بدعم من الإدارة الأمريكية.
ويقول حميد الذي يعمل تاجرا في غزة، إن الحياة الفلسطينية كل يوم تزداد تعقيدا وفي كل جولة يتم إعادتنا الى المربع الأول بدون أي تقدم.
وتأتي الانتخابات الإسرائيلية بعد طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" والتي رفضها الفلسطينيون واعتبروها منحازة لإسرائيل.
وتدعو الخطة التي أعلنها ترامب في 28 يناير الماضي، إلى حل الدولتين مع الاعتراف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل الأمر الذي أثار جدلا واسعا ورفضا فلسطينيا.
وتتابع الناشطة النسوية تمارا التميمي المقيمة في رام الله بالضفة الغربية، باهتمام الانتخابات في إسرائيل عبر محطات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي أو خلال نقاش مع الأصدقاء.
وتعتقد التميمي التي تنحدر من القدس، أن غانتس لن يختلف كثيرا عن نتنياهو لكنه قد يؤجل في حال فوزه تنفيذ صفقة القرن لحين الاتفاق مع الفلسطينيين على قضايا معينة.
وتضيف أن ذلك لا يعني أن غانتس مفضل عن نتنياهو وإنما "الفرق بسيط .. نتنياهو يريد التنفيذ بدون الفلسطينيين بينما غانتس قد يؤخر ذلك".
بدوره يقول الناشط الشبابي رائد دبعي من نابلس شمال الضفة الغربية لـ ((شينخوا))، إن "الانتخابات الإسرائيلية لن تعود بالنفع علينا بل ستفزر أشخاصا أكثر تطرفا وعنصرية".
ويضيف دبعي، أن نتنياهو عمل طيلة تواجده في رئاسة الحكومة لأكثر من 10 أعوام ضد "الفلسطينيين ولم يقدم أية حسن نية تجاههم في أي قضية من قضايا الوضع النهائي سواء الحدود أو الأمن أو القدس أو اللاجئين".
ويرى أن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم منح نتنياهو ضوءا أخضر للقيام بخطوات أكثر "جرأة واستفزازا" لم يستطع القيام بها من قبل "كالبناء الاستيطاني المكثف والتهديد بضم مناطق في الضفة الغربية وإبقاء المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية".
ويصف دبعي، عهد نتنياهو بأنه "كان الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين لكن هذا لا يعني أن إمكانية تشكيل غانتس للحكومة المقبلة سيكون رحيما فالاثنين ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".
أما الفتاة لما منصور من طولكرم، فتقول إن "الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر من الانتخابات الإسرائيلية سواء فاز نتنياهو أو غانتس بتشكيل الحكومة القادمة".
وتضيف منصور الطالبة الجامعية، أن بقاء نتنياهو "الابن المدلل لواشنطن سيزيد الواقع الفلسطيني سوءا مما عليه الان عبر تنفيذ تهديداته بضم مناطق من الضفة والبعد عن طريق السلام".
وترى منصور، أن فوز غانتس "لن يغير كثيرا في السياسة الإسرائيلية، القائمة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".
ويتجنب المسؤولون في السلطة الفلسطينية التعليق على الانتخابات في إسرائيل، ويتخوفون من دخول الخطة الأمريكية حيز التنفيذ، لا سيما في حال فاز نتنياهو المدعوم من الإدارة الأمريكية الحالية.