مقالة خاصة: "قلبي يصلي حتى نجاح الصين في المعركة ضد الفيروس"

الأقصر، مصر 13 فبراير 2020 (شينخوا) أعرب عاملون في قطاع السياحة بمدينة الأقصر الغنية بالآثار الفرعونية في صعيد مصر، عن ثقتهم في قدرة الصين على احتواء تفشي فيروس كورونا الجديد سريعا، آملين في عودة السياح الصينيين لبلادهم ومدينتهم قريبا.

وقال محمد النبوي، موظف الاستقبال في أحد الفنادق العائمة في قلب مدينة الأقصر، "لقد تم إلغاء جميع الحجوزات الخاصة بالسياح الصينيين خلال شهر فبراير الحالي".

وأعلنت شركة مصر للطيران مؤخرا تعليق رحلاتها الجوية من وإلى الصين، عقب ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين.

وحسب بيان الشركة، فقد تم تعليق الرحلات إلى هانغتشو اعتبارا من أول فبراير الجاري، وإلى بكين وقوانغتشو بدءا من الرابع من نفس الشهر.

وكانت مصر للطيران تسير رحلة يوميا إلى مدينة قوانغتشو، وثلاث رحلات أسبوعيا لكل من بكين وهانغتشو.

وأضاف النبوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ستكون الأشهر القادمة صعبة بالنسبة لصناعة السياحة في الأقصر، التي تعتمد بشكل كبير على السائح الصيني".

وتابع قائلا "لقد تدهورت الظروف في مدينة الأقصر، التي يعتمد سكانها بشكل كبير على السياحة، منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا الجديد".

وأردف أن "نسبة الأشغال في فندقي وصلت إلى 20% خلال الشهر الحالي مقارنة بـ 100% في الشهر الماضي"، وعبر عن أمله في استعادة الصينيين الحياة الطبيعية بشكل سريع.

وتعد الصين أكبر سوق لتصدير السياح في العالم، حيث ارتفع عدد السياح الصينيين للخارج من 4.5 مليون مسافر في عام 2000 إلى 150 مليون في عام 2018، وفقا لتقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

ومع تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية، أثر غياب السائح الصيني على المطاعم والفنادق والبازارات بشكل سلبي ملحوظ.

وقال فتحي صابر (40 عاما)، وهو صاحب بازار بالقرب من معبد الأقصر، إن "دخلي اليومي كان 5000 جنيه (الدولار الأمريكي يعادل 15.66 جنيه مصري) في ديسمبر الماضي، لكنه الآن يصل بالكاد إلى 450 جنيها في اليوم بعد توقف حركة السياحة الصينية".

وأشار إلى أن السياح الصينيين مولعين بشراء التماثيل الصغيرة وأوراق البردي والملابس المصنوعة من القطن المصري، كما أنهم يشترون كميات كبيرة من الهدايا لأقاربهم.

وتابع "لقد كنت أعد نفسي لتدفق السياح الصينيين في أعيادهم"، مضيفا أن "قلبي يصلي حتى نجاح الصين في المعركة ضد الفيروس".

بدوره، أكد محافظ الأقصر مصطفى ألهم أن "قطاع السياحة في الأقصر شهد ركودا في حجوزات السياح الصينيين".

وأضاف المحافظ لـ ((شينخوا)) أن السياح الصينيين يهتمون كثيرا بالسياحة الثقافية، التي تمثل ركيزة مهمة لمصر بشكل عام، ومدينة الأقصر بشكل خاص.

ولفت إلى أن فصل الشتاء هو أهم فصل للسياحة في الأقصر، التي يتميز جوها بالدفء في ذلك الوقت.

وشدد محافظ الأقصر على أن الصين المعروف عنها الصلابة والقدرة على مواجهة الأزمات ستتمكن من تخطى تلك الأزمة في وقت قصير.

وأكد أن "الصين الدولة المتطورة جدا تكنولوجيا والتي صدرت التقدم والتنمية للعالم لديها الإرادة القوية لمعالجة المشكلات الخطيرة".

وظهر نجاح الصين جليا في انخفاض عدد الإصابات وتماثل مئات المصابين بفيروس كورونا الجديد للشفاء، حسب المحافظ.

أما محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية ونائب مدير غرفة شركات السياحة بالصعيد، فقال "نشعر بالحزن لفقدنا السائح الصيني خلال الموسم الشتوي".

وأوضح أن جميع الحجوزات قد ألغيت حتي نهاية مارس القادم، ما يمثل خسارة فادحة للأنشطة السياحية في الأقصر.

وأشار عثمان إلى أن 280 ألف سائح صيني قد زاروا الأقصر في عام 2019، و"كنا نتوقع أن يتخطى الرقم 350 ألفا هذا العام خاصة بعد أن أضفنا اللغة الصينية إلى جميع قوائم الطعام، كما توسعنا في أعداد مترجمي اللغة الصينية".

واستطرد قائلا إن من مميزات السائح الصيني دون غيره أنه "مهذب جدا ويحترم الآثار جدا بالإضافة إلى أنه سائح ذو حضارة، لذلك يقدر ويحب الحضارة المصرية القديمة، وكنا نعتمد اعتمادا كبيرا خلال السنوات الماضية على السياحة الصينية".

واختتم قائلا "نسأل الله التوفيق للصين في القضاء على هذا الفيروس، وهي قادرة على ذلك لما لها من باع طويل في التطور العلمي، ونأمل أن تعود السياحة الصينية الهامة مرة أخرى لمصر".