لوس أنغليس 30 ديسمبر 2019 (شينخوا) تتطلع صناعة السينما الصينية الآخذة في الازدهار إلى آفاق جديدة مع وصول المزيد من الأفلام الصينية إلى دور السينما في أمريكا الشمالية في عام 2019، وتعمل على جذب المزيد من مرتادي السينما الأمريكيين والكنديين.
-- عرض مزيد من الأفلام الصينية في أمريكا الشمالية
يشكل عام 2019 علامة فارقة أخرى بالنسبة لصناعة السينما في الصين، إذ إن ثمانية من أفضل عشرة أفلام من حيث الإيرادات هذا العام في بيانات شباك التذاكر بالبر الرئيسي الصيني كانت أفلاما صينية.
فقد حققت إيرادات شباك التذاكر في البر الرئيسي الصيني أعلى مستوى لها على الإطلاق حيث بلغ إجماليها 63.7 مليار يوان (حوالي 9.1 مليار دولار أمريكي) حتى يوم الأحد. ومع ذلك، لا يزال من الصعب على الأفلام الصينية جذب مرتادي السينما بأمريكا الشمالية وتحقيق نجاح مماثل خارج الحدود الوطنية.
ومع ذلك، هناك سبب يدعو إلى التفاؤل، ويتمثل في أن أداء اثنتين من كبرى شركات توزيع الأفلام الناطقة بالصينية في أمريكا الشمالية في عام 2019 كان أفضل من العام الماضي.
فقد أصدرت شركة (CMC Pictures) بنجاح 11 فيلما صينيا هذا العام، وبلغ إجمالي إيراداتها في أمريكا الشمالية 10.66 مليون دولار حتى يوم السبت، بما في ذلك فيلم الخيال العلمي الصيني محلي الصنع (الأرض المتجولة)، وهو الفيلم الصيني الذي حقق أعلى أرباح في أمريكا الشمالية في السنوات الخمس الماضية بإجمالي إيرادات بلغت 5.87 مليون دولار. إنها قفزة كبيرة لـ(CMC Pictures) التي كانت قد أصدرت خمسة أفلام صينية فقط في أمريكا الشمالية في عام 2018، بإجمالي إيرادات بلغت 727 ألف دولار.
أما شركة التوزيع الأخرى (Well Go USA Entertainment)، فقد أصدرت 14 فيلما ناطقا باللغة الصينية في عام 2019، ما ضاعف من إيراداتها في شباك التذاكر بأمريكا الشمالية من 4.01 مليون دولار إلى 9.84 مليون دولار حتى يوم السبت. وكانت الشركة قد أصدرت تسعة أفلام فقط في العام الماضي.
خلال العقدين الأخيرين، ومع نمو صناعة السينما الصينية إلى حجمها الهائل الحالي، بدأ صناع الأفلام الصينيون في التعامل مع أفضل مدارس السينما الأمريكي لتعلم "الخلطة السرية" لهوليوود، التي مكنت تينسلتاون من السيطرة على صناعة الصور المتحركة على مدى السنوات المائة الماضية.
-- تحدي كبير أمام كسب مزيد من الشعبية
لقد تُرجمت مجموعة المهارات السينمائية ذات الأسلوب الغربي إلى نجاح مذهل لصناع السينما في السوق المحلية الصينية. ولكن حتى الآن، لا يأتي سوى حوالي 7 في المائة من إيرادات شباك التذاكر الصيني من المبيعات الخارجية، وذلك على عكس أفلام هوليوود التي ارتفعت إيراداتها الخارجية من 30 في المائة من المبيعات قبل 20 عاما إلى حوالي 70 في المائة من إيرادات شباك التذاكر اليوم.
تجدر الإشارة إلى أن غالبية إيرادات شباك تذاكر الأفلام الصينية في أمريكا الشمالية لا تزال مستمدة من مرتادي السينما الصينيين في الخارج. فعدد قليل من مرتادي السينما من غير الناطقين بالصينية يأتون لمشاهدة الأفلام الصينية في دور السينما بأمريكا الشمالية.
فالاختلاف في نوعية القصص وأنماط سردها يشكلان أمرين مهمين، لأن الأفلام الصينية عادة ما يكون لها نسق ووتيرة مختلفين عن الشكل الخطي الأكثر شعبية في هوليوود، ومن ثم فإن القصص الفريدة في الصين غير مألوفة في الغرب.
وفي هذا الصدد، صرح منتج هوليود جيف موست لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الصين "لديها أساطير وحكايات شعبية لا يعرف الغرب عنها شيئا ...هذه تقاليد ثقافية غنية ترغب الصين في تقاسمها ولكن يجب تعريف الجماهير الغربية عليها بطريقة تسلط الضوء على الجوانب العالمية للقصة بدلا من المراجع الثقافية المغرقة في التفاصيل والتي قد تكون مربكة بالنسبة للغربيين".
وأشار إلى أن فيلما مصحوبا بترجمة دقيقة يمكن أن يعني نجاحا أكبر في سوق أمريكا الشمالية. فالجمهور الأمريكي لا يحبذ قراءة الترجمات في الوقت الذي ظلت فيه دبلجة الأفلام الصينية ضعيفة على مدى عقود.
ويظهر بعض الجمهور في الولايات المتحدة ميلا إلى مشاهدة الشخصيات التي تظهر على الشاشة وهي تشبههم في الشكل والتصرفات، ما يجعل من الصعب على الأفلام التي ينتجها طاقم صيني بالكامل جذب عدد أكبر من الجمهور الغربي، على الرغم من أن نجوما صينيين أو صينيين أمريكيين مثل جاكي شان وبروس لي وأوكوافينا لم يجدوا أي مشكلة في تقبل الجمهور الأمريكي لهم.
وفي هذا السياق، ذكر ريتشارد يوي المحرر في (Cinema Escapist's Asia) إن "هناك تحد كبير يقف أمام الأفلام الصينية في الأسواق العالمية ألا وهو سرد قصص ذات صلة".
وقال إنه "بالنسبة للجمهور الغربي، من المهم أن يكون لدى الشخصيات الرئيسية في القصص تحديات جادة وذات صلة يطلع من خلالها الجمهور على تجارب إنسانية".
وفي الختام، أشار سو جيا رئيس (CMC Pictures)، إلى أن صناعة السينما الصينية لا تزال في مرحلتها الجنينية التي ستمهد الطريق إلى سوق أمريكا الشمالية.
وأكد أن "جذب المزيد من الجمهور في أمريكا الشمالية مستقبلا سيكون مهمة كبيرة بالنسبة لصناع السينما الصينيين"، مشيرا إلى أنهم "على الأقل، يفكرون فيها بشكل متزايد".