دمشق 29 ديسمبر 2019 (شينخوا) قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الأحد)، إن 300 مقاتل "موال لأنقرة" انتقلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث تدور معارك بين قوات حكومة الوفاق و"الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وذكر المرصد ومقره لندن، أنه حصل من "مصادر موثوقة" على معلومات جديدة بشأن عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية الى داخل ليبيا.
وبحسب المصادر، فإن عدد المقاتلين الذي وصلوا الى العاصمة الليبية بلغ حتى الآن 300 شخص في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب ما بين 900 إلى 1000 مجند.
وذكر المرصد أن الرواتب المخصصة لكل مقاتل يوافق على الانتقال، تتراوح بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر "مقابل التوجه إلى طرابلس" الليبية.
ووفقا للمرصد "كلما طالت المدة زاد الراتب الذي يتلقاه المقاتل"، مشيرا الى أن عددا كبيرا من المجندين والمقاتلين الذين انتقلوا إلى ليبيا هم من فصيل (حركة حزم) التي تم حلها قبل عدة سنوات.
وقال المرصد في وقت سابق إن الفصائل الموالية لتركيا افتتحت مراكز في شمال سوريا لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا، وتم رصد "عشرات الأشخاص يقصدون تلك المراكز للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك".
ومنذ الرابع من ابريل الماضي، تشن قوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، وتخوض معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي.
واحتدمت المعارك مع إعلان حفتر، في 12 ديسمبر الجاري بدء "المعركة الحاسمة" والتقدم نحو "قلب طرابلس".
ونشرت قناة (ليبيا الحدث) المقربة من حفتر وصفحات تابعة لقواته مؤخرا مقاطع فيديو لما قالت انهم مقاتلون سوريون في أحد المعسكرات التابعة لحكومة الوفاق جنوب طرابلس.
لكن حكومة الوفاق الليبية نفت صحة تلك المقاطع، وقالت ان هذه التسجيلات التقطت في مدينة إدلب السورية.
وأصدر المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق بيانا ينفى فيه "صحة التسجيلات المرئية التي يتم تداولها في بعض صفحات التواصل الاجتماعي الموالية لمجرم الحرب حفتر وداعميه، والتي تظهر بعض المقاتلين السوريين في أحد المعسكرات، وتزعم انهم في ليبيا".
وجاء في البيان الذي نشره المكتب الاعلامي لحكومة الوفاق عبر موقعه على (فيسبوك)، أنه "تم التثبت من قبل القنوات الإخبارية المحلية والدولية، وتأكد أن هذه التسجيلات التقطت في مدينة إدلب السورية".
وأكدت حكومة الوفاق "ملاحقتها القضائية لكل من يساهم في نشر هذه الأكاذيب وغيرها من افتراءات، والتي تعد محاولة يائسة لتشويه ما يحققه الجيش والقوات المساندة من انتصارات على المعتدي" في إشارة لعمليات قواتها ضد قوات حفتر.
ووقعت أنقرة مؤخرا مع حكومة السراج على مذكرتي تفاهم، الأولى حول التعاون الأمني، والثانية حول الحدود البحرية، وهو أمر أعلنت كل من مصر واليونان وقبرص عدم الاعتداد به، في ظل خلافات بين الدول الثلاث من جانب وتركيا من جانب آخر حول التنقيب عن البترول والغاز في البحر المتوسط.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في العام 2011 من فوضى أمنية وصراع على السلطة.
وتوجد حكومتان في هذا البلد الغني بالنفط، إحداهما في العاصمة طرابلس، وهي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج وتحظى باعتراف دولي، والأخرى في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان و"الجيش الوطني"، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.