الأمم المتحدة 16 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكد مبعوث صيني لدى الأمم المتحدة يوم الاثنين أن العنف الطائفي يمثل تحديا كبيرا لمنطقة غرب أفريقيا وخاصة مع تزايد صلته بالإرهاب.
وشرح مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، في اجتماع لمجلس الأمن حول غرب أفريقيا، العنف الطائفي الذي ابتليت به المنطقة.
وقال إن الهجرة الموسمية في المنطقة تؤدي إلى زيادة التنافس على الموارد مثل الأراضي والمياه، مما يخلق نزاعات متكررة بين المزارعين والرعاة.
علاوة على ذلك، أشار إلى الاختلافات الأثنية والدينية وتغير المناخ وانتشار الأسلحة بين عوامل أخرى كسبب لتفاقم المشكلات.
وأضاف أن المقلق أكثر في السنوات الأخيرة هو لجوء الإرهابيين والمتطرفين لاستغلال هذه المشاكل كفرصة لهما.
وضرب تشانغ أمثلة على ذلك، قائلا إن بوكو حرام وتنظيم "الدولة الإسلامية "استمرا في النمو في غرب أفريقيا، حيث عاد المسلحون المتطرفون واستخدموا الصراعات لشن هجمات، مما شكل تهديدات غير مسبوقة للسلام والاستقرار الإقليميين.
وأشار كذلك إلى ازدياد الصلة بين العنف الطائفي والإرهاب، مؤكدا على ضرورة أن يعالج المجتمع الدولي ذلك بطريقة شاملة.
وناشد قائلا "نحن بحاجة إلى تسريع التنمية في غرب أفريقيا للقضاء على التربة الخصبة للعنف الطائفي" مؤكدا على الفقر المدقع وغياب التنمية كأسباب جذرية.
واقترح تشانغ تعزيز التنمية الاجتماعية الاقتصادية بكل قوة لزيادة الاستثمار والتجارة في أفريقيا من أجل القضاء على الفقر.
ودعا أيضا إلى توفير فرص التعليم والعمل ولا سيما للشباب، وضمان حق المجتمعات المختلفة في التنمية بخدمات عامة متساوية.
وأكد أن التنمية الاقتصادية يجب أن تعزز أيضا قدرة دول المنطقة على التكيف مع تغير المناخ وتزودها بالموارد والوسائل الكفيلة بتحسين الحكم وحماية المجتمعات المختلفة.
وقال المبعوث الصيني إن الصين تساعد الدول الإقليمية بنشاط على المشاركة في تطوير البنية التحتية لتعزيز الترابط، مضيفا "لقد وفرنا أيضا فرص التعليم والتدريب المهني للشباب في أفريقيا، من خلال منح دراسية للدراسة في الصين، وإنشاء مراكز للتعليم والتدريب بين أمور أخرى".
وبالإضافة إلى ذلك، حث تشانغ المجتمع الدولي على تعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة في غرب أفريقيا وحل النزاعات بالسبل السلمية.
وفي هذا الصدد، قال "يجب تشجيع الحوار على قدم المساواة بين مختلف الحضارات والديانات من أجل التعايش المتناغم. وينبغي مساعدة البلدان الإقليمية على تعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب واستئصال التطرف".
وأكد تشانغ على ضرورة التركيز على حل قضايا بارزة مثل تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتنويع قنوات التمويل للمنظمات الإرهابية، وتقارب المنظمات الإرهابية والجريمة المنظمة.
كما دعا إلى تقديم الدعم لدول غرب أفريقيا لتعزيز مراقبة الحدود والتعاون في مجال إنفاذ القانون وتبادل المعلومات الاستخبارية وغيرها من أشكال التعاون العملي.
وبخصوص جهود الصين، قال تشانغ إن الصين أنشأت بالفعل صندوق الصين-أفريقيا لدفع التعاون بين الجانبين فيما يتعلق بالسلام والأمن وحفظ السلام والقانون والنظام.
ووصلت الدفعة الأولى من المساعدات بقيمة 200 مليون يوان (28.6 مليون دولار أمريكي) إلى أفريقيا لدعم القوة الاحتياطية الأفريقية والقدرة على الاستجابة الفورية للأزمات، وفقا لما ذكر تشانغ.
وأضاف "لقد قدمنا أيضا 300 مليون يوان في شكل مساعدات لعملية مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وللقوة المشتركة لدول الساحل جي5".
علاوة على ذلك، أشار إلى أن صندوق الأمم المتحدة الاستئماني للسلام والتنمية، وهو مبادرة من الصين، قدم دعما ماليا لعدد من المشاريع المتعلقة ببناء القدرات الأفريقية في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب منذ إنشائه في 2016.