بيروت 15 ديسمبر 2019 (شينخوا) شهد وسط العاصمة اللبنانية بيروت مساء يوم الأحد مواجهات بين متظاهرين وعناصر مكافحة الشغب قرب مدخل ساحة النجمة حيث يقع مقر البرلمان، وذلك عشية الاستشارات البرلمانية لتسمية رئيس للوزراء، في تكرار لمواجهات مماثلة وقعت قبل يوم.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن التوتر بدأ عندما قام متظاهرون تجمعوا عند مدخل الساحة "برمي عبوات مياه ومفرقعات باتجاه عناصر القوى الأمنية المنتشرين في المنطقة".
وتابعت الوكالة أن القوى الأمنية ردت "بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين هرب عدد منهم إلى أسواق بيروت وعدد من الشوارع الفرعية".
وقالت قوى الأمن عبر حسابها على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي إنها "استمرت بضبط النفس لمدة ساعة ونصف وهي تتعرض للاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية من قبل المندسين، مما أدى إلى سقوط جرحى في صفوفها، فأعطت الأوامر لعناصر مكافحة الشغب باستعمال القنابل المسيلة للدموع لإبعاد المعتدين".
كذلك دعت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن في تصريح لها المتظاهرين السلميين إلى ترك ساحات الاحتجاج، معربة عن تخوفها من أن يكون ما يجري اليوم عملا استباقيا يهدف لتأجيل الاستشارات البرلمانية غدا.
وكانت الحسن قد عقدت اجتماعا لكبار ضباط قوى الأمن شددت خلاله على "حق التظاهر وحرية التعبير التي يصونها الدستور ضمن الأطر القانونية والمعايير الدولية احتراما لمبادئ حقوق الإنسان".
في سياق متصل، أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في تصريح عبر مواقع التواصل الإجتماعي أنه "شعر بالانزعاج من الهجمات التي حصلت الليلة الماضية والعنف الذي ارتكبه الموالين لمختلف القوى السياسية وما تلا ذلك من استخدام للقوة".
ودعا السياسيين للتحرك بشكل عاجل من أجل تعيين رئيس وزراء يمكنه الحصول على دعم الشعب وتشكيل حكومة شاملة وذات مصداقية وكفاءة تحظى بدعم البرلمان.
وعلى صعيد الاستشارات البرلمانية لتسمية رئيس للوزراء، التي سيجريها الرئيس اللبناني ميشال عون، يتصدر اسم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري المرشحين لتشكيل الحكومة بالرغم من أنه اعتذر في وقت سابق عن عدم الترشح لتشكيل الحكومة في ظل الإصرار على تأليف حكومة خبراء متخصصين تلبية لمطلب المحتجين.
ورغم أن معظم التكتلات النيابية لم تعلن بعد موقفها الرسمي من الاستشارات أعلنت كتلة "التكتل الوطني" البرلمانية التي تضم 5 نواب بعد اجتماعها اليوم أنها ستسمي غدا سعد الحريري لرئاسة الحكومة.
وقال باسمها النائب فريد هيكل الخازن في تصريح للصحفيين أن تسميتها للحريري لترؤس الحكومة المقبلة يأتي حرصا على عدم انهيار لبنان في ظل الوضع الراهن شديد التأزم.
يذكر أن الاستشارات البرلمانية لتكليف رئيس وزراء تشكيل الحكومة الجديدة ستسفر عن تكليف شخصية من الطائفة السنية في إطار نظام المحاصصة الطائفية في لبنان الذي يعطي رئاسة البلاد لمسيحي ماروني ورئاسة البرلمان لمسلم شيعي.
ويشهد لبنان احتجاجات بدأت في 17 أكتوبر الماضي رفضا لفرض ضرائب جديدة وتردي الوضع الاقتصادي، مما أدى لاستقالة الحكومة في 29 أكتوبر مع تصاعد المطالب بتشكيل حكومة خبراء غير سياسية وحزبية لتحقيق إجراءات إصلاحية ومكافحة الفساد والهدر في الأموال العامة واسترداد "المنهوب" منها ورفع السرية عن حسابات السياسيين المصرفية وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.