11 ديسمبر 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ظلت الأردن تواجه نقصا كبيرا في الطاقة، رغم تواجدها في منطقة الشرق الأوسط الثرية بالموارد الطبيعية. حيث تعتمد على الواردات لتلبية مايزيد عن 90% من حاجياتها الطاقية. وتبلغ نقاتها السنوية على استيراد الطاقة قراية 20% من اجمالي ناتجها الاجمالي المحلي. لكن انطلاقا من عام 2020، من المتوقع أن يشهد وضع الطاقة في الأردن تحسنا ملحوظا.
بدأ التغيير مع انضمام الاردن إلى مبادرة الحزام والطريق. حيث بادرت الشركات الصينية للمشاركة في مشروع محطة العطارات لانتاج الكهرباء من الزيت الصخري. وهو مكّن الاردن الذي يمتلك رابع احتياطي عالمي من الزيت الصخري من استغلال هذه الثروة. في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الاردني السابق، هاني الملقي أثناء تفقده للمشروع في شهر فبراير 2018، "بفضل مساعدة الشركات الصينية، تمكننا من تحقيق حلمنا في استغلال ثروة الزيت الصخري."
مباردة الحزام والطريق جلبت فرصا حيوية للمشروع
يقدر احتياطي الاردن من الزيت الصخري بـ70 مليار طن. وقد سعت الاردن طويلا لاستغلال هذه الثروة لكن الصعوبات التقنية وقفت حائلا أمام ذلك. في هذا الصدد، يقول تشانغ ون فنغ مساعد المدير العام لشركة قواندونغ باور للهندسة بأن تكتل بين شركات استونية وماليزية وأردنية تأسس في عام 2011 بهدف تطوير مشروع محطة العطارات. ثم لاحقا، أبرمت الشركات عقدا مع شركة قوانغدونغ باور للهندسة حول "التصميم والشراء والأشغال" بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي. لكن عملية انجاز المشروع توقفت بسبب صعوبات في التمويل.
في هذا الصدد، يرى يزن جدة مدير العلاقات العامة لمشروع محطة العطارات لانتاج الكهرباء من الصخر الزيتي، أن مبادرة الحزام والطريق قد جلبت للمشروع فرصة حيوية. حيث أعادت الأطراف المتعاقدة ابرام اتفاقية جديدة في يونيو 2015، حيث تستحوذ شركة قوانغدونغ باور للهندسة على 45% من الأسهم والشركة الماليزية على 45% والشركة الأستونية على 10 %. وبمقتضى الاتفاقية قامت مجموعة البنوك الصينية بتمويل 1.6 مليار دولار في المشروع، وتعهد شركة "سينوشور" بالتنفيذ. مما أعطى المشروع دفعا جديدا نحو الأمام.
وتتوقع الأجهزة الموثوقة بأن يصل حجم الكهرباء الذي تنتجه المحطة بعد تشغيلها في عام 2020 إلى 3.7 مليار كيلوواط ساعي. مايعادل 10% إلى 15 % من حاجيات الأردن من الكهرباء.
التعاون في بناء أكبر محطة في العالم لانتاج الكهرباء من الصخر الزيتي
إلى جانب الاستثمارات المالية، جلبت الشركة الصينية المستثمرة التكنولجيا المتقدمة وخبراتها في الادارة. وفي هذا الصدد، يقول ليو قوه جون، مدير المشروع المحدد من قبل وحدة البناء، بأن الشركات الصينية قد راكمت تجربة طويلة وثرية في انجاز مشاريع الطاقة الكهربائية، كما تتمتع بقدرات قوية ومتكاملة في مجالات التصميم والتصنيع والبناء والاختبار والتزويد بالمنشآت والتركيب وغيرها.
أما على المستوى التقني، فيقول تشانغ ون فنغ بأن مشروع محطة العطارات يستعمل فرنا دوارا الأكثر تطورا في العالم، ويحتوي على وحدتين من التوربينات البخارية المولدة للطاقة. يبلغ صافي انتاج كل وحدة 235 ميغاوط، وتستهلك سنويا 8 ملايين طن من الصخر الزيتي. وتعتبر محطة العطارات الأكبر من نوعها في العالم.
ويضيف ليو قوه جون بأن استغلال الصخر الزيتي يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء، كما يفرز كميات كبيرة من الغبار أثناء عملية الانتاج. لكن محطة العطارات تستعمل أحدث التقنيات العالمية لحماية البيئة. وتشترط بأن لايتجاوز حجم الاستعمال اليومي للمياء الجوفية 500 طن.
التعاون يخلق القوة
يجمع هذا المشروع 3 شركات مساهمة وأربع دول وموظفين وعمال من مختلف دول العالم. حيث يعد التعاون حجر الأساس لأنجاح المشروع.
ويقول يزن بأن عدد العمال المحليين في المشروع يقدر بـ300 شخص، وبإضافة المتعاقدين والعاملين في النقل وغيرها من الوظائف غير المباشرة، يصل العدد إلى أكثر من 1500 فرصة عمل. أما تشانغ ون فنغ، فيقول بأن المشروع يحتاج إلى قرابة 27 ألف طن من الصلب، وأن باستثناء بعض المواد الاستثنائية، يتم شراء مختلف المواد الاخرى من داخل الاردن.