تقرير إخباري : احتجاجات واسعة بالأراضي الفلسطينية ضد دعم واشنطن الاستيطان الإسرائيلي (2)

/مصدر: شينخوا/  2019:11:27.08:38

رام الله - غزة 26 نوفمبر 2019 (شينخوا) اندلعت مواجهات بين الآف الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي اليوم "الثلاثاء"، بالضفة الغربية التي شهدت مظاهرات ضد دعم الإدارة الأمريكية البناء الاستيطاني الإسرائيلي.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن طواقهما تعاملت مع إصابة 85 فلسطينيا بالرصاص المطاطي والاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف مدن رام الله والخليل وطولكرم ونابلس وبيت لحم.

وقالت مصادر أمنية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المواجهات اندلعت عقب تظاهرات توجهت إلى الحواجز العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي الذي أطلق جنوده الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإشعال إطارات السيارات ورشق الجنود بالحجارة.

وحسب المصادر، فإن بين المصابين 3 صحفيين، بالإضافة إلى اعتقال قوات الجيش عددا من المشاركين بالتظاهرات.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، إن الجيش عزز قواته في الضفة الغربية وأصدر قواعد اشتباك صارمة للجنود في محاولة لتجنب الخسائر وخروج الاحتجاجات عن السيطرة.

وانطلقت التظاهرات بالساحات الرئيسية في مدينة رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية وشرق القدس وغزة تنديدا بإعلان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قبل أسبوع اعتبار أن الاستيطان لا يخالف القانون الدولي.

ورفع المشاركون في التظاهرات التي دعت لها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة "الاحتلال والاستيطان إلى زوال" ، "لن نستسلم ننتصر أو نموت".

كما جرى تعطيل الوزارات والمؤسسات الحكومية بما فيها المدارس والجامعات جزئيا من أجل المشاركة بالتظاهرات الرافضة للقرارات الأمريكية ضد القضية الفلسطينية واعتبروه "يوم غضب".

وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية على هامش مشاركته بمظاهرة في مدينة رام الله، عن توجه الجانب الفلسطيني إلى "محكمة الجنايات الدولية ضد القرار الأمريكي، مشيرا إلى وجود قرار من محكمة العدل الدولية رفض الجدار والاستيطان سيتم تفعيله".

وقال اشتية للصحفيين بحسب بيان صدر عن مكتبه تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن "الحالة الشعبية والرسمية الممتدة على طول الوطن، ما هي إلا تعبير ورفض لكل مكونات الاحتلال ومركباته وكل الذين يدعمونه".

وأضاف اشتية، "نرفض شعبيا ورسميا ومؤسساتيا كل الرفض، التصريحات من الإدارة الامريكية سواء كان ذلك بحق القدس والاستيطان، مؤكدا على الموقف الفلسطيني بأنه " لا يمكن أن يكون هناك سلام على هذه الأرض، ما لم ينته الاحتلال".

بدوره اتهم نائب رئيس حركة فتح محمود العالول في كلمة ، "الجانبين الإسرائيلي والأمريكي بالاجراءات التي يتخذونها بعدم ترك خيار للشعب الفلسطيني إلا تصعيد المقاومة الشعبية ومواجهة الاحتلال".

وقال العالول، "دفعنا ثمنا باهظا من أجل الحرية وفي المقابل لا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني إلا بحريته واستقلاله وحقوقه كاملة غير منقوصة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".

من جهته اعتبر منسق القوى والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية واصل أبو يوسف، أن يوم الغضب يحمل رسالة رفض "للقرارات الأمريكية والحرب التي تشنها ضد القضية الفلسطينية والتي بدأت بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها".

وقال أبو يوسف على هامش مشاركته بالمظاهرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الحكومة الإسرائيلية تحاول الاستفادة من الحرب المفتوحة التي تشنها الإدارة الامريكية ضد القضية الفلسطينية وتوسيع جرائمها بحق الشعب الفلسطيني"، داعيا إلى ضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

وفي نابلس انطلقت مظاهرة حاشدة وسط المدينة، رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية، وقال نصر أبو جيش منسق القوى والفصائل الفلسطينية في المدينة، لـ ((شينخوا)) على هامش المظاهرة، إن المظاهرات بداية للتحرك الفلسطيني الغاضب، مشيرا إلى وجود خطوات كفاحية أخرى الأيام المقبلة داخل المدن وخارجها.

كما جرت في غزة تظاهرة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية، قبالة مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تندد بالقرار الأمريكي.

واعتبر القيادي في حماس اسماعيل رضوان في كلمة خلال المظاهرة، أن القرار الأمريكي بشأن المستوطنات "باطل ويشكل انتهاكا للحق الفلسطيني ومخالفة للقانون الدولي".

وقال رضوان، إن "الإدارة الأمريكية تضع نفسها بذلك القرار في خط واحد مع الاحتلال الإسرائيلي الذي ما انفك عن التغول على الأرض الفلسطينية وارتكاب جرائم متلاحقة بحق الفلسطينيين".

وحمل القيادي في حماس، "الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، محذرا من أن تؤدي إلى زعزعة الأمن بالمنطقة".

وتابع رضوان، "سنتصدى للقرارات الأمريكية بوحدتنا وبالمسيرات السلمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه الانتهاكات التي تمارسها الإدارة الأمريكية وإسرائيل بحق الفلسطينيين.

وكان بومبيو أعلن قبل أيام أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية التي احتلها إسرائيل عام 1967 "غير متسقة مع القانون الدولي" في تراجع عن رأي قانوني صدر عن الخارجية الأميركية في العام 1978، يقضي بأن المستوطنات في الأراضي المحتلة "لا تتوافق مع القانون الدولي".

ويقيم نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية فيما أكدت عدة قرارات دولية أحدها صدر عن مجلس الأمن في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تدين الاستيطان.

ويقاطع الفلسطينيون الإدارة الأمريكية الحالية منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.