بكين 21 نوفمبر 2019 (شينخوا) يشهد العالم تحديات لم يشهدها خلال قرن، وتتعرض التعددية لمزيد من الضغوط. ومن أجل مواجهة مثل هذه الظروف، أعرب الكثير من أعضاء المجتمع الدولي - لحسن الحظ - عن دعم متجدد لاقتصاد عالمي أكثر انفتاحا.
وخلال عقد بعد الأزمة المالية المدمرة الناجمة من وول ستريت بالولايات المتحدة، والتي بثّت الرعب في أنحاء العالم، لا يزال التعافي الاقتصادي العالمي هشا، ويواجه حاليا تزايدا في إجراءات الأحادية والحمائية التي تهدد المصالح الاقتصادية والأمنية بالعالم.
قال موريسيو سانتورو، بروفيسور العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية في ريو دي جانيرو البرازيلية، إن عدم الاستقرار هذا يسهم في "خلق محفزات لبعض الدول لتحاول كسر القواعد".
واضاف "على المدى القصير، يمكن لبعض الدول تحقيق مكاسب، ولكن على المدى المتوسط أو الطويل، كلنا خاسرون".
خلال كلمة بمراسم افتتاح الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للواردات في شانغهاي الصينية، دعا مدير عام منظمة التجارة العالمية روبرتو ازيفيدو، ومعه الكثير من المسئولين التجاريين، إلى إعادة التمسك بالتعددية.
وقال "إن نمو الإنتاج العالمي يتباطأ، والخيار الرئيسي لدفعه هو أن تعمل دول العالم معا".
وفي معرض اعترافه بأن التعددية تواجه تحديات حاليا، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيير رافاران، في حديث مع ((شينخوا)) إنه "من العبثي بل والخطير" في فترة التوترات، أن يتم التخلي أو ترك التعاون وقنوات الحوار.
ورغم دعوات الحوار والتواصل لمعالجة ما يواجه العالم من تحديات، ولكن واشنطن آثرت الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، ومن الاتفاق النووي الإيراني، وهما اتفاقان عالميان هامان لمعالجة تحديات تغير المناخ، والانتشار النووي. ورغم أن خطواتها هذه غير مبررة أبدا، ولكنها حفزت الكثير من الحكومات والمنظمات الدولية على رفع صوتها لمعارضة مثل هذه الخطوات الأحادية.
كتبت اولريكا مودير، مساعدة السكرتير العام لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية "أن هذه التحديات تدعو إلى تحرك عاجل وجماعي، ولا يمكن معالجتها إلا من خلال جهودنا معا"، مضيفة "وهنا تلعب التعددية دورها الحاسم، الآن، أكثر من أي وقت مضى".
وفي مواجهة الأحادية والحمائية التجارية المتفاقمة، أظهرت الصين التزامها القوي بحماية التعددية، والتمسك بتعزيز الحوكمة العالمية على أن تكون الأمم المتحدة في الصميم منها، ودعم القانون الدولي.
قال رافاران "يبدو لي أن الدبلوماسية الصينية مُستمدة من قناعات وتقاليد صينية عميقة الجذور، وهي أن التعاون أغلى كثيرا من التوتر" مضيفا أن مبادرة الحزام والطريق، قد وُلدت من رحم هذه القناعات.
وبالنسبة لروبرت لورنس كوهن، رئيس مؤسسة كوهن، فإن التزام الصين القوي بدعم التعددية أمر حيوي للاستقرار والأمن والتنمية الصحية لعموم العالم.
وقال "أنا متأثر جدا بعمق ومدى مشاركة الصين مع العالم".
لقد كشفت الصين مؤخرا عن خطط لتنفيذ مجموعة من إجراءات الانفتاح الجديدة، ومنها المزيد من خفض التعريفات الجمركية ونفقات التحويلات المالية، واستيراد المزيد من السلع والخدمات عالية النوعية من أنحاء العالم.
وفي وقت تحصر فيه بعض القوى الكبرى "نظرتها لداخلها" أو تدعو للحمائية، أصبحت الصين المشجع الأول للتضامن العالمي لمعالجة التحديات التي تواجه العالم، وفقا لما قاله السكرتير العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، موخيسا كيتويي.
وقال كيتويي لـ((شينخوا)) "إنه تصويت بالثقة لصالح التعددية والتعاون الدولي، واعتقد أن العالم يحتاج هذا كثيرا في الوقت الراهن".
أما ارانتشا غونزاليس، المديرة التنفيذية لمركز التجارة العالمي، فقالت في حديث لـ((شينخوا)) أيضا "إن الصين عامل ضروري في التعددية التجارية، وفي مواجهة تغير المناخ، وفي أي مجال للتعددية".