شانغهاي 7 نوفمبر 2019 (شينخوا) "هناك مئات العائلات اللبنانية التي يتعامل معها مصنعنا لصنع قطع الزينة اليدوية التي تثبت على الغلاف الخارجي لوحدات الشوكولاتة اللبنانية عالية الجودة لتتوافق مع ما يريده المستهلك الصيني"، هكذا قال اللبناني قاسم طفيلي رئيس شركة طريق الحرير للتجارة والاستثمارات وهو يمسك بعلبة شوكولاتة ويعبر عن البصمة التي تركها معرض الصين الدولي للواردات منذ دورته الأولى وبصورة ملموسة في حياة الأسرة العربية الصغيرة ومدى استفادتها منه.
وذكر طفيلي، وهو أيضا رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية، في لقاء أجرته معه وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال فعاليات المعرض الذي يستمر من 5 إلى 10 نوفمبر الجاري أن الشوكولاتة اللبنانية تباع الآن على مواقع سوق التجارة الإلكترونية في الصين مثل (جينغدونغ) و(تاوباو) وأن إكسبو شانغهاي حفزهم على توسيع نشاطهم حتى أنهم سيوقعون خلال المعرض اتفاقية مع إحدى الشركات الصينية لتوسيع تسويق المنتجات اللبنانية بوجه عام على الإنترنت داخل الصين.
وأعرب عن فخره بالمشاركة في المعرض بدورتيه كونه أول معرض وطني في العالم مخصص للاستيراد فحسب، مضيفا أن الصين بإقامتها هذا المعرض تفتح ذارعيها للعالم وتوفر منصة جيدة جدا للشركات الصينية والتجار الصينيين لاستكشاف السلع الأجنبية الجديدة ومن بينها السلع العربية وعقد الصفقات مع عارضين جاءوا من أنحاء العالم.
وقال إنه من الضرورة بمكان الاستفادة من هذا الحدث الهام إلى أقصى درجة كونه يمثل فرصة تاريخية لكل المنتجين الذين يتطلعون لدخول السوق الصينية، مضيفا أن "هذا المعرض يحفز حتى غير المنتجين لأي بضاعة على أن يبدأوا من الآن التفكير في إنتاج بضائع محددة ومميزة تستحق دخول السوق الصينية"، التي وصفها بأنها كبيرة وواعدة وتستطيع أن تستوعب الكثير من المنتجات المميزة ذات الجودة.
ولدى حديثه عن الاختلاف بين الدورتين الأولى والثانية من المعرض، قال إن الانطباع الرئيسي الذي لاحظه هو أن هناك تركيزا واهتماما بحضور شركات أجنبية صغيرة للمعرض هذا العام وأن عددها أكبر مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن المعرض يعتبر بوابة لهذه الشركات الصغيرة لتصدير منتجاتها وتحقيق التنمية في ضوء الدور الذي تلعبه الشركات الصغيرة في التنمية بشكل مباشر في بلدانها من خلال حضورها للمعرض.
وبصفته مطلع بشكل وثيق على المشاركة العربية في المعرض، لفت طفيلي إلى أنها مشاركة جيدة هذا العام وتفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدان العربية والصين على أصعدة مختلفة.
ووسط انهماكه في استقبال الزائرين لجناح لبنان وشرح ما يضمه من معروضات كزيت الزيتون والزعتر والنبيذ وخلطات الطعام المختلفة والمكسرات والشوكولاتة، ذكر أن لبنان يشارك هذا العام في المعرض مشاركة أوسع من العام الماضي، حيث يشارك في القسم الخاص بالمأكولات وكذا القسم الخاص بالخدمات ومن بينها السياحة والتعليم.
وتطرق طفيلي إلى العوامل التي ساعدت على دخول المنتجات اللبنانية إلى السوق الصينية، قائلا إن أهمها هو معرفة ما يريده المستهلك الصيني بصورة جيدة لاسيما وأن هناك ماركات عالمية كبيرة تنافس في السوق الصينية، هذا علاوة على عامل آخر وهو روح الود والصداقة والرغبة في تقديم المساعدة التي تلمسها من الأصدقاء والشركاء الصينيين، مضيفا أن الصداقة تجسر المسافات.
وتذكر أنه في إكسبو شانغهاي العام الماضي، توقعت الصين أن يتجاوز حجم وارداتها من السلع والخدمات 30 تريليون دولار أمريكي و10 تريليونات دولار أمريكي على التوالي خلال الـ15 سنة المقبلة، قائلا إنه مع إعلان هذه الأرقام، تسعى الدول العربية بشكل دائم لأن يكون للعرب حصة أكبر وأكبر من الواردات الصينية، وهذا سيسهم بدوره في عملية تطوير الصناعات المحلية على الصعيد العربي.
وألمح إلى أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في عام 2013، فتحت آفاقا واسعة للانفتاح الذي يجسد معرض الصين الدولي للواردات أحد صوره، مضيفا أن المبادرة تسهم من بين أمور كثيرة في تعزيز العلاقات بين الشعوب ضاربا مثالا على ذلك بالتبادلات التعليمية بين الصين والعالم العربي.
في قديم الزمان انتقلت البضائع الصينية والعربية إلى الآخر عبر طريق الحرير القديم واليوم تنشط هذه التبادلات مجددا عبر الحزام والطريق، هكذا أشار طفيلي، قائلا إن المنتجين في الدول العربية يشعرون بأن هذا الزخم في العلاقات التجارية بين الجانبين العربي والصيني هو أحد ثمار البناء المشترك للحزام والطريق.