روما 6 نوفمبر 2019 (شينخوا) تبحث الشركات الإيطالية عن فرص جديدة في معرض الصين الدولي الثاني للواردات، حيث تعد إيطاليا واحدة من بين 15 دولة تشارك كضيف شرف.
وتعرض الشركات الإيطالية منتجاتها في مساحة تغطي 2000 متر مربع حجزتها مؤسسة إيطاليا الصين، وغرفة التجارة الصينية-الإيطالية، وجمعية التجارة الأجنبية الإيطالية، في المعرض الذي يقام على مساحة 360 ألف متر مربع.
وصرح كبير مسؤولي العمليات في مؤسسة إيطاليا الصين والسكرتير العام لغرفة التجارة الصينية-الإيطالية ماركو بيتن إن الشركات الإيطالية توجد في 5 أجنحة مختلفة.
وقال بيتن لوكالة ((شينخوا)) إن اختيار إيطاليا كضيف شرف في المعرض "هو تأكيد مطلق على العلاقات الجيدة جدا التي تجمع إيطاليا والصين على المستويين الاقتصادي والسياسي، وخاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم بشأن مبادرة الحزام والطريق" في مارس هذا العام.
وأضاف "اعتقد أن ذلك يمكن أن ينظر إليه كاعتراف بالدور الذي تلعبه إيطاليا في السوق العالمية من حيث التصنيع العالي الجودة في العديد من القطاعات، من الأزياء إلى التكنولوجيا إلى الأغذية الزراعية".
ومن هذه الشركات، هناك 90 شركة تحت مظلة مؤسسة إيطاليا الصين، بزيادة حوالي 30 شركة عن وفد العام الماضي.
وبدوره، قال البروفيسور ماتيو كارولي، أستاذ الاقتصاد والأعمال الدولية في جامعة لويس غويدو كارلي في روما، لوكالة ((شينخوا))، إن هذه الزيادة "تعتبر علامة على نضج شركاتنا بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تثبت قدرتها على تقديم نفسها بشكل متزايد في الأسواق الدولية".
وأضاف كارولي، الذي يعمل عميدا مشاركا في كلية لويس للأعمال، أن "الحضور القوي لإيطاليا في معرض الصين الدولي الثاني للواردات يعكس علامة أخرى على تحسن شركاتنا، وبالتحديد فهما أفضل لكيفية التجميع ومفتاح كونه عنصرا قويا وقيما في الأسواق العالمية".
وبعبارة أخرى، أوضح كارولي أن الشركات الإيطالية تتعلم التحرك معا وليست كعلامات تجارية منفردة، وهي نقطة ضعف لا تشاركها فيها نظيراتها الأوروبية المنافسة مثل الشركات الفرنسية التي تميل الى التحرك كـ"نظام".
وأضاف كاورلي أن "الصعوبات لا تزال قائمة في هذا المنظور، لكن اليوم تستغل المزيد من الشركات الإيطالية الفرص الترويجية التي تقدمها المؤسسات العامة وجمعيات الأعمال".
وتابع البروفيسور قائلا: "من وجهة النظر هذه، يعتبر حدث مثل معرض الصين الدولي للواردات إيجابيا، لإنه يوفر فرصة للقادرين على اغتنامها، ودفعة قوية للنمو".
وتشارك 155 دولة ومنطقة وكذلك 26 منظمة دولية في معرض الصين الدولي الثاني للواردات، الذي افتتح يوم 5 نوفمبر ويستمر حتى يوم 10 نوفمبر بمدينة شانغهاي. وتشارك 64 دولة بإقامة معارض وطنية بينما تشارك 3893 شركة في معارض الأعمال.
وينظر بيتن إلى التركيز الأقوى على القطاع الفاخر كاتجاه في المعرض هذا العام.
وقال لوكالة ((شينخوا))، "هذا يؤكد أن الاستهلاك في السوق الصينية يمضي قدما باتجاه مستوى الجودة العالية وهو اتجاه جيد للصناعات الأساسية في إيطاليا ولشركاتنا المشاركة".
وأضاف أن الشركات الإيطالية تبحث عن فرص متنوعة في معرض الصين الدولي للواردات.
وقال بيتن، الذي يمتلك خبرة تمتد إلى 20 عاما في التعامل والعمل مع الصين، "العديد من شركاتنا المشاركة اختبرت بالفعل السوق الصينية، فيما توجد شركات أخرى في بداياتها. وفي كلتا الحالتين، لم تعد الصين بعد سوقها المرجعي على مستوى عالمي وتريد التحرك في ذلك الاتجاه-- إنها تريد دفع اتصالاتها ووجودها".
وأضاف أن "المعرض حدث جذب الاهتمام والمشاركة من جميع أنحاء الصين. ومن هذا المنظور، تنظر الشركات الإيطالية الى المعرض كفرصة لإجراء أبحاث السوق".
وأوضح: "هذا لأن الصين أصبحت سوقا معقدا ومتطورا بها مجالات جديدة للاستكشاف، وتحتاج الشركات إلى مشغلين متخصيين للانتقال هناك".
وقال إنه بالمقارنة مع العام الماضي، "لم يعد الأمر مجرد أمل بل من المؤكد سيكون معرض الصين الدولي نقطة مرجعية لشركاتنا الصغيرة والمتوسطة".
وخلال أيام المعرض الستة، ستكون هناك فرصة أمام الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة للقاء مشغلين من جميع أنحاء الصين وحضور ورش عمل وفرص لمعاملات بين الشركات على الهامش"، وفقا لبيتن.
وبالنسبة لكارولي، قال إن معرض الصين الدولي للواردات يوفر الفرص "لمنتجاتنا المصنوعة في إيطاليا وبالتحديد صناعة الأغذية الزراعية والأثاث والتصميم والماكينات وأخيرا بعض قطاعات سلاسل الانتاج الأخضر".
إحدى هذا الشركات هي "فارسمارت"، التي تطور منتجات خاصة بالتجميل والمكملات الغذائية والأجهزة الطبية.
وقال مديرها التنفيذي جيوفاني كوتشيلي لوكالة ((شينخوا)) إن" السوق الصينية توفر إمكانيات هائلة للصناعة الإيطالية، ولاسيما للقطاعات التي تتمتع فيها إيطاليا بمزايا تنافسية وخبرة، مثل التجميل والصحة".
وأضاف "من أجل اغتنام هذه الميزة وتلبية طموحاتنا، انخرطت فارسمارت مع الموزعين الصينيين، الذين يساعدوننا على إدخال منتجاتنا إلى السوق الآسيوية، بعمق".
وقال كوتشيلي إنه يرى تنفيذ مذكرة التفاهم بين الصين وإيطاليا بشأن مبادرة الحزام والطريق كـ"فرصة لتعميق الروابط الاقتصادية والتجارية وأيضا الثقافية بين البلدين".
وأتم بأن شركته "فارسمات مستعدة للاضطلاع بدور قيادي في هذا المشروع الجديد والصعب".