بيروت 4 نوفمبر 2019 (شينخوا) أكد "تيار المستقبل" اللبناني بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مساء اليوم (الإثنين) أن الحريري لن يضع نفسه تحت أي ظرف في حلبة السباق الإعلامي على رئاسة الحكومة الجديدة المرتقبة.
وكان الحريري قد قدم استقالة حكومته في 29 أكتوبر الماضي على خلفية الاحتجاجات الجارية في البلاد ومن المتوقع أن يتبع ذلك قيام الرئيس اللبناني باجراء استشارات نيابية ملزمة يقوم خلالها أعضاء البرلمان بتسمية الشخصية التي ستكلف بتأليف الحكومة الجديدة.
وقال التيار في بيان أصدره، إن الحريري يعتبر أن التكليف برئاسة وتأليف الحكومة المقبلة هو مسألة دستورية تخضع للاستشارات النيابية الملزمة وليس لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونفى "تيار المستقبل" ما يتم نشره وتعميمه من خلال بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي عن مسؤوليته عن إغلاق وقطع الطرق في عدد من المناطق اللبنانية وعن "أمر عمليات لمناصري التيار بالنزول إلى الشارع للمشاركة في معركة شد الحبال حول الاستشارات النيابية ودعم تكليف الرئيس سعد الحريري".
وأكد البيان أن "تحميل "التيار" مسئولية إغلاق الطرق، هو مصطنع ويستهدف إحداث الفتن وتأليب النفوس".
وأضاف التيار أن "كل ما ينشر ويعمم في هذا الشأن هو من صنع الأدوات والأقلام التي تعمل على خط الفتنة وتأليب النفوس ويضيق صدرها بمشاعر التضامن مع الرئيس الحريري.
وأشار البيان إلى أن "الحريري سبق وطالب، قبل أيام، جمهور (تيار المستقبل) وكافة أنصاره ومؤيديه بالامتناع كليا عن النزول إلى الشوارع في مسيرات لإظهار الدعم له، داعيا إياهم إلى التزام التعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والحفاظ على الهدوء، منعا لحدوث أي انزلاق إلى الاستفزازات".
من جهة ثانية، نفت مصادر الحريري بحسب موقع "مستقبل ويب" التابع لـ"تيار المستقبل" معلومات نشرها موقع "حزب الكتائب" حول اجتماع مطول بعيدا عن الاعلام استمر 4 ساعات بين الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال رئيس "التبار الوطني الحر" جبران باسيل، مؤكدة أن "تقرير "الكتائب" من تأليف اصحابه ولا يمت إلى الحقيقة بصلة".
وكان موقع "حزب الكتائب" قد نشر معلومات تزعم أن اتفاقا اوليا توصل اليه الحريري وباسيل وهو تشكيل حكومة من 24 وزيرا برئاسة الحريري وعضوية باسيل والوزيرين في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل (حركة أمل) ووائل أبو فاعور (الحزب التقدمي الاشتراكي) و 20 وزيرا من المتخصصين المستقلين بينهم وزيران يكون عنوانهما التخصص والاستقلالية لكن مضمونهما الارتباط بـ"حزب الله" و "تيار المستقبل".
وأضافت معلومات موقع "الكتائب" أنه "اتفق بين الحريري وباسيل أن تترافق التشكيلة ببيان وزاري يتضمن سقفا عاليا من الوعود بالاصلاح، إضافة إلى خطة عمل تدعو المجتمع المدني إلى الاشتراك بتنفيذها، وأن الهدف من ورائها تنفيس احتقان الشارع وازاحة الكأس المرة التي تتذوقها الطبقة السياسية الحاكمة منذ اندلاع الثورة في 17 اكتوبر الماضي".
وفي سياق متصل، دعا رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل في مؤتمر صحفي اليوم إلى تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين قوامها الحياد السياسي ويتسم وزراؤها بالكفاءة لادارة مرحلة انتقالية وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة، محذرا من أن "الأزمة تتفاقم مع كل يوم يؤخر تكليف شخصية لتشكيل الحكومة".
وكانت الرئاسة اللبنانية قد اعلنت في بيان يوم أول من أمس (السبت) أن موعد الاستشارات النيابية لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة "سيحدد قريبا" وان الرئيس ميشال عون "يجري اتصالات ضرورية حتى يأتي التكليف طبيعيا، ما يسهل لاحقا عملية التأليف".
وكان لبنان قد شهد اليوم مسلسلا طويل من الاعتصامات واجبار مؤسسات رسمية ومصرفية على الاقفال ترافقت مع أعمال قطع طرق رئيسية وفرعية لشل الحركة في مناطق في بيروت وجيل لبنان وشرق وجنوب وشمال البلاد رفضا للتأخير في الاستشارات النيابية ومن أجل تشكيل حكومة جديدة.
وكانت الاحتجاجات المتواصلة قد بدأت في 17 أكتوبر الماضي رفضا لفرض ضرائب جديدة ولتردي الوضع الاقتصادي ثم ما لبثت أن تصاعدت إلى المطالبة باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة خبراء مصغرة من خارج الطبقة الحاكمة واجراء انتخابات نيابية مبكرة على رغم دعوة رئيس البلاد المحتجين إلى الحوار ورغم اقرار الحكومة المستقيلة تدابير اصلاحية وادارية واقتصادية واجتماعية.