بيروت 3 نوفمبر 2019 (شينخوا) تجمعت أعداد متزايدة من المحتجين اليوم (الأحد) في مظاهرات حاشدة بساحات الاعتصامات في لبنان، وقطعوا الطرق في مناطق متفرقة، وسط دعوات إلى إضراب عام يوم غد الإثنين حتى تشكيل حكومة جديدة في البلاد.
وشهدت التجمعات والمظاهرات في وسط بيروت ومناطق أخرى منذ عصر اليوم توافدا كبيرا للمحتجين في يوم "أحد الوحدة" بين ساحات الاعتصامات.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن أعدادا متزايدة من المتظاهرين وصلت إلى ساحتي الاعتصام المركزيتين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، في وسط بيروت للتظاهر تحت شعار "أحد الوحدة" بين الساحات.
وقالت الوكالة إن الساحتين جمعتا متظاهرين من مناطق مختلفة ورفعوا العلم اللبناني وردودا شعارات منددة بالفساد والفاسدين وداعية إلى المحاسبة والإصلاح.
ولاحقا، أشارت الوكالة إلى أن عشرات المحتجين تجمعوا على جسر الرينغ في وسط بيروت وقطعوا السير عليه، وهم يطلقون هتافات مطالبة بالتغيير.
وقام محتجون آخرون بقطع شارع "فردان" الرئيسي في بيروت، لكن القوى الأمنية عاودت فتحها.
وفي مدينة صيدا بجنوب لبنان، جرى اعتصام حاشد وسط انتشار كثيف لوحدات من الجيش.
كما جالت مسيرة شوارع المدينة حمل خلالها المتظاهرون علما لبنانيا عملاقا بطول 40 مترا.
وقطع المعتصمون ساحة "إيليا" في صيدا، وقطع شبان الأوتوستراد الشرقي في صيدا بالإطارات المشتعلة، لكن الجيش عاود فتحها.
وفي جنوب لبنان، نفذ "حراك كفررمان" مسيرة احتجاجية انضم إليها "حراك النبطية" وتوجهت نحو فرع مصرف لبنان المركزي في وسط مدينة "النبطية"، بمواكبة الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وفي منطقة المتن في جبل لبنان، أقفل متظاهرين الطريق على اوتوسترداد شمال بيروت في محلة "جل الديب" بعد محاولات من الجيش لمنعهم، بحسب الوكالة.
كما تم قطع الطريق في محلة "ذوق مصبح" بالإطارات المشتعلة، إضافة إلى قطع طريق عام "مزرعة يشوع" .
وبشمال لبنان، شهدت مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، مسيرات من الأحياء الشعبية، وغص الاعتصام في ساحة "النور" بحشود من أهالي المدينة ومن المناطق المجاورة.
وردد المتظاهرون هتافات ضد المسؤولين، ودعوا إلى محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة.
وفي ساحتي الاعتصام في حلبا والعبدة في محافظة عكار في الشمال، تجمعت حشود تلبية للدعوة إلى "أحد الوحدة"، ورددوا دعوات لإقفال كل الطرقات الأساسية في المحافظة غدا.
أما في مدينة زحلة في البقاع بشرق لبنان، فقد نظمت بعد ظهر اليوم مظاهرة في ساحة "المنارة" رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الوطنية مطالبين بتأليف حكومة خبراء.
وفي عدد من بلدات منطقة البقاع الأوسط تم قطع عدد من الطرقات الرئيسية بالإطارات المشتعلة وسط تجمعات للمتظاهرين.
أما في مدينة "بعلبك" البقاعية واصل "حراك أبناء بعلبك" اعتصامه الاحتجاجي في ساحة المدينة، حيث رفع المعتصمون شعارات تطالب بحكومة إنتقالية خارج الطبقة السياسية.
كما قطع المتظاهرون الطريق عند مثلث بلدات "كامد اللوز/جب جنين/غزة، في محافظة البقاع بالإطارات المشتعلة، بالإضافة إلى طريق بلدات "الصويري/ مثلث ضهر الأحمر" ونقطة "المصنع" الحدودية مع سوريا.
كذلك أقفل محتجون طرقا في البقاع الأوسط، وعمد آخرون إلى نصب خيمة في وسط طريق "سعدنايل" الرئيسي.
وتأتي هذه الاحتجاجات الحاشدة بعد ساعات من مشاركة عشرات الالاف من أنصار الرئيس اللبناني ميشال عون، في مهرجان داعم له تحت عنوان "يوم الوفاء"، واحتشادهم على الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي في بعبدا ببيروت.
ودعا الرئيس اللبناني في كلمة لمناصريه عبر شاشة على طريق القصر الرئاسي في بلدة بعبدا شرق بيروت اليوم اللبنانيين إلى مساعدته في محاربة الفساد والدفاع عن حقوقهم.
وحث الجميع إلى الاتحاد.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات متواصلة كانت قد بدأت رفضا لفرض ضرائب جديدة وتردي الوضع الاقتصادي.
وتصاعدت الاحتجاجات لاحقا وترافقت مع قطع للطرق للضغط من أجل رحيل الحكومة والطبقة السياسية كاملة.
ودفعت الاحتجاجات رئيس الوزراء سعد الحريري، إلى تقديم استقالة حكومته في 29 أكتوبر الماضي.
ومن المقرر بحسب الدستور اللبناني أن يجري رئيس البلاد استشارات نيابية ملزمة يقوم أعضاء البرلمان خلالها بتسمية شخصية لتكليفه تشكيل حكومة جديدة عقب استقالة الحكومة.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية السبت أن الرئيس عون "سيحدد قريبا" موعد الاستشارات النيابية.
ويطالب المحتجون في لبنان بتشكيل حكومة انتقالية غير مسيسة من كفاءات متخصصة.