في الصين لم تكن هناك أي منظمة سياسية مثل الحزب الشيوعي الصيني والتي ركزت على الكثير من العناصر المتقدمة ونظمت نفسها عن كثب بشكل حازم وعلى نطاق واسع. لقد كان الحزب جيدا في تلخيص تجربته ومعالجة الأخطاء بشكل رسمي في عملية تقدم وصياغة موضوعية ودعم النظريات والطرق الصحيحة، وأثناء النضال الطويل والشاق قدم تضحيات كبيرة للأمة الصينية وتم تحقيق الكثير من الإنجازات وأحدث الكثير من المعجزات. سيظل الحزب الشيوعي الصيني في السلطة لفترة طويلة في الصين، وهذا ما تقتضيه المصلحة الأساسية للشعب وما تقتضيه الحاجة لتجديد شباب الأمة، وهو الخيار الحتمي والواقعي في تاريخ الصين.
يضم الحزب الشيوعي الصيني أكثر من ٩٠ مليون عضوا وأكثر من ٤.٦ مليون منظمة حزبية على المستوى القاعدي، وبما أن له تاريخ طويل في الحكم فإن البناء الذاتي للحزب يلعب دورا حاسما في مستقبل الحزب والدولة.
تثبت الإنجازات الرائعة التي حققتها الصين الجديدة خلال ٧٠ عاما بأن الثورة الذاتية مازالت مستمرة ومتواصلة أثناء تنفيذ الثورة الشعبية، وهذه هي العلامة التي تجعل الحزب الشيوعي الصيني مختلفا عن الأحزاب السياسية الأخرى، وتؤكد بأنه مفتاح الضمان للحكم الجيد للناس.
إذا أخذنا مكافحة الفساد على سبيل المثال، منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، أطلقت اللجنة المركزية للحزب والتي في القلب منها الرفيق شي جين بينغ، بكل قوة مكافحة الفساد وتلقت ردودا ترحيبية كبيرة. كان هناك دائما أشخاص في الغرب يدلون بتصريحات غير مسؤولة حول النظام السياسي في الصين حول قضايا تتعلق بالفساد، ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر فقدت مثل هذه الحجج مصداقيتها على الساحة الدولية. وفقا لتعليقات وسائل الإعلام الأجنبية تعد إنجازات الصين الحالية في مكافحة الفساد إسهاما كبيرا في حل مشاكل الغذاء والملابس والقضاء على الفقر في أكبر دولة من حيث عدد السكان. والحقائق تتحدث بصوت أعلى من الكلمات: في عالم اليوم لا توجد دولة لديها نتائج إيجابية في جهود مكافحة الفساد وأن تستطيع في نفس الوقت أن تحافظ على الاستقرار العام للمجتمع مثل الصين.
الممارسة هي المعيار الوحيد لاختبار الحقيقة. إن ممارسة الصين الجديدة لمدة سبعين عاما خاصة منذ بداية سياسة الإصلاح والانفتاح هي دليل واضح ولا جدال فيه على أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الوحيدة القادرة على حل المشكلات التنموية وتحقيق التقدم في الصين المعاصرة ولا يمكن لأي توجه آخر أن يقوم بذلك. وهذا هو الاستنتاج الراسخ الذي لا يتزعزع والذي توصل إليه معا الحزب الشيوعي والشعب واقعيا وتاريخيا.
إن الطريق إلى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لم يتأت بسهولة، ولا بد من تحديد ذلك. بعض الناس وبعض القوى في العالم غير راغبين في رؤية تطور وتقدم الصين. غير بعيد عن هذا القول ومنذ بداية سياسة الإصلاح والانفتاح وخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والتغيرات الهائلة في أوروبا الشرقية، لم يُسمع صوت الصين على الساحة الدولية، فنظرية "انهيار الصين" على سبيل المثال لم تنقطع قط. ومع ذلك وبدلا من الانهيار زادت القوة الوطنية الصينية على نحو شامل وتحسنت مستويات معيشة الشعب بشكل مستمر.
هناك بعض الأشخاص الذين يلقون باللوم على نظامنا فيما يتعلق بمشاكل التنمية في الصين، فوفقا لهم إذا استنسخت الصين نموذج النظام الغربي فستحل مشاكلها. ومع ذلك فإن ما يراه الناس هو أن بعض الدول النامية والمناطق في العالم والتي قامت بـ"الثورة الملونة" وفقا للنموذج الغربي، لم تحقق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي والتقدم الاجتماعي، بل الاضطراب السياسي والانقسام الاجتماعي وحتى الرجوع إلى الخلف. هذه الحقائق تؤكد صحة الطريق الصيني وفي المقابل تعلم الناس بصدق أنه: لا يمكنهم السير في طريق قديمة مغلقة، ولا يمكنهم أن يسلكوا طريق الشر المتمثل في تغيير العلم الوطني.
إن إشعاع الفكر ينير رحلة الأمة نحو النهضة ويجعل له القدرة على التأثير في العالم. في السنوات الأخيرة تم إدراج كتاب "شي جين بينغ حول الحكم والإدارة" ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا في العديد من الدول، وقد تم وضعه على مكاتب العديد من السياسيين الأجانب. لقد قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق رافاران إن "الكتاب يبين خيارات الصين الرئيسية ويوضح بشكل دقيق طموحاتها واتجاه التنمية فيها". يمكن للبلدان التي لديها نظم اجتماعية ومراحل مختلفة من التنمية الحصول على الإلهام من تنميتها وتطورها العالمي، وهذا هو سحر وعبق الحقبة الجديدة من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للرئيس شي جين بينغ.
أعلن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني رسميا بأنه عن طريق الجهود الطويلة الأمد، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية حقبة جديدة وهذا توجه تاريخي جديد لتنمية الصين.
خلال ٧٠ عاما دخلت التنمية الصينية حقبة تاريخية جديدة، وقد أظهر تجديد الشباب الكبير للأمة الصينية مستقبلا مشرقا لم يسبق له مثيل من قبل. ومع ذلك يجب ألا نفخر بالنصر ويجب ألا نتراجع بسبب الإنجازات التي حققناها ويجب ألا نتراجع بسبب الصعوبات والمشاكل.
يجب أن ندقق في الظروف الوطنية الأساسية للصين والتي لا تزال في المرحلة الأولى من الاشتراكية ولم يتغير وضع الصين الدولي كأكبر دولة نامية في العالم بعد. لا يزال نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي متوسطا مقارنة بالمستوى العالمي، وهو أقل بكثير من نصيب الفرد في البلدان المترفعة الدخل، ولا تزال مشكلة التنمية غير المتكافئة بين المناطق الحضرية والريفية قائمة، وقد أحرزت التكنولوجيا تقدما كبيرا، لكن لا يزال هناك العديد من أوجه القصور و"العقبات المميتة"، لكن يجب علينا أن نفهم بشكل عميق الظروف الوطنية الأساسية والتمسك بالواقع إلى أقصى حد، وأن ندعم بحزم النظريات والاستراتيجيات والخطوط الأساسية للحزب.
تجدر الإشارة إلى أن التناقضات الرئيسية في المجتمع الصيني تحولت إلى تناقضات بين احتياجات الناس المتزايدة لحياة أفضل وتطورات غير متوازنة، مما طرح العديد من المتطلبات الجديدة لعمل الحزب والدولة. "هدف نضالنا هو تحقيق حياة أفضل للناس“.
ما يجب الإشارة إليه أيضا هو أن الأمة الصينية بصدد استقبال أفضل مرحلة لها من التطور على تاريخها كله. إذ أن الاقتصاد مازال يواصل نموه، وبصدد التحول إلى تنمية عالية الجودة وقد قفزت قوته الاقتصادية إلى صدارة العالم، وقد تبنى الحزب والحكومة مبدأ الرأي العام وحظيا بحب الشعب، وقد أثارت تنمية البلاد الثقة الثقافية للأمة بأسرها، وتواجه الثقافة الصينية العالم بشكل منفتح وشامل وتعمل على تعزيز التماسك والقوة المركزية بشكل كبير. إن المجتمع الصيني مليء بالحيوية والنشاط، وقد أحدث الشعب الصيني الجاد والذكي طاقات إبداعية هائلة واستمر تحسن معيشة الشعب، وسيتم بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، كما حظيت الصين باحترام واسع من المجتمع الدولي، ويتزايد نفوذها الدولي يوما بعد يوم. وبالتالي أصبح لأطفال الصين ثقة كبيرة في مستقبلهم المشرق الذي لم يكن له مثيل من قبل.
إن الحزب الشيوعي الصيني عازم على تحقيق تطلعات الأمة الصينية. هذه هي المبادئ الأساسية التي امتدت لمائة عام والتي سيتوانى الحزب على تنفيذها بكل إخلاص.
إن المسيرة الطويلة للشيوعيين الصينيين ستظل دائما على الطريق، ونهوض الأمة الصينية سيتحول من حلم إلى واقع.