تعليق: ”سرعة الصين“... من فترة تتبع الركب إلى تجاوزهم

"ليتم تمديد التنبؤات بالطقس، النقطة الأساسية في هذا الموضوع هي أن الطلب على الحوسبة يتزايد بشكل هندسي متعدد، ما يتطلب أجهزة الكمبيوتر الكبيرة بما فيه الكفاية والقادرة على حساب العمليات المادية المعقدة أثناء خطة العمل، لكن من المستحيل بالنسبة لنا أن تزودنا الدول الغربية بأجهزة كمبيوتر متطور للغاية." هكذا استذكر لي تسي تشين الأكاديمي بالأكاديمية الصينية للهندسة بكل تأثر وهو الذي ترأس في ثمانينات القرن العشرين أعمال إنشاء أول نظام تنبؤ عددي متوسط المدى (عشرة أيام) في الصين، عملية التفاوض الشاقة والمعقدة من أجل استيراد أجهزة كمبيوتر كبيرة في ذلك الوقت.

في يونيو من هذا العام، أصدر المؤتمر الدولي للحوسبة الفائقة قائمة لأفضل ٥٠٠ كمبيوتر فائق في العالم. منها ٢١٩ موجودة في الصين قامت بأسرع عمليات حسابية فائقة السرعة، لتحتل بذلك المرتبة الأولى للمرة الرابعة على التوالي، وظلت أجهزة "شنوي تايهولايت“ و ”تيان خه-٢“ تحتل المراتب الثالثة والرابعة. أما لونوفو وإنسبور وتشونغ كه شوقوانغ فهي شركات صينية من بين أكبر ثلاث شركات تصنيع للحواسيب الفائقة السرعة في العالم حيث أنتجت كل واحدة منها على التوالي عدد ١٧٣، ٧١و ٦٣ جهاز حاسوب خارق.

تعد الحوسبة الفائقة السرعة ”لؤلؤة التاج“ في صناعة الحواسيب، وقد تم استخدامها على نطاق واسع في البحث العلمي والتنبؤ بالطقس وما إلى ذلك، وتعتبر “محرك البلاد” و”محركا” للإختراق التكنولوجي. منذ سنة ١٩٨٣ تم تطوير أول حاسوب عملاق ”ينغ خه-١“ (”المجرة-١“) في الصين، مع أكثر من ١٠٠ مليون عملية حسابية في الثانية بنجاح، وتم إطلاق سلسلة تويلايت وتيانخه وشنوي وأصبحت الصين ثالث دولة في العالم لديها القدرة على تطوير أنظمة الحواسيب فائقة السرعة. وبعد عقود من الجهود الدؤوبة، تقدمت الصين في هذا المجال خطوة بخطوة وستصبح قوة عظمى فيه.

”لقد مررنا بطريق التنمية من ٠ إلى ١، من العدم إلى الوجود، من السير خلف الركب إلى تجاوز مسار التنمية“. هكذا قال تونغ فوياو نائب الرئيس الأول لمجموعة لينوفو. منذ إنشاء قسم الحاسابات الفائقة السرعة من قبل هذه المجموعة قبل ٢٠ سنة، إلى توفير ضمان تكنولوجيا الحوسبة لرحلات الفضاء المأهولة والتوسع السريع في التطبيقات الصناعية، هذا لا يؤكد تطور الحوسبة الفائقة وتقدمها السريع في صناعة الحواسيب فحسب بل يعكس أيضا التطور السريع للقوة العلمية والتكنولوجية والقفزة الهائلة للصين في هذا المجال.