人民网 2019:09:29.16:00:29
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : دبلوماسيون عرب يبرزون التصويت العربي التاريخي لصالح استعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة

2019:09:29.14:50    حجم الخط    اطبع

بكين 29 سبتمبر 2019 (شينخوا) تحل في الأول من أكتوبر الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وفي هذه المناسبة الهامة سلط دبلوماسيون مخضرمون عرب على معرفة جيدة بالصين وتاريخها الضوء على العلاقات الصينية العربية الوطيدة ودعم الدول العربية للصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، فضلا عن كفاح الصين من أجل تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد وبناء مجتمع مزدهر على نحو معتدل ومواصلتها نضالها من أجل تحقيق النهضة الوطنية العظيمة للأمة الصينية.

ففي الـ25 من أكتوبر عام 1971، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ26 القرار رقم 2758 الذي ينص على استعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة والاعتراف بممثل حكومتها باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للصين في الأمم المتحدة.

وقد تقدمت آنذاك بمشروع هذا القرار 23 دولة، من بينها ثمان دول عربية وهي الجزائر، والعراق وسوريا، والجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (قبل الوحدة)، والسودان، وموريتانيا والصومال. وصدر القرار بأغلبية 76 صوتا واعتراض 35 صوتا وامتناع 17 عن التصويت. ومن بين الدول الـ76 التي صوتت لصالح القرار 13 دولة عربية وهي الجزائر، ومصر، والعراق، والكويت، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، والجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (قبل الوحدة)، والصومال، والسودان، وسوريا، وتونس.

وبعد اثنتين وعشرين سنة من إبعادها من الأمم المتحدة، عادت الصين إلى موقعها الشرعي في لحظة تاريخية قوبلت بتصفيق مدوي في أروقة قاعة مؤتمرات الأمم المتحدة.

-- دعم متبادل

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، يتبادل الجانبان الصيني والعربي دوما الدعم والمؤازرة. فقد قدمت الدول العربية دعما قويا للصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة وتؤكد دوما التزامها بمبدأ "صين واحدة". ومن جانبها، تدعم الصين بحزم القضايا العادلة للشعوب العربية كما تدعم بثبات مساعي الأمة العربية للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة.

وبدوره قال السفير أحمد والي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، عن استعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة عام 1971، إن هذا الأمر مهم، ومصر كان لها دور في ذلك، حيث أيدت عودتها للأمم المتحدة. واعتبر استعادة الصين مقعدها الأممي "تصحيح لخطأ تاريخي"، مؤكدا أن وجود الصين في هذا المحفل الدولي أمر يساهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين كون الصين تتبع سياسة متزنة وتحرص على تحقيق الاستقرار في العالم.

ومن جانبه، ذكر السفير الدكتور محمود علي الداود، الأستاذ المتمرس رئيس قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في بيت الحكمة بالعراق، إن استعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة قضية مهمة جدا لحماية السلم والأمن العالميين، لأنها لا تصب في مصلحة الصينيين فقط، بل في مصلحة شعوب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جميعا؛ مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك تعاونا وثيقا بين العرب والصين داخل الأمم المتحدة، وكذلك داخل المنظمات الدولية الأخرى.

وأشار إلى أن العراق لعب دورا كبيرا في دعم ومساندة الصين لاستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، مضيفا أن الصين اليوم تختلف عن بقية الدول الكبرى، فهي لم تُستهلك في الحروب، فقد وفرت كل وقتها للتقدم الداخلي الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي، ومساعدة الشعوب الأخرى، وهذا جعل الصين قوية وجعل إمكاناتها كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، ألمح الدكتور خلف الجراد السفير السوري السابق لدى بكين إلى أن وجود الصين بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي عامل مهم جدا. وضرب مثالا على دعم الصين للقضايا العربية في هذا المحفل، قائلا "نحن نرى ونعلم كيف وقفت الصين إلى جانب الحق السوري في مجلس الأمن الدولي وأفشلت العديد من القرارات الغربية الرامية إلى التدخل في شؤون سوريا الداخلية واستخدمت حق النقض الفيتو لإفشال مشاريع القرارات الهادفة إلى إلغاء الشرعية...لن ننسى هذا الموقف أبدا".

-- علاقات تاريخية

وقد أكد أحمد والي أن العلاقات بين الصين والدول العربية "علاقات تاريخية مهمة للطرفين" وأن هناك اهتماما صينيا وعربيا متبادلا بدعم وتوطيد هذه العلاقات.

وسلط الضوء على أن التعاون بين الطرفين في المحافل الدولية مستمر بشكل حثيث، مشيدا في الوقت ذاته بموقف الصين الداعم تاريخيا للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

كما عبر أحمد والي عن تفاؤله إزاء الآفاق المستقبلية للعلاقات الصينية العربية، قائلا إن هناك أساسا تاريخيا وثيقا لهذه العلاقات، لذلك سوف تستمر في النمو، حيث "لا يُخشى عليها في ضوء ما يوليه الطرفان من اهتمام بتعزيزها".

ومن جانبه، قال خلف الجراد إن موقف الصين تجاه القضايا العربية موقف ثابت ومبدئي معروف للجميع، مضيفا أن جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949 إلى اليوم لم تغير مواقفها وكانت دائما مع استقلال الدول العربية وترفض أي تدخلات خارجية من الدول الاستعمارية وكذا ترفض جميع التدخلات في المنطقة العربية.

وأضاف "نحن كمواطنين عرب دائما نتطلع إلى الصين بأعين إيجابية ونرى أنها يمكن أن تقوم بدور أكثر فعالية في دعم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية لمعظم الدول العربية".

كما ثمن محمود علي الداود العلاقات العربية الصينية كونها ذات تاريخ طويل، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك في التاريخ الدولي انقطاع بين الصين والعرب بل كان هناك تواصل دائم.

-- إنجازات مشهودة

لاقت الإنجازات التي حققتها الصين في مختلف المجالات خلال الـ70 عاما الماضية الكثير من الإعجاب والثناء في الأوساط العربية، وخاصة جهودها في الارتقاء بالبنى التحتية والحد من الفقر ورفع المستويات المعيشية للشعب الصيني.

ومن جانبه، قال أحمد والي، الذي زار الصين 13 مرة الأولى في عام 1996 والأخيرة قبل أربع سنوات، "لقد لاحظت خلال هذه الزيارات تطورا كبيرا جدا في البنية التحتية والمنشآت في الصين، وتقدما سريعا للغاية بالنسبة للاقتصاد الصيني".

وشاطره الرأي خلف الجراد فيما يتعلق بحجم الإنجازات التي حققتها الصين، قائلا إن شعوب العالم الثالث تتطلع دائما إلى التجربة الصينية بارتياح وبإيجابية شديدة لأن الصين حققت في هذه السابقة نقلة نوعية هائلة جدا إلى دولة كبيرة وقوية وصاعدة بشكل كبير على الصعد كافة.

وأبدى خلف الجراد إعجابه بانخراط الشعب الصيني في الحياة المتطورة التي انعكست إيجابا على حياته وانتقاله من حالة الفقر إلى الحالة المتوسطة وما فوق، وبأن هناك وتائر عالية تتزايد سنويا باتجاه تحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية للشعب الصيني.

وعن تجربته، ذكر محمود علي الداود أنه زار الصين مرتين الأولى عام 1971 والثانية عام 2018، مضيفا أن "الزيارة الأولى فتحت آفاق واسعة أمامي لمعرفة المزيد عن الصين، أما الثانية فقد وجدت فيها الصين بشكل آخر حيث التقدم مذهل وكبير جدا في كل الجوانب الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والاقتصادية وغيرها".

ورأي أن التقدم الذي أحرزته الصين تاريخي بكل المقاييس، مضيفا أنه في فترة قياسية لا تتجاوز نصف قرن تمكنت الصين من النهوض، وهذا النجاح تحقق بفضل عدة عوامل أولها: وطنية الصينيين؛ وثانيها: الولاء للدولة؛ وثالثها: الاجتهاد في العمل.

وشدد محمود علي الداود على أهمية استمرار التعاون بين الصين والدول العربية لكلا الجانبين وكذا الحاجة إلى الاستفادة من التجربة الصينية. ودعا إلى تطوير العمل المشترك كون العلاقات الحالية بين الجانبين تزدهر وتتقدم وخاصة في مجالات الاقتصاد والتنمية والتكنولوجيا والنقل وغيرها، متوقعا مستقبلا واعدا للعلاقات الصينية العربية يذخر بتعاون كبير.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×