مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين يحتفل بالذكرى الـ70 لتأسيس الجمهورية بحضور فلسطيني واسع

رام الله 23 سبتمبر 2019 (شينخوا) احتفل مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين اليوم (الإثنين)، بالذكرى السبعين لتأسيس الجمهورية بحضور واسع للمسئولين الفلسطينيين.

وقال مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين قوه وي خلال الاحتفال الذي أقيم في رام الله، إن الصين انتقلت خلال الأعوام السبعين الأخيرة من بلد مغلق ومتخلف إلى انفتاح وتقدم.

وأضاف قوه أنه "في بدايات تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة كان إجمالي الناتج المحلي على أساس سنة يمثل فقط 4.5 % من حجم اقتصادات العالم، فيما كان متوسط العمر 35 عاما ونسبة الأمية أكثر من 80 %".

وأشار قوه إلى أن "مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي 30 % في السنوات المتتالية وتحولت حياة الشعب الصيني من الفقر إلى حياة رغيدة بشكل عام وستتحول إلى رغيدة على نحو شامل في السنوات القليلة المقبلة".

وأفاد بأن "متوسط العمر في الصين الآن 77 عاما وقد تخلص أكثر من 700 مليون شخص من الفقر وأصبحت الصين أول دولة نامية حققت هدف الحد من الفقر الذي يندرج في الأهداف الإنمائية".

وشدد على "المفهوم الصيني الداعي إلى تحاور دون مجابهة حيث إن الصين التزمت على مدى الـ70 عاما الماضية بغاية تعاهدية بمشاركتها في صياغة قواعد الحكم العالمي ومجال تعاون دولي متعدد الأطراف في مكافحة الإرهاب وعدم انتشار الأسلحة النووية".

كما لفت إلى مساهمة الصين في عملية حفظ السلام ونشاطها بين أعضاء مجلس الأمن الدولي في جميع القضايا الساخنة مثل القضية النووية الإيرانية والكورية وقضية افغانستان.

وأشار قوه إلى أنه "على مر السنوات الـ70 تم تنفيذ أكثر من المبادرات الصينية وقوبلت من المفاهيم الصينية بالإجماع دولي حيث وقعت 136 دولة و 30 منظمة دولية واقليمية على وثيقة التعاون لاستراتيجية الحزام والطريق".

وتناول قوه متانة العلاقات بين بلاده وفلسطين "بحيث تربطهما صداقة تقليدية تاريخية وتعد بكين من أوائل الدول التي دعمت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين ويتبادل الجانبان تفاهما ودعما في القضايا التي تتعلق بمصالحهما الجوهرية وهمومها الرئيسية".

وأكد أن "بلاده تعمل دائما على إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية باعتماد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين كأساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددا على دعم الصين إقامة دولة فلسطين ذات سيادة كاملة على أساس حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأعلن قوه أن "الحكومة الصينية عينت مؤخرا مبعوثا خاص جديدا لمنطقة الشرق الأوسط على مستوى نائب وزير والذي سيواصل الجهود للإسهام بدور إيجابي وبناء في سبيل تحقيق سلام في الشرق الأوسط طبقا للنقاط الأربع التي طرحها الرئيس شي جين بينغ بخصوص قضية فلسطين".

وأشار إلى أن "الجانب الصيني قدم مساعدات للجانب الفلسطيني في مجال التنمية حيث تدرب ما يقرب من 5 آلاف كادر فلسطيني في كل المجالات على مدى 10 أعوام وأنجز أكثر من 40 مشروعا في الضفة الغربية وقطاع غزة وزاد مبلغ المنحة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".

وشدد قوه على أن "الصداقة بين الشعبين عميقة ونشيطة في مجالات الأحزاب والسياسية والثقافة والأكاديمية الفكرية"، داعيا إلى التكاتف في سبيل تعزيز الصداقة الصينية الفلسطينية الأخوية وننشد بذور التعاون من حصاد التنمية معا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن الاحتفال بالعيد الوطني الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية يمثل احتفالا بتاريخ طويل من الصداقة والعلاقات المتميزة بين الصين وفلسطين.

وأبرز اشتية أن الصين ظلت دائما سندا أساسيا للسلطة الفلسطينية وعلى درب الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، لافتا إلى أن بكين تشكل نموذجا مهما لكثير من الدول التي تريد المضي في التنمية وفق منظور لا يلغي دور الدولة إزاء مواطنيها وشعبها ومتزامن مع إطلاق امكانيات وطاقات السوق واقتصاده.

واعتبر أن "التجربة الصينية في النمو والتحرر والتنمية والاستقلال مع الانفتاح على العالم والمساهمة الفاعلة في مختلف الساحات الدولية السياسية والاقتصادية وجهود حفظ السلام تشكل نموذج اخر مختلف عن نهج الليبرالية الجديدة التي أخذت في بعض الحالات منحى متوحش على حساب الفقراء والطبقات المهمشة".

وثمن مواقف الصين الداعمة للحقوق الفلسطينية وإصرارها على رفض أي محاولة الالتفاف على الشرعيات الدولية ومحاولة استبدالها الأطر الدولية المتفق عليها.

ولفت اشتية إلى أن "الصين الصديقة تقدم مساعدات متنوعة للشعب الفلسطيني منها ما هو في غزة وفي الضفة الغربية ومنها ما هو للطلبة وللفقراء ومنها للبنية التحتية وإنشاء مناطق الطاقة الشمسية في الخليل.

وثمن عاليا برنامج النقاط الأربع التي بلورتها بكين في العام 2017 والتي تجسد الموقف الصيني الواضح ومواقف الشرعية الدولية وتعزز حل الدولتين على أساس حدود العام 1967 والقدس عاصمة لدولة فلسطين وحق العودة للاجئين ودعم مفهوم الأمن المشترك والمستدام الذي ينهي فورا بناء المستوطنات الإسرائيلية مع تدابير لمنع العنف والاستئناف لمباحثات سلام على أساس الأرض مقابل السلام وعلى إنهاء الاحتلال وترسيم الحدود الدولية لوضع تدابير لتعزيز السلام.

وأكد اشتية أن المبادرة الصينية تلقي القبول التام للجانب الفلسطيني، معربا عن أمله في رؤية المبادرة تتحول إلى مبادرة دولية انطلاقا من الحاجة إلى موقف دولي رافض لمحاولات تأجيل حل مشكلات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لصالح تكريس الاحتلال الإسرائيلي.