هيوستن 13 سبتمبر 2019 (شينخوا) ذكر باحث أمريكي خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن الصين حققت قفزة حقيقية في اقتصادها وتنميتها الذاتية خلال السبعين عاما الماضية.
وقال جون آر. تايلور، وهو أستاذ في مجال العلوم السياسية ورئيس قسم بجامعة تكساس في سان أنطونيو، إن التغييرات التي حدثت في الصين هائلة وغير مسبوقة في التاريخ العالمي.
وأضاف أن "انتشال 700 مليون شخص من براثن الفقر منذ بدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح يعد حقا سمة مثيرة للإعجاب. وقد كان لهذا تأثير على الصعيد العالمي من حيث الاقتصاد ومن حيث نقل ليس الصين فحسب وإنما العالم إلى وضع الطبقة المتوسطة، وهو أمر مهم لأنه يؤدي إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي".
فالصين، التي يوجد بها أكبر عدد من السكان في العالم، تعمل على تعزيز تنميتها الاقتصادية في إطار موضوع رئيسي ألا وهو تحسين مستويات الناس المعيشية، إذ أصبح هذا هدفا أساسيا وأولوية ثابتة عند صنع السياسات.
ووفقا للأرقام الصادرة عن الحكومة الصينية، تم انتشال أكثر من 700 مليون صيني من الفقر على مدى السنوات الأربعين الماضية. وانخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الصيني في البلاد من 97.5 في المائة عام 1978 إلى 3.1 في المائة بين سكان الريف في نهاية عام 2017.
وعلق قائلا "يمكننا التحدث طوال اليوم، ويمكنك مناقشة الأرقام. لكن انتشال الكثير من الناس من براثن الفقر في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا أمر غير اعتيادي".
وأشار تايلور، الذي ركز في بحوثه على الصين لأكثر من 20 عاما، إلى أن الصين حققت معظم التزاماتها تجاه الأهداف الإنمائية للألفية.
فقد حددت الأهداف الإنمائية للألفية، التي وافقت عليها 189 دولة عضو في الأمم المتحدة عام 2000، ثمانية أهداف تتدرج من القضاء على الفقر وتمكين المرأة والحد من وفيات الأطفال ومكافحة الإيدز وتنمية الشراكات العالمية وصولا إلى تلبية احتياجات أفقر فقراء العالم.
ومن خلال مساعدتها المجتمع الدولي على تحقيق الهدف المتمثل في خفض عدد الفقراء إلى النصف، واصلت الصين تطوير إستراتيجيتها التنموية. فنموذج الصين مثير للإعجاب ويقدم مثالا للآخرين لكي يحتذو به، حسبما ذكر تايلور.
وقال تايلور "إذا كنت تركز على النمو الاقتصادي السريع، بدءا من التصنيع كثيف العمالة، فقد تم نسخ النموذج الصيني ومازال يتم نسخه، من بنغلاديش وباكستان إلى كينيا، ومن تنزانيا إلى الساحل الغربي لإفريقيا".
كما أشار إلى أن نمو الصين وتنميتها "غير مسبوقين" من حيث زيادة التوسع الحضري من حوال 10 في المائة في عام 1949 إلى أكثر من 50 في المائة اليوم.
وأضاف "عند التحدث عن التوسع الحضري، فإننا نتحدث عن تحسين معدلات الوفيات بالنسبة للأفراد وكذلك الأطفال...وعن زيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية، وعن التعليم، وعن النقل، وعن البنية التحتية".
وذكر تايلور أنه إلى جانب التنمية الاقتصادية، حققت الصين أيضا إنجازات عظيمة في التعليم والتكنولوجيا.
وأضاف أن "التوسع الجذري والسريع للتعليم العالي مرتبط بالعلوم والتكنولوجيا وأهداف التنمية. فعندما يكون لديك جامعات صينية تحتل المرتبة الأولي بين أفضل 50 جامعة في العالم في مجال البحوث، فهذا يخبرك بشئ عن المكانة التي تتبوأها الصين".
وقال "الصين رائدة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية. وقد أصبح هذا المجال الآن محور تركيز الحكومة الصينية وذلك بالنسبة لتطوير التكنولوجيا المتقدمة والتعليم".
ويتذكر الأستاذ أنه عندما زار الصين لأول مرة في عام 1996، لم يكن هناك حتى رحلة مباشرة بين هيوستن وبكين. وكان عليه أن يستقل ثلاث طائرات ليصل من أوكلاهوما سيتي إلى بكين.
وذكر "الآن أصبحت بكين مختلفة، مختلفة كثيرا بكل وضوح"، مضيفا أن مطار داشينغ الجديد يفتتح في سبتمبر، فيما يجرى إنشاء منطقة جينغجينجي الضخمة.
يوافق هذا العام حلول الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ويرى تايلور، الذي عاصر التغيرات التي حدثت خلال العقود الأربعة الماضية في الصين، أنه على الرغم من أن البلاد أصبحت أكثر تقدما، إلا أن سكانها لم يتغيروا أبدا، قائلا "فلا يزال الناس هم أنفسهم، رائعون وودودون".