مقالة : قمة الحزام والطريق الرابعة تدعو إلى عودة السلام والاستقرار في هونغ كونغ

هونغ كونغ 12 سبتمبر 2019 (شينخوا) أعرب المشاركون في قمة الحزام والطريق الرابعة التي اختتمت هنا اليوم (الخميس) عن تطلعهم إلى عودة هونغ كونغ إلى السلام والاستقرار ولعبها دورا أكثر أهمية في تنمية مبادرة الحزام والطريق.

حملت القمة عنوان "من هونغ كونغ: خلق الفرص وانتهازها" وجرى تمديدها هذا العام لتنعقد على مدار يومين كاملين وشهدت حضور نحو 5 آلاف من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمهنيين من 69 دولة ومنطقة هنا لاستكشاف فرص التعاون ومناقشتها في إطار المبادرة.

وشهدت القمة انعقاد حوارات بشأن السياسات ومنتديات بشأن موضوعات خاصة وجلسات للاتفاق على مشروعات وأكثر من 700 اجتماع فردي لتيسير المواءمة بين الأعمال التجارية لأكثر من 240 مشروعا.

الدعوة إلى تحقيق الاستقرار

لقد أثرت الاضطرابات الأخيرة بشدة على اقتصاد هونغ كونغ، ولم تكن صناعة المعارض استثناءً من هذا الضرر. لكن قمة هذا العام كان لها صدى قوي بفضل زيادة المشاركين فيها وزيادة فترة انعقادها مقارنة بالعام الماضي.

وقد أعرب الكثيرون من المشاركين في القمة عن قلقهم بشأن العنف في هونغ كونغ.

وقال ويل ميلز، المدير العالمي للمعهد الملكي للمساحين القانونيين، وهو هيئة محترفة للمؤهلات والمعايير، "لا أحد بوسعه التغاضي عن العنف".

وأوضح أنه عاش وعمل في هونغ كونغ أعواما كثيرة، وأن حل المشكلات الاجتماعية هناك يحتاج إلى الوقت وإلى عقد الحوارات.

وأضاف أنه يتطلع إلى أن تبقى هونغ كونغ موطنا دوليا للأعمال التجارية.

داوود جليلي، مسؤول بغرفة التجارة والاستثمار الإيرانية في هونغ كونغ وماكاو، قضى 15 عاما في هونغ كونغ. ويقول إنه يؤمن بأن أغلبية سكان هونغ كونغ لا يرغبون في رؤية الموطن الذين يعيشون فيه وهو يغرق في الفوضى، مع قيام المتظاهرين باحتلال المطار ومنع تدفق المسافرين إليه.

وأضاف أنه عبر دعم حكومة الصين المركزية والجهود الشاقة التي تبذلها حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة فإن هونغ كونغ ستتجاوز تلك الأوقات العصيبة.

وقال فومزيل سيبيسي، نائب رئيس إدارة خدمات العملاء وتجارة التجزئة في بلدية إثيكويني في جنوب إفريقيا، "في البداية، ساورنا قلق بشأن أن يكون للمظاهرات الاحتجاجية تأثير علي القمة"، مردفا بقوله "أعتقد أن الحكومة قامت بعمل جيد، ونأمل في أن يستطيعوا مواجهة الاضطرابات."

دور أكبر

قالت كاري لام، الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، خلال الجلسة الافتتاحية إن هونغ كونغ تتمتع بموقع متميز يمكنها من خلاله أن تقوم بدور البوابة للحزام والطريق وآفاقها وإمكاناتها المتعددة، مع توافر فرص في بناء القدرات والتمويل الأخضر والخدمات المهنية والمواءمة بين الأعمال التجارية.

وتعد البنية التحتية حجر زاوية في مبادرة الحزام والطريق. ويقول بنك التنمية الآسيوي إن حاجاته التمويلية في آسيا ستبلغ 1.7 تريليون دولار أمريكي في المتوسط كل عام حتى 2030.

وقال بول تشان، سكرتير المالية في حكومة منطقة هونغ كونغ، "السيولة الكبيرة لدينا وبنيتنا الأساسية المالية الرائعة وخياراتنا واسعة النطاق لجمع رؤوس الأموال... تستطيع تلبية الحاجات التمويلية لأي مشروع في إطار الحزام والطريق."

وشدد تشان على أن هونغ كونغ نظمت وأصدرت العام الماضي سندات خضراء بقيمة 11 مليار دولار أمريكي، لتبلغ قيمتها ثلاثة أمثال ما تم إصداره في 2017.

ويقول الخبراء إن الخدمات المهنية رفيعة المستوى في هونغ كونغ تستطيع توفير دعم قوي لنطاق واسع من مشروعات مبادرة الحزام والطريق، حيث تباهي المدينة بامتلاكها قدرات عالمية الطراز في قطاعات المالية والمحاسبة والتأمين وإدارة المخاطر والقانون وتسوية المنازعات.

وقال فيكتور تشو، رئيس مجموعة الاستثمار الشرقية الأولى، "ستواصل هونغ كونغ لعب دور فريد في تنمية الصين المتواصلة وفي مبادرة الحزام والطريق."

وبفضل ظروف هونغ كونغ المواتية، أقامت مجموعة تشو أكثر من 200 مشروع في 55 مدينة في البر الرئيسي الصيني، فضلا عن عدة مشروعات في مجال كفاءة استخدام الطاقة في منطقة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

فرص يتشاركها العالم

من مسؤولين حكوميين إلى شركات ومؤسسات، تحظى فرص التنمية التي خلقتها مبادرة الحزام والطريق باعتراف دولي متزايد.

كانت تلك السنة الثانية على التوالي التي يشارك فيها مجلس التنمية الاقتصادية في موريشيوس في هذه القمة. وفي قمة العام الماضي، نجح المجلس في التوقيع على اتفاق مع شركة صينية لإقامة مقر إقليمي في موريشيوس لاستكشاف السوق الإفريقية.

وقال هانز سيساجهور، مدير مكتب الصين بمجلس التنمية الاقتصادية في موريشيوس، "في إطار مبادرة الحزام والطريق، تمتلك موريشيوس موقعا متميزا يجعل الرحلة الجوية إلى بلدان إفريقيا أو الهند أو أستراليا، لا تستغرق سوى ساعات قليلة."

وأعرب سيساجهور عن تطلعه إلى أن يتاح للمزيد من الشركات قدر أكبر من المعلومات عن البيئة الاستثمارية الجيدة في موريشيوس وخدماتها المالية الوفيرة، من خلال تلك القمة.

ومثل سيساجهور، أعرب بوريس تكاتشينكو، مدير المشروعات بوكالة باريس الكبرى للاستثمار، عن تطلعه إلى أن تقدم مبادرة الحزام والطريق في تلك القمة فرصا جديدة لمشروع البنية التحتية الأحدث في باريس والمناطق المحيطة، حيث سيضيف 200 كم من السكك الحديد الجديدة لربط أكثر كفاءة بين باريس والأماكن المحيطة التي تتسم بتكنولوجيا فائقة وتكنولوجيا حيوية ومدينة مستدامة وصناعة رقمية وابداعية، بـ2 مليون مسافر كل يوم.

وقال "نتطلع إلى أن يشارك مستثمرو القطاع الخاص باستثمارات تابعة تقدر بـ100 مليار يورو لتطوير المناطق المحيطة بتلك المحطات الجديدة."

وأكد أن مشروع باريس الكبرى سيحقق فوائد كبيرة إذا أصبح جزءا من مبادرة الحزام والطريق.