تحقيق إخباري : تدهور الليرة السورية يثير قلق السوريين ويلهب الأسعار

دمشق 9 سبتمبر 2019 ( شينخوا) أعرب عدد من المواطنين السوريين عن قلقهم الشديد من جراء تدهور الليرة السورية أمام الدولار ووصولها لأدنى مستوى لها منذ سنوات ، مشيرين إلى أن هذا التدهور ألهب الأسعار بشكل جنوني وانعكس سلبا على الحياة المعيشية للسوريين .

وتجاوز سعر صرف الدولار 675 ليرة في السوق السوداء، أمس (الأحد)، لتسجل تدنيا غير مسبوق منذ بدء الأزمة السورية.

وأثار تدهور الليرة السورية أمام الدولار موجة انتقادات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، والمطالبة من الفريق الاقتصادي بالحكومة السورية لوضع حد لهذا التدهور المتسارع .

وقال سالم الحاج 46 عاما وهو عامل سوري لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق اليوم " لست مهتما بصعود الدولار أو نزوله ، ولكنني مضطر لمعرفة سعره اليومي ، لأن الأسعار في الأسواق متعلقة به " ، مشيرا إلى أن الكثير من السلع والمواد الغذائية تم رفع سعرها بسبب ارتفاعه أمام الليرة السورية .

واشتكى سالم من لهيب الأسعار الذي تزامن مع افتتاح العام الدراسي الجديد ، وشراء بعض الاحتياجات الضرورية لأولاده ، الأمر الذي أرهق كاهله ، وجعله في ضائقة مادية كبيرة .

وبدورها أكدت عفراء 39 عاما أن تذبذب أسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار أنهك المواطنين السوريين ، وجعلهم في حيرة من أمرهم ، مبينا أن التجار يرفعون الأسعار عندما يرتفع الدولار ، لكن لا تنخفض الأسعار عندما ينخفض سعره .

وقالت عفراء أثناء خروجها من السوق ل (( شينخوا)) " أصبح الأمر لا يطاق " ، مشيرة إلى أن الأسعار عالية جدا ولا تتناسب مع دخل المواطن السوري ، متسائلا إلى متى سيبقى هذا الوضع ؟ .

وتساءلت مستغربة من المستفيد من رفع سعر الدولار ؟ أو بالأحرى من تدهور الاقتصاد السوري ؟ ، مؤكدة في الوقت ذاته أن هناك دولا غربية تريد لهذا البلد الدمار بكل مناحي الحياة .

أبو عبيدة 51 عاما ، صاحب محل تجاري ، أكد أن أسعار السلع تتغير بشكل يومي بسبب ارتفاع سعر الصرف ، وتدهور الليرة السورية ، لافتا إلى أنه هو الآخر يخسر عندما يبيع سلعة ما بسعر محدد ، وعندما يشتري سلعة أخرى من نفس النوع تكون أغلى بكثير من التي باعها ، فيضطر لدفع الفرق من ربحه ليشتري بعض السلع الجديدة .

ودعا أبو عبيدة الفريق الاقتصادي في الحكومة السورية إلى وضع حد لهذا التدهور ، من خلال تثبيت سعر الصرف لفترة محددة ، مبينا أن هذا الشيء بحد ذاته إنجاز كبير .

من جهتها قالت الباحثة الاقتصادية الدكتورة لمياء عاصي، وزيرة الاقتصاد السورية السابقة، في تصريحات متلفزة ، إن "تذبذب سعر الصرف وانخفاض قيمة الليرة يعكس الوضع الاقتصادي والسياسي العام".

وأضافت عاصي التي تسلمت حقيبة الاقتصاد في الحكومة السورية عام 2010 أن "تكاليف الحرب القذرة التي شنت على سوريا باهظة جدا، وانعكست على المستوى المعيشي للشعب السوري، إضافة إلى حصول انكماش حاد في الناتج المحلي الإجمالي".

ويأتي تدني قيمة الليرة السورية تزامنا مع تشديد العقوبات الغربية على البلاد، فيما تسعى دمشق إلى التخفيف من وطأة هذه العقوبات عبر تشجيع الاستثمارات الأجنبية.

يذكر أن السلطات السورية كانت قد احتضنت يوم الخميس الماضي معرض دمشق الدولي الذي شاركت فيه المئات من الشركات المحلية والأجنبية، وقالت إن المعرض يبعث برسالة "انتصار" رغم العقوبات المفروضة على البلاد.