بكين 4 سبتمبر 2019 (شينخوا) صمم علماء صينيون قلباً صناعيا مزودا بتكنولوجيا الفضاء، استخدم بالفعل على مرضى، حيث من المقرر أن يدخل مرحلة الأبحاث السريرية بنهاية العام الجاري، وسط توقعات من الشركة المطورة بأن دخوله السوق سيساعد ملايين الصينيين الذين يعانون من ضعف في قلوبهم.
وطور علماء من معهد الأبحاث رقم 18 التابع للأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات، صانع الصواريخ الرائد في البلاد، قلباً صناعياً أطلقوا عليه اسم "هارتكون" يزن 180 غراماً فقط، وأصغر من حجم قبضة اليد.
وقال شيوي جيان رئيس مهندسي مشروع القلب الصناعي المذكور، إن "هارتكون" سيعمل بعد زرعه في جسد المريض بدلاً من القلب الأصلي، كمضخة لإيصال الدم إلى كامل أجزاء الجسم، حيث يعمل بنفس آلية مناظمة الصاروخ، الذي تقوده مضخة هيدروليكية.
وأضاف شيوي:" تمتلك آلية مناظمة الصاروخ متطلبات أعلى من حيث السرعة والطاقة، بينما يحتاج القلب الصناعي إلى المزيد من التركيز على السلامة والراحة نظراً لكونه أصغر ويحتاج إلى زراعته في جسد المريض".
وبدأ علماء من المعهد المذكور تطوير القلب الصناعي في العام 2009، حيث استخدموا تقنيات التعليق المغناطيسي والسوائل المستخدمة في تكنولوجيا أجهزة الصواريخ، لإنشاء جهاز مساعد بطيني من الجيل الثالث قابل للزرع، وهو مضخة ميكانيكية تستخدم لدعم وظيفة القلب، حيث نتجت عنه أضرار أقل لدم المريض مقارنة بما كانت عليه الأجهزة السابقة.
وتم اختبار القلب الصناعي في تجارب أجريت على العديد من الحيوانات. ففي العام 2013، تمكن خروف خضع لزراعة قلب صناعي من العيش لمدة 120 يوماً. وبعدها بسنتين؛ تمت زراعة قلوب في ثلاثة خراف وعاشت جميعها، ما أشار إلى جاهزية القلب الصناعي لبدء عمليات إنتاجه.
وتواصل نجاح زراعة القلب الصناعي وكفاءته، بعد زراعته في أجساد بشرية، حيث كان مريض ذكر يبلغ من العمر 39 عاما وسيدة كبيرة تبلغ من العمر 62 عاما أول مريضين يخضعان لعملية زراعة القلب الصناعي "هارتكون" في شهر مارس من العام الجاري في بلدية تيانجين بشمالي الصين، ولا يزال الاثنان يتمتعان بصحة جيدة.
ومن المتوقع أن يحصل القلب الصناعي "هارتكون" على الموافقة للدخول إلى السوق في غضون سنتين.