بقلم/ عماد الأزرق
بني سويف، مصر 23 أغسطس 2019 (شينخوا) حول طاولة اجتماعات داخل مصنع (كونكا) الصيني للأجهزة الكهربائية بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة، التقى مسؤول الموارد البشرية خليفة سلامة، بمجموعة من الشباب المصريين الراغبين في الحصول على فرصة عمل آمنة بالمصنع المقام منذ نحو سبعة أعوام.
وتأسس مصنع (كونكا) للأجهزة الكهربائية في العام 2012 بمنطقة بياض العرب الصناعية المقامة على مساحة 1546 كيلومترا مربعا على بعد ستة كيلومترات شمال مدينة بني سويف جنوب القاهرة.
وأنتج المصنع في بادئ الأمر لمبات الليد الموفرة للطاقة وغلايات المياه ماركة (Hoho) قبل أن ينتج شاشات التليفزيون ماركة (konka).
وأعلنت مجموعة (كونكا) في مطلع أغسطس الجاري عن افتتاح المصنع لإنتاج الشاشات التلفزيونية.
وتبلغ طاقة المصنع الإنتاجية في الوقت الحالي 600 ألف شاشة في العام.
وينتج المصنع أيضا من غلايات المياه ثلاثة ملايين وحدة، فيما تصل طاقته الانتاجية من لمبات الليد الموفرة للطاقة إلى 50 مليون وحدة سنويا، بحسب نائب مدير الانتاج بشركة (كونكا) تشانغ تشانغ قوي.
ويقول تشانغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المصنع، الذي تأسس في العام 2012 يساهم في تعزيز العلاقات الصينية - المصرية، ويشجع الاستثمار الصيني في مصر، ويساهم في تلبية احتياجات السوق المصري.
ويشير إلى أن حجم مبيعات المصنع في مصر جيد للغاية ويمثل 8 بالمائة من حجم مبيعات الشركة بالعالم.
وتوصل المصنع إلى تعاون استراتيجي مع منصة (جوميا) للتسويق الإلكتروني، إذ يبيع شهريا نحو 30 ألف جهاز تليفزيون، بحسب تشانغ.
وتخطط مجموعة (كونكا) للتوسع في مصر للاستفادة من البيئة الاستثمارية فيها.
ويقول تشانغ إنه يجري في الوقت الحالي إقامة ثلاثة مصانع جديدة من المتوقع الانتهاء منها ووضعها في مرحلة الانتاج في شهر ديسمبر المقبل.
ويشير إلى أنه عند تشغيل المصانع الثلاثة الجديدة، من المقرر أن يصل حجم الانتاج السنوي من أجهزة التليفزيون إلى 1.6 مليون وحدة، ومن لمبات الليد إلى أكثر من 10 ملايين وحدة، على أن تصل غلايات المياه إلي 5 ملايين وحدة.
ومن المتوقع أيضا أن يصل عدد العاملين إلى 1600 موظف.
ويعمل بالمصنع في الوقت الحالي، بحسب تشانغ، نحو 600 موظف مصري، بينهم مديرو أقسام، بالإضافة إلى 30 صينيا يعملون كمدراء وخبراء.
ولا يشترط المصنع مؤهلا دراسيا محددا للحصول على فرصة عمل به، وذلك لقيامه بتدريب وتأهيل الكوادر اللازمة للعمل به وإكسابهم مهارات وخبرات جديدة، حسب ما أكد مسؤول الموارد البشرية خليفة سلامة، خلال اجتماعه بمجموعة من الشباب الراغبين بالعمل.
ويقول سلامة ل(شينخوا) إن جميع العاملين بالمصنع ينخرطون في دورات تدريبية مستمرة في بداية التحاقهم بالعمل لتأهيلهم.
ويضيف أن الغالبية العظمى من العاملين لايكون لديهم أي سابق خبرة بمجال العمل.
ويشير إلى أن البعض يسافر إلى الصين للحصول على دورات مركزة لرفع مستوى الكفاءة إذا تطلب الأمر ذلك.
كما يخضع الموظفون لاختبارات.
وفي حال أثبت الموظف كفاءة خلال فترة التدريب والاختبارات يستمر بالعمل، على أن يحصل على كافة امتيازاته من تأمين صحي واجتماعي بعد شهر واحد، يضيف سلامة.
ويفرض المصنع إجراءات صارمة لتوفير الأمن والسلامة والصحة المهنية لجميع العاملين به.
ويوضح سلامة "هناك فحص مستمر وبشكل دائم على كل جزء بالمصنع لتصحيح أي خطأ، ويمكن أن يتوقف خط انتاج بالكامل لإصلاح أي خطأ ولو بسيط".
ويعمل بالمصنع مصريون حاصلون على مؤهلات دراسية متوسطة وعليا.
ومن بين هؤلاء المصري أحمد قرني، الحاصل على بكالوريوس التجارة، والذي يعمل بإدارة مراقبة الجودة منذ أربعة أشهر.
ويتقاضى قرني البالغ من العمر (25 عاما) راتبا شهريا ألفي جنيه (نحو 120 دولارا).
ويقول قرني ل(شينخوا) بينما كان يجلس في نهاية خط مراقبة الجودة الالكترونية أمام شاشة كمبيوتر لفحص البوردة (لوحة التشغيل) "في بداية التحاقي بالعمل حصلت على فترة تدريبية لمدة أسبوعين على جهاز فحص البوردة".
ويضيف الشاب المصري أنه "في حالة وجود أي خطأ في تركيب المقومات والمكثفات والقطع المختلفة بالبوردة تظهر على شاشة الكمبيوتر، فيتم تحديدها وإعادتها لتصويب الخطأ وإعادة فحصه مجددا".
ويحظى إنتاج وتجميع الأجهزة في مصنع كونكا بمعايير وإجراءات جودة عالية.
ففي قسم تجميع التليفزيون، يكون لزاما على مرتاديه والداخلين إليه ارتداء معطف وغطاء للرأس واخر للأحذية، ثم الدخول من باب إلكتروني أشبه بدولاب زجاجي يتعرض من بداخله لعملية "تبخير وتعقيم". ولايمكن أن يفتح الباب قبل إتمام عملية التعقيم.
ويتم تجميع أجهزة التليفزيون بمصنع كونكا بواسطة خطي إنتاج، حيث يقف شباب وفتيات في مواجهة بعضهما البعض مرتدين معاطف وأغطية رأس وقفازات، وبشكل تعاوني ينفذ كل اثنين منهم إحدى الخطوات.
وتبدأ عملية تجميع التليفزيون بوصول الشاسيه من قسم الحقن، حيث يتم إضافة جسم صاج لتثبيت الليد المسؤول عن إضاءة الشاشة عليه، ثم تثبيت عاكس الإضاءة (LGP) قبل تركيب شيت منظم الألوان والإضاءة بالشاشة، بحسب المصري بهاء محمد، رئيس قسم تجميع الشاشة.
ويقول محمد الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ل(شينخوا) إنه بعد ذلك "يتم إجراء اختبار شامل لضمان جودة وتشغيل هذه الخطوات".
ويلي هذه الخطوة تركيب الشاشة الزجاجية بعد تركيبها على مبرد لضمان تبريدها إذا وصلت إلى درجة حرارة معينة، ومن ثم يتم تثبيت الإطار الخارجي للشاشة، ثم تثبيت لوحة المصادر ( Sourc Poard )، ثم مرحلة "FFC "، والخاصة بنقل البيانات من البوردة للشاشة، بحسب محمد.
وبعد تنتهي مرحلة التجميع، يتم الانتقال إلى قسم تثبيت البوردة والغطاء الخارجي لها.
ويعمل محمد بكونكا منذ عام، ويشيد بالعمل في المصنع الصيني، حيث "اكتسب خبرات كبيرة"، وفقا لقوله.
ولم يقتصر تأثير مصنع كونكا ببني سويف على بناء وتطوير قدرات شباب بني سويف، لكنه ساهم بشكل كبير في رفع مستويات المعيشة للعاملين به.
ويقول عبدالله حسين، الذي يعمل محاسبا بالمصنع منذ ست سنوات ل(شينخوا) "المصنع بدأ العمل بأعداد محدودة من العمال والفنيين، ومع الانضباط والالتزام والجدية وزيادة الطلب على منتجاتنا توسعنا بشكل كبير، وعدد العمال في تزايد مستمر، وهو ما ينعكس إيجابا على العاملين فيه وأسرهم".
ويضيف "هناك استقرار كبير بالمصنع وتطور مستمر، الأمر الذي يمتد تأثيره على حياة العاملين به واستقرارهم الأسري".
ويوضح حسين البالغ من العمر (29 عاما) أن "المصنع ضخم وساهم في تنمية المجتمع وتطوير إمكانيات السكان، خاصة الشباب، الذي يكتشب مهارات متنوعة كبيرة، وبات يقبل على العمل به نتيجة سمعته الطيبة".
ويأمل الشاب محمد عبدالغفار البالغ من العمر (22 سنة) والحاصل على معهد بترول من مركز ناصر بمحافظة بني سويف، في تجاوز فترة التدريب بنجاح للحصول على فرصة عمل بالمصنع الصيني.
ويقول عبدالغفار ل(شينخوا) إن "السمعة الجيدة جدا للمصنع" دفعته للتقدم للعمل به.
ويشيد الشاب المصري بالتزام المصنع في تعاقداته مع العمالة، ومنحه خبرات كبيرة للعاملين في مجالات جديدة على السوق المصري، ويتمنى تجاوز فترة التدريب المقررة للحصول على فرصة عمل.
وتراجع معدل البطالة في مصر خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 7.5 بالمائة من إجمالي قوة العمل، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري.