كتب – محمود سعد دياب:
31 يوليو 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال عزيز مكوار، سفير المغرب في الصين، إن حجم التبادل التجاري بين الدار البيضاء وبكين، تجاوز 4 مليار دولار سنويًا، مؤكدًا أن حجم الاستثمارات الصينية ينمو باضطراد في المغرب.
وأوضح السفير خلال احتفالية نظمتها السفارة أمس، بمناسبة اليوم الوطني، الذي يطلق عليه "عيد العرش"، بحضور ليو سيانفا نائب وزير الخارجية الصينية، أنه قبل شهر واحد افتتحت المجموعة الصينية CITIC DICASTAL، مصنع جنوط السيارات "الإطارات"، في مدينة القنيطرة باستثمارات تصل إلى 350 مليون يورو، ومن المعروف أن تلك المجموعة هي شركة رائدة في تلك الصناعة، مضيفًا أن شركة CRCCI الصينية، أحد المساهمين في تشييد "برج سلا" على الضفة اليمنى لنهر بوريريج، وهو من المنتظر أن يكون أعلى برج في إفريقيا، ويقع بالقرب من عاصمة المملكة الرباط، فضلا عن أنه في إبريل الماضي تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة طنجة لتطوير التكنولوجيا (SATT) والشركة الصينية China Construction Communication Company (CCCC) بشأن تنفيذ مشروع مدينة محمد السادس طنجة التقنية على مساحة 2200 هكتار.
وأضاف السفير عزيز مكوار، أنه خلال الإثنى عشر أشهر الماضية، عززت كلا من الصين والمغرب، من عمق الصداقة بينهما، واتضح ذلك في الاحتفاليات التي أقيمت في البلدين بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وأن تلك السنوات الطويلة التي تخطت نصف قرن، مر البلدان والعالم بالكثير من التغيرات، لكن بقيت الصداقة بين البلدين والشعبين قائمة.
وأشار إلى أن زيارة الملك محمد السادس إلى الصين الأخيرة، عام 2016، أعطت زخمًا للعلاقات بين البلدين، والتي تطورت وارتفع مستوى التعاون بعد اللقاءات التي جمعته بالرئيس الصيني شي جين بينغ، ما أثر إيجابيًا على العلاقات السياسية، وتطورت الشراكة لكي تكون "استراتيجية"، تميزها مباحثات مستمرة ورؤية موحدة حول القضايا الحالية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أن البلدين تبادلا زيارات رفيعة المستوى، خلال الأشهر الأخيرة، كان أهمها زيارة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، الذي شارك بفاعلية في اجتماع مناقشة تنفيذ توصيات منتدى التعاون الصيني الإفريقي، الذي عقد في بكين منذ أقل من شهر، مضيفًا أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة شارك بنشاط في فعاليات منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، إبريل الماضي، وهو المنتدى الذي كانت المغرب حاضرة فيه منذ نسخته الأولى في عام 2017.
وأبدى السفير مكوار، سعادته وأهل بلاده، بافتتاح المركز الثقافي الصيني ديسمبر الماضي في الرباط العاصمة، مؤكدًا أن ذلك سيتيح للمغاربة الاطلاع على الثقافة الصينية المتنوعة، واكتشاف مدى ثراء الحضارة الصينية التي تعود إلى آلاف السنين، موضحًا أنه يعمل مع "الأصدقاء الصينيين"، على افتتاح مركز ثقافي مغربي في بكين، وذلك وفقًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الثقافة في البلدين عام 2016، وقت زيارة الملك محمد السادس إلى الصين.
وأضاف سفير المغرب في بكين، أن اكتشاف حضارة وثقافة أي بلد، أحد عوامل التقارب بين الشعوب، مشيرًا إلى أن السياحة تتيح لمختلف الشعوب معرفة بعضهم البعض، مثمنًا قرار الملك محمد السادس بإعفاء المواطنين الصينيين من الحصول على تأشيرة دخول الأراضي المغربية، والذي أصدره مايو 2016، معتبرًا إياه سببًا رئيسيًا في نمو التعاون السياحي بين البلدين، حيث قفز عدد السياح الصينيين الوافدين للمغرب، من 150 ألف سائح عام 2016، إلى 170 ألف عام 2018، متوقعًا أن يصل العدد إلى 200 ألف بنهاية هذا العام، مع افتتاح شركة خطوط الطيران الملكية المغربية خط طيران مباشر بين الدار البيضاء وبكين أكتوبر المقبل.
واختتم السفير مكوار، كلمته بأن قال إن الإنجازات التي تحققت في مستوى التعاون بين البلدين، مصدر بهجة لأنها ثمرة شراكة متتالية رابحة بين المغرب والصين، مؤكدًا أن بلاده لن تدخر جهدًا لتعزيز تلك الصداقة والشراكة الاستراتجية.