الدوحة 7 يوليو 2019 (شينخوا) أكد المبعوث الألماني الخاص بشؤون أفغانستان وباكستان ماركوس بوتسل اليوم (الأحد) أن المؤتمر الأفغاني للسلام المنعقد حاليا في الدوحة سيتيح فرصة للأطراف الأفغانية المشاركة لبناء ثقة متبادلة وتمهيد الطريق نحو مفاوضات بين الأفغان.
وقال بوتسل، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، "يجتمع اليوم على طاولة واحدة بعض من ألمع العقول يمثلون قطاعا واسعا من المجتمع الأفغاني".
وأضاف أن "اليومين المقبلين سيتيحان فرصة لبناء ثقة متبادلة وتحديد المسائل التي يجب حلها، وتمهيد الطريق نحو مفاوضات أفغانية داخلية متى ما توفرت كل الشروط الضرورية".
وذكر أن المشاركين لديهم فرصة فريدة ومسؤولية فريدة لإيجاد السبل الكفيلة بتحويل المواجهة العنيفة إلى مناظرة سلام، لافتا إلى أن التاريخ سيتذكر أولئك الذين نحوا خلافاتهم جانبا من أجل وطنهم.
وأفاد بأن الجهود التي بذلها كثيرون على مدار السنوات والشهور الماضية خاصة المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان والتي بادر بها المبعوث الأمريكي للسلام زلماي خليل زاد، فتحت فرصة تاريخية.
واستطرد القول إنه رغم أهمية هذه المباحثات إلا أنها لا يمكن أن تكون كافية، مبينا أن الحوار يجب أن يتحول إلى عملية مفاوضات ذات مغزى، لأن مستقبل أفغانستان لايمكن فرضه من الخارج، ومن يقرره هم الأفغان أنفسهم فقط.
وأقر بوتسل بأن تحقيق السلام لن يكون بالأمر السهل، وأن أفغانستان على مفترق طرق لمصالح إقليمية ودولية متنافسة، بيد أنه أكد أن العوامل الخارجية يمكن فقط أن ينتج عنها صراع متى ما كان الأفغان منقسمين، لكن إن وقفوا متحدين ستدرك المنطقة أن أفضل ما يخدم مصالحها هو جوار مستقر ومسالم.
وأشار إلى أن أفغانستان تريد وتستحق السلام الذي يحمي حقوق كل المواطنين الأفغان لاسيما النساء والأقليات ويترك المنطقة والعالم أكثر أمنا، مشددا على أن "هذا السلام ممكن".
وحث المبعوث الألماني جميع المشاركين، الذين قال إنهم دعوا بصفتهم الشخصية وعلى قدم المساواة، على المساعدة في التركيز على المناظرة وعلى ما يوحدهم لا ما يفرقهم، وعلى الحديث ليس عن الماضي بل عن المستقبل المشترك.
وانطلق اليوم بالدوحة المؤتمر الأفغاني للسلام الذي ترعاه قطر وألمانيا بمشاركة وفد يضم العشرات من مختلف أطياف الشعب الأفغاني إلى جانب حركة طالبان، وذلك في إطار الجهود المبذولة لدعم عملية السلام في أفغانستان.
وتستمر على مدار يومين جلسات المؤتمر التي تعقد خلف أبواب مغلقة لتسهيل الحوار بين المشاركين.
وكان المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان قد عبر أمس السبت عن الأمل في أن يؤدي هذا الحوار إلى توفير أرضية ملائمة للشروع في مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وتنخرط الحركة حاليا في الجولة السابعة من المفاوضات مع واشنطن والتي بدأت في 29 يونيو الماضي بالدوحة، وجرى تعليقها مؤقتا حتى الثلاثاء المقبل لإفساح المجال أمام مؤتمر الحوار الأفغاني.
وقد وصف المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد أمس هذه الجولة بأنها "الأكثر إنتاجية حتى الآن"، مشيرا إلى أنها حققت تقدمت ملموسا في جميع الأجزاء الأربعة لاتفاق السلام وهي ضمانات مكافحة الإرهاب، وانسحاب القوات الأجنبية، والمشاركة في الحوار والمفاوضات بين الأفغان، ووقف دائم وشامل لإطلاق النار.
من جهتها، أعربت حركة طالبان عن رضاها على هذا التقدم وأملها في أن يتم الانتهاء من النقاط الباقية قريبا، مؤكدة أنها لم تواجه عقبات كبيرة حتى الآن خلال المفاوضات.
وترفض طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية وتصر على التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان وتحديد جدول زمني لذلك، وعدم السماح لأحد باستخدام التراب الأفغاني للإضرار بأي دولة أخرى، قبل المضي قدما في المسائل الأخرى المتعقلة بالحوار الأفغاني ووقف إطلاق النار.