مجدي الحمه(الوسط) ومهندس فني يناقشان المسائل التقنية في ورشة العمل |
يصادف هذا العام الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وقد شهدت العديد من الشخصيات الدولية ذوي الخبرة عملية تألق وتنمية الصين الجديدة خلال السنوات الأخيرة، ويعتبر الخبير السوري مجدي الحمه المدير العام لشركة تشانغ تشون للمواد المقوية بالألياف الزجاجية المحدودة (BFG) أحد هذه الشخصيات الدولية التي فازت بجائزة الصداقة من الحكومة الصينية، وشاهد على التنمية الصينية في مجال تطوير السكك الحديدية عالية السرعة.
أشار مجدي الحمه في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، الى أن الاقتصاد الصيني لديه مرونة قوية، وسوف يحافظ على النمو السريع. مضيفا، أن تطور السكك الحديدية عالية السرعة يظهر سرعة الصين. ويعكس النجاح الكبير في الاقتصاد الصيني سرعة الصين أيضا. وأن الإدارة السلمية والتنسيق بين الإدارات وعمل الموظفين الجاد أحد أسرار نجاح الاقتصاد في الصين.
بدأ اهتمام مجدي الحمه بالصين خلال فترة دراسته في الجامعة، حيث كان يعتقد دائما أن الصين تتميز بقاعدة اقتصادية وموارد بشرية متميزة، ومساحة كبيرة للتنمية الاقتصادية.
وفي عام 2006، جاء مجدي الحمه لأول مرة الى الصين، حيث شهد فرصا لا حصر لها. وكان يعمل في ذلك الوقت في مجموعة BFG في البحرين، وهي شركة متعددة الجنسيات مختصة بتطوير وتصنيع المنتجات المركبة لصناعة السكك الحديدية. وقد أرسلته المجموعة الى تشانغ تشون لتأسيس شركة تشانغ تشون للمواد المقوية بالألياف الزجاجية المحدودة، التي أدخلت فيما بعد اثنين من التكنولوجيات الهامة في السكك الحديدية عالية السرعة بالصين وهما طقم المرحاض الكامل وغطاء القطار.
تعتبر السكك الحديدية عالية السرعة بطاقة عمل لامعة للتنمية في الصين. ومنذ الإصلاح والانفتاح، شهدت السكك الحديدة عالية السرعة تطورا كبيرا، من قاطرة البخار إلى محرك الاحتراق الداخلي، ثم إلى القاطرات الكهربائية، ولم تحقق السكك الحديدة عالية السرعة زيادة كبيرة في قوة الجر فحسب، وإنما تحقيق سرعة في محاربة الفقر أيضا.
استعرض مجدي الحمه تاريخ بناء السكك الحديدية عالية في الصين، قائلا، أنه في بداية التسعينيات القرن الماضي، وضعت الصين قاعدة صلبة من التكنولوجيا والمواهب لبناء السكك الحديدة عالية السرعة. ومن خلال الإصرار على الابتكار الأصلي، والابتكار المتكامل، وإعادة الابتكار بعد إدخال نماذج مبتكرة، والسماح لشركات مشتركة في البحث والتطوير التقني في السكك الحديدة عالية السرعة أيضا، حققت السكك الحديدية عالية السرعة الصينية قفزة كبيرة في التنمية في العقود الأخيرة. وبحلول نهاية 2018، بلغت عدد الكيلومترات من السكك الحديدية عالية السرعة في الصين حوالي 29 ألف كيلومتر، متجاوزة ثلثي من اجمالي عدد الكيلومترات من السكك الحديدية عالية السرعة في العالم، لتصبح الصين دولة ذات أطول كيلومترات وأكثر كثافة النقل في العالم.
باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، حققت الصين تنميتها، وتحمل المسؤولية الدولية بنشاط، لتتقاسم جميع الدول فرص التنمية. وقد شهد مجدي الحمه خروج السكك الحديدة عالية السرعة الصينية الى الخارج مع تعميق بناء " الحزام والطريق ". قال:" أصبحت السكك الحديدية عالية السرعة في الصين حلقة هامة في العديد من البلدان من أجل تحسين البنية التحتية والاتصال، فضلا عن توفير وسيلة أسهل للسكان المحليين. وقد تحولت السكك الحديدة عالية السرعة الى رمز الجودة الصينية."
يعتقد أن السكك الحديدية عالية السرعة تظهر سرعة الصين. كما يعكس النجاح الكبير الذي حققه الاقتصاد الصيني سرعة الصين أيضا. على سبيل المثال، يمكن أن تتم دراسة جدوى تصميم وتصنيع واختبار طقم المرحاض الكامل خلال شهرين فقط، في حين قد يستغرق ذلك سنتين كاملتين في دول أخرى. مضيفا، يأتي هذا النجاح من الكفاءة والإدارة السلمية والتنسيق بين الإدارات، والعمل الجاد للموظفين، وهو أحد أسرار النجاح الاقتصادي في الصين.
يعتبر مجدي الحمه شاهد أيضا على التطور المستمر لمستوى معيشة الشعب الصيني. وقال: " لقد كان للشركة خلال الفترة الأولى من الالتحاق بها أكثر من 100 موظف و3 مواقف السيارات فقط. لكن اليوم توسعت الشركة ليصبح عدد موظفيها أكثر من 400 موظف، وبنيت موقف سيارات خاصا. وفي الآونة الأخيرة، تعتزم الشركة توسيع مواقف السيارات مرة أخرى لتلبية احتياجات الموظفين."
يصادف هذا العام الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وخلال السبعين سنة الماضية، حققت الصين الجديدة العيش الرغيد من خلال الجهود المستمرة. وفي العام المقبل، ستحقق الصين الهدف المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. وفي هذا الصدد، ثمن مجدي الحمه الإنجازات العظيمة جدا، ما يدل على أن الصين لا تأخذ التنمية باعتبارها هدفا ذا أولوية، ولكن في الجهود الرامية إلى تحقيق المساواة الاجتماعية، وتقاسم جميع الإنجازات لكل أفراد أيضا.