بيونغ يانغ 21 يونيو 2019 / "قبل أن آتي إلى هنا للدراسة، لم أكن أتوقع أن أرى هنا فصولا دراسية مجهزة تجهيزا جيدا ومرافق دراسية متطورة أخرى، ومنتجات وفيرة من المتاجر، وهذا المستوى من الضيافة والترحاب من قبل الأهالي"، هكذا ذكر الطالب الصيني وانغ مينغ المقيم هنا منذ شهرين.
وصل وانغ، وهو طالب جامعي متخصص في اللغة الكورية بجامعة سيتشوان للدراسات الدولية، إلى جامعة كيم هيونغ جيك في إبريل في إطار برنامج للمنح الدراسية.
والإقامة منذ شهرين بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أتاحت لهذا الشاب فرصة رؤية البلاد في ضوء جديد، حيث قال إن الحياة هنا مختلفة تماما عما سمعه قبل أن تطأ قدماه هنا.
"ظننت أنها دولة مغلقة وغير متطورة وتفتقر إلى السلع والمواد"، هكذا ذكر وانغ، لكنه وجد لاحقا أن في الإمكان شراء اللوازم اليومية بسهولة من المتاجر.
وذكر وانغ أن الأهالي تركوا أيضا في نفسه انطباعا عميقا، ضاربا مثالا على ذلك بزميله في الغرفة. فقد ساعد هذا الشاب الكوري الديمقراطي الودود وانغ في دراسته للغة ودائما ما كان يهديه اللحم المشوي والبيرة والفاكهة الكورية.
كما يحرص زميله في الغرفة على تصفح المقالات الإخبارية ومشاهدة مقاطع الفيديو على هاتفه الذكي ليظل على اطلاع دائم على الأحداث الوطنية والدولية الكبرى. وذكر وانغ أن هذا يعكس بعض التغييرات المرضية التي تحدث بهدوء هناك.
أما شيونغ تسي يويه الطالبة ببرنامج للتبادل الطلابي بجامعة داليان للغات الأجنبية في شمال الصين، فقالت إنها ووالديها كانوا قلقين قبل مغادرتها.
واتضح أن مخاوفهم كانت بلا أساس. وذكرت "الأطباق شهية... حتى أن وزنى زاد بعد شهرين من العيش في بيونغ يانغ. ولم يعد والداي قلقين على حياتي هنا".
أما تسو جيا يويه (23 عاما) فهي طالبة دراسات عليا وتدرس الكورية في جامعة كيم هيونغ جيك. وقد منحتها خمس سنوات من الدراسة في البلاد الفرصة لكي تشهد التقدم الذي أحرز هنا وتكتسب فهما شخصيا لهذا التقدم.
وقالت تسو إن الأهالي صاروا الآن أكثر سهولة في التعامل مع الزائرين الأجانب، مضيفة "في بعض الأحيان عندما أتناول الطعام أو أذهب للتسوق في أوقات فراغي، يتجاذب الأهالي أطراف الحديث بحرارة معي. ومن يتعلمون اللغة الصينية منهم يلقون علي التحية بلغتي الأم".
وذكرت أن وسائل النقل أصبحت أكثر راحة. فقد كان السفر مصدر إزعاج للطلبة الأجانب في الماضي بسبب ندرة سيارات الأجرة. ولكن الآن، هناك المزيد من سيارات الأجرة في الشوارع.
وقد فُتحت المزيد من المتاجر والمطاعم لتلبية احتياجات الأجانب، وبعضها يبيع منتجات مستوردة من الصين واليابان وماليزيا وتايلاند.
وعبر تسو عن تأثرها بالصداقة التي يكنها شعب كوريا الديمقراطية للشعب الصيني، قائلة "في مناسبات عدة، قابلت أنا وزملائي بعض كبار السن أو متوسطى العمر. لقد كانوا يشدون على أيدينا ويشكروننا على المساعدة التي تقدمها الصين. وأشاروا إلى الصداقة التقليدية التي تجمع بين الشعبين وتشكلت قبل أكثر من ستة عقود".
وذكرت "من خلال ما قالوه وفعلوه، استشعرت مدى مشاعر الصداقة التي يكنونها لنا. إنها تكمن في أعماق قلوبهم، ولم تذبل وسط تغيرات العصر".