العساف: دول الخليج لديها رغبة في التعاون مع إيران شرط توقفها عن دعم "الإرهاب"

الرياض 31 مايو 2019 /قال وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف، إن دول مجلس التعاون الخليجي "لديها الرغبة في السلام والتعاون مع ايران" بشرط أن تكف طهران عن دعم "الإرهاب" في دول المنطقة.

واختتمت في الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة) القمة العربية الطارئة التي عقدت في مدينة مكة غربي السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز في أعقاب هجمات استهدفت محطتين لضخ النفط في المملكة وأخرى على سفن تجارية قبالة سواحل الإمارات.

ودعا الملك سلمان بن عبد العزيز في 18 مايو الجاري إلى عقد قمتين عربية وخليجية في 30 من الشهر ذاته، لبحث تداعيات تلك الهجمات.

ووجهت اتهامات لإيران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة في المنطقة، ولكن طهران نفت تلك الاتهامات.

وأكد البيان الختامي للقمة العربية "تضامن وتكاتف الدول العربية بعضها مع بعض في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية".

وطالب البيان الختامي المجتمع الدولي بـ"اتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار".

وجاءت القمة العربية الطارئة بعد أخرى لدول مجلس التعاون الخليجي عقدت في مكة أيضا بدعوة من السعودية.

وأدان البيان الختامي للقمة الخليجية الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها السعودية والإمارات، مؤكدا "حرص دول مجلس التعاون على الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة".

كما أكد البيان على "ضرورة أن تقوم إيران بتجنيب المنطقة مخاطر الحروب بالتزامها بالقوانين والمواثيق الدولية".

ودعا البيان طهران الى "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ووقف دعم الجماعات والمليشيات الارهابية وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".

ونوه البيان بـ"مستوى التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون وأمريكا".

وشارك رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني في أعمال القمة في ظل تواصل الأزمة الخليجية، التي اندلعت عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في الخامس من يونيو العام 2017 قطع علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شئونها الداخلية، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وأكد وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف "نجاح أعمال القمتين الخليجية والعربية الطارئتين" وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية اليوم (الجمعة).

وأشار العساف الى "تأييد دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لموقف المملكة والامارات تجاه الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط وسط المملكة، وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات".

وقال العساف إن "دول الخليج لديها الرغبة في السلام والتعاون مع إيران ولكن يجب على إيران قبل ذلك أن تكف عن دعم الأعمال الإرهابية في دولنا، وأن تكون جارا متعاونا مع الدول العربية".

وتطرق وزير الخارجية السعودي لهجمات الحوثيين على المملكة والتي قال انها "بلغت حتى الآن 225 صاروخا و155 طيارة مسيرة".

وعن مشاركة قطر في القمتين، قال العساف ان "قطر شاركت في القمم السابقة"، مؤكدا أن "موقف المملكة وكذلك بقية الدول الأربع هو البحث عن حل لمسببات الأزمة بين هذه الدول وقطر، وسيكون هناك حل إذا عادت قطر إلى طريق الصواب".

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن "الجامعة العربية لا تدفع نحو مواجهة في منطقة الخليج بل تطالب بعودة الاستقرار وتحقيق الهدوء مع احترام الحقوق العربية ووقف أي تدخلات خارجية في الشأن العربي".

واعتبر أن "القمة العربية الطارئة جاءت لكي تبعث رسالة واضحة وحازمة للغاية لكل من يتدخل في أمن الخليج أو يتعرض للمملكة والإمارات"، مبينا أن "المشاركة في القمة كانت عالية المستوى".

وأشار إلى أن الكثير من الرؤساء طالبوا خلال القمة بـ"وضع استراتيجية واضحة للأمن القومي العربي"، لافتا إلى أن "رد الفعل العربي على الدعوة لهذه القمة كان سريعا للغاية، حيث أنه في أقل من 36 ساعة كان هناك 16 دولة عربية تؤيد الانعقاد الفوري لهذه القمة".

وتنعقد اليوم في مكة أعمال الدورة الـ 14 للقمة الاسلامية العادية والتي كانت مقررة منذ فترة.

وتأتي قمم مكة الثلاث في ظل تصاعد التوتر بين ايران من جهة وواشنطن وحلفائها في الخليج من جهة أخرى بعد أن جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض المزيد من العقوبات على إيران، فيما وصلت إلى المنطقة تعزيزات كبيرة من القوات الأمريكية.