صنعاء 14 مايو 2019 /شككت الحكومة اليمنية، بانسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة على سواحل البحر الأحمر غربي البلاد واعتبرتها "مناورة" استباقا لجلسة مجلس الأمن الدولي.
ويتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي غدا جلسة بشأن اليمن، للوقوف حول تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بين الأطراف اليمنية.
ويشمل الاتفاق مسار خاص بالحديدة الساحلية، حيث نص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية وإعادة انتشار القوات (انسحابها) من المدينة وموانئها.
وأعلن الحوثيون انسحابهم من موانئ الحديدة (الحديدة – الصليف- راس عيسى) بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في المحافظة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة، أن مجلس الوزراء وقف في اجتماعه اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد، " أمام التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي الانقلابية في الحديدة وعدة جبهات بالتزامن مع إعلانها ومناوراتها المكشوفة باعتزامها الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة بعد خمسة أشهر من المماطلة والتسويف في تنفيذ اتفاق استوكهولم، استباقا لجلسة مجلس الأمن الدولي".
وأكدت الحكومة "تمسكها بتنفيذ قرار الانسحاب كاملا وبدون تجزئة، وعدم الاعتماد على الإعلان الأحادي للميليشيات الحوثية التي تكرر نفس السيناريو المفضوح الذي نفذته سابقا بالانسحاب الشكلي والتسليم لعناصر تابعة لها".
واعتبر المجلس " أن أي تسويات أحادية شكلية تمنح الميليشيات الانقلابية فرصة أخرى للتملص من التزاماتها وكسب الوقت للتصعيد العسكري وإعادة ترتيب أوراقها، والتحرك وفق رغبات مموليها وأجنداتهم في المنطقة".
وأكدت الحكومة " أن تجزئة اتفاق استوكهولم وفقا لرغبات ميليشيات الحوثي الانقلابية يترتب عليه نتائج خطيرة تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي" حسب الوكالة.
ويوم أمس الإثنين أعلنت جماعة الحوثي استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في مرحلته الأولى من موانئ الحديدة والتي بدأت السبت الماضي.
وقال محافظ الحديدة محمد قحيم (المعين من قبل الحوثيين) اليوم (الثلاثاء)، إن السلطة المحلية في المحافظة ستعمل على تسهيل أعمال الأمم المتحدة لتنفيذ ما تبقى من إتفاق السويد.
وأعاد الحوثيون الانتشار من الموانئ، وسلموا إدارة وأمن تلك الموانئ لقوات خفر السواحل التابعة لهم.
ورفضت قوات خفر السواحل اليمنية التابعة للحكومة الشرعية والتي تتخذ من عدن مقر لها، ذلك.. واعتبرت أن الحوثيين يحاولون تضليل الرأي العام والمجتمع الدولي.
وقالت رئاسة مصلحة خفر السواحل اليمنية – عدن، في بيان، إن انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة "مسرحية جديدة" يلعبها الحوثي كسابقتها، وتحاول الميليشيا تضليل الرأي العام والمجتمع الدولي.
وأضافت " إعلان الحوثيين انسحابهم يؤكد للجميع كذبهم وزيف ادعائهم ، حيث تم إخراج مجموعة من الميليشيات باللباس المدني واستبدالهم بآخرين من جماعتهم يرتدون زي خفر السواحل".
ودعت خفر السواحل اليمنية "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى عدم التصديق والترويج لهذه المسرحية والتأكد والتحقق من صحة هوية المستلمين لأمن الموانئ".
واشار البيان بانه "يجب أن يكون منتسبي المصلحة العاملين في قطاع البحر الأحمر حسب كشوفات ما قبل 21 سبتمبر 2014م".
وقالت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة اليوم، إن إعادة انتشار الحوثيين من الموانئ خطوة أولى مهمة باعتبارها جزء من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة.
وذكر بيان للبعثة - تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه - أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الفريق مايكل لوليسغارد، زار اليوم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى للتحقق من إعادة انتشار قوات انصار الله (الحوثيين).
وأضاف أن " فرق الأمم المتحدة تقوم بمراقبة عملية إعادة الانتشار هذه والتي تم تنفيذ جزئي على النحو الذي اتفقت عليه الأطراف اليمنية ضمن مفهوم المرحلة الأولى".
ورحب لوليسغارد "بتسليم أمن الموانئ لخفر السواحل وبالجهود المبذولة لإزالة جميع المظاهر العسكرية من المنشآت حيث لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به بعد لإزالة المظاهر لكن التعاون كان وما زال جيدا للغاية".
واعتبر أن " هذه خطوة أولى مهمة باعتبارها جزء من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة التي أعرب كلا الطرفين اليمنيين عن استمرار التزمهما بها".
وحث لوليسغارد "الطرفين على الانتهاء من المفاوضات المعلقة للسماح بالتنفيذ الكامل للمرحلتين الأولى والثانية من اتفاق الحديدة".