بكين 15 مايو 2019 /قال الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين، إن مفاهيم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل بين الحضارات التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ستستفيد منها الدول الآسيوية والعالم كله، مشيرا إلى أن الدور الكبير للصين في القارة الآسيوية يفرض عليها مسؤولية الاضطلاع بقيادة حوار الحضارات الآسيوية.
أدلى السفير الإماراتي بهذه التصريحات لمراسل وكالة أنباء شينخوا على هامش حضوره حفل الافتتاح لمؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، الذي انطلق اليوم الأربعاء في العاصمة الصينية بكين.
وقال الظاهري إن الصين تتمتع بوضع مختلف عن باقي دول العالم، نظرا لدورها الكبير في جميع المجالات، فهي الدولة الآسيوية الكبرى الوحيدة بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الحجم الاقتصادي للبلاد ومساحتها الجغرافية التي تجعلها جارة لعدد كبير من الدول والقوميات المختلفة، وهو ما ينعكس على حضورها آسيويا ويفرض عليها مسؤولية الاضطلاع بدور رئيسي في قيادة الحوار.
وأشار الظاهري إلى أن النظام الصيني يتعامل بمسؤولية وعقلانية كبيرة مع هذا الأمر من خلال الرؤية التنموية والسعي الدائم للتعاون مع الدول المحيطة بالصين، ومن خلال توفير أرضيات مشتركة جذابة للدول والشعوب دون المساس بسيادتها أو استقلال نفوذها أو قوتها، مما أكسبها مزيدا من الاحترام على مستوى العالم.
من جهة أخرى، قال السفير الإماراتي إنه كلما زادت معارف الإنسان وتطورت علومه وتنوعت أدواته زاد معه وعيه وإدراكه لحاجته إلى الاستمرارية وهو ما يلفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه هذا العالم.
وأضاف الظاهري أنه "بالطبع أمامنا مجموعة من التحديات، فقد شهد العالم خلال العقود الماضية طفرة علمية وتكنولوجية أثرت على كل تفاصيل حياتنا وتدخلت في كل مجالاتها وغيرت الكثير من المفاهيم التي كانت في الماضي تعتبر من المواضيع غير القابلة للنقاش أو المشاكل غير القابلة للحل".
وأعرب السفير الإماراتي عن اعتقاده بأن التطور التكنولوجي أوجد للبشر قواسم مشتركة من ضمنها المستقبل الذي تهدده الكثير من التحديات الموجودة على الأرض مثل التحديات البيئية والمناخية وتحديات الكوارث الطبيعية وغيرها من التحديات التي تواجه العديد من دول العالم.
وقال إن كل هذه التحديات تضع البشرية في خندق واحد يحتاج فيه البشر إلى بعضهم البعض بغض النظر عن قوة أحدهم أو ضعفه أو دينه أو عرقه.
وأضاف أن الوعي والإدراك البشري الطبيعي الذي تمخض عن التكنولوجيا الجديدة أعاد النظر في الكثير من المفاهيم والنظريات الفلسفية في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما ساهم في استحداث مفاهيم جديدة مثل العولمة والعيش المشترك وكلها مفاهيم إيجابية.
يذكر أن فعاليات مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية يتضمن حفل الافتتاح ومنتديات فرعية معنية، من أجل تعزيز التواصل والتبادل بين مختلف الحضارات الآسيوية، بما فيها الحضارتين الصينية والعربية العريقتين على طرفي القارة الآسيوية.
كما يشارك أكثر من ألفي مسؤول حكومي ومندوب من مختلف الشرائح المجتمعية من 47 دولة آسيوية ودول أخرى من خارج المنطقة في المؤتمر والمنتديات المقرر إقامتها خلال فترة انعقاده. وسيُقام مهرجان ضخم للثقافة الآسيوية، وأسبوع الحضارة الآسيوية، ومهرجان الطعام الآسيوي خلال فترة انعقاد الحدث الذي يستقطب نحو 30 ألف شخص من داخل الصين وخارجها.