توسيع الانفتاح يوفر قوة دفع جديدة لصناعة السيارات في الصين (2)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:03:19.16:23

بدأت أشغال بناء مصنع سيارات تيسلا الضخم بشنغهاي في 7 يناير من العام الحالي، بإستثمار قدره 50 مليار يوان وقدرة إنتاج سنوية تصل إلى 500 ألف سيارة. ومن المقرر أن تنتهي أشغال البناء في يوليو المقبل، على أن يتم تشغيل المصنع في نهاية العام الحالي. وعادة تستغرق عمليات بناء مصانع السيارات من نفس الحجم من الأساس حتى النهاية 18 شهرًا على الأقل.

بصفته أول استثمار أجنبي كامل في مجال السيارات العاملة بالطاقة الجديدة، انتظرت شركة تيسلا 5 شهور فقط بعد امضائها اتفاقية الإستثمار في يوليو 2018 ، لتبدأ أعمال بناء المصنع في يناير 2019. وفي هذا السياق، قال ايلون ماسك مؤسس شركة تيسلا،"إن سرعة وكفاءة التنمية في الصين مثيرة للإعجاب. ومن الصعب تخيل العملية الكاملة لفتح مصنع للسيارات في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. وهذا يعزى إلى بيئة الأعمال الجيدة في الصين والإنفتاح الصيني."

يعدّ مشروع تيسلا شنغهاي واحدا من المشاريع الأجنبية الشهيرة في المرحلة الجديدة من انفتاح صناعة السيارات في الصين. وفي عام 2018 شهد انفتاح صناعة السيارات تسارع في النسق: فبعد أن تم إلغاء القيود المفروضة على نسبة الأسهم المملوكة للمستثمر الأجنبي في شهر ابريل، قامت الحكومة بخفض الرسوم الجمركية في شهر مايو، وفي يوليو من ذات العام، أمضت تيسلا اتفاقية بناء المصنع باستثمار كامل. وفي شهر اكتوبر، زادت شركة بي أم دبليو الألمانية حصصها في شركة بي أم دابليو-بريليانس المشتركة للسيارات من 50% إلى 75%، حيث جسّدت الصين عزيمتها على تعزيز الإنفتاح في غضون 6 أشهر فقط، مما زاد تفاؤل الشركات متعددة الجنسيات بمستقبل السوق الصينية وأثار حماسهم لزيادة الإستثمار.

في 11 أكتوبر 2018، انطلقت أشغال بناء مصنع " بي أم دابليو-بريليانس" المشترك، ووفقا لاتفاقية ضبط وتعديل نسب الأسهم التي توصلت لها "بي ام دبليو" و"بريليانس" ، ستقوم الأولى بزيادة رأسمالها بمقدار 3 مليارات يورو ورفع الطاقة الإنتاجية السنوية إلى 650،000 سيارة خلال الـ3 إلى 5 سنوات القادمة. في هذا السياق، يقول تشي يومين رئيس مجلس إدارة مجموعة بريليانس "على امتداد الـ 15 سنة الماضية، استثمرت "بي أم دابليو" و"بريليانس" أكثر من 52 مليار يوان، وقامت ببناء قاعدة تصنيع سيارات متطورة بقيمة إجمالية تبلغ 200 مليار يوان في شنيانغ." ويضيف تشي بأن المصنع قد خلق أكثر من 18 ألف وظيفة مباشرة، وأكثر من 24 مليار يوان من الضرائب في عام 2017. ويأتي إمضاء اتفاقية تعديل نسب الأسهم وتعميق االتعاون في اطار تجاوب مجموعة "بريليانس " مع تدابير استراتيجية الإصلاح والإنفتاح الوطنية، كما يمثل فرصة جيدة للمجموعة لتعميق الإصلاح وحفز الحيوية الداخلية بشكل شامل.

باعتبارها واحدة من أوائل الصناعات التي انفتحت في الصين. سُمح لشركات السيارات الأجنبية في عام 1994 بتأسيس مشاريع مشتركة في الصين بنسبة مشاركة لا تزيد عن 50 ٪، وقد جذبت هذه السياسة جميع شركات السيارات متعددة الجنسيات تقريبًا لدخول السوق الصينية، ممادفع الصين لتصبح أكبر سوق عالمية لمبيعات السيّارات في عام 2009. حيث بلغ حجم مبيعات سوق السيارات الصينية 28.08 مليون، لتحتل المرتبة الأولى عالميا لمدة عشر سنوات متتالية. وقد جلبت جولة التوسع الجديدة فرصًا أفضل للمشاريع المشتركة والتعاون في صناعة السيارات. وفي شهر أبريل، وقعت شركة "ايشين" اليابانية لصناعة قطع السيارات اتفاقيات مع شركات "فاو" و"جيلي" و"ترامبشي" للتعاون في انشاء مصانع لمغيّرات السرعة. وفي يونيو، قامت مجموعة فولكس فاغن الألمانية بتحويل 1٪ من أسهمها في شركتها بشنغهاي إلى شركة أود، مما يمثل تقدمًا جديدا في مشروع أودي شنغهاي. كما وقعت مجموعة بي ام دبليو وغريت وول اتفاقية حول إنشاء مشروع مشترك جدي لإنتاج سيارات MINI الكهربائية.

أسهم توسع صناعة السيارات في دفع الابتكار التكنولوجي ورفع مستوى صناعة السيارات في الصين، كما حفّز الشركات متعددة الجنسيات على توسيع الابتكار في الصين. حيث أعلنت مجموعة جيلي المحدودة، التي تديرها شركة دايملر لخدمات السفر المحدودة ومجموعة تشجيانغ جيلي القابضة في 24 أكتوبر 2018 عن أن الطرفان سيؤسسان شركة ذات رأس مال مشترك لخدمات السفر في الصين. وبعد شهرين، أصبحت شركة "بي ام دابليو" أول شركة سيارات متعددة الجنسيات تحصل على ترخيص لإطلاق خدمات حجز السيّارات عبر الانترنت. وفي 28 فبراير 2019 ، أطلقت شركة فولكس فاغن وشركة ديدي منصة لخدمات الأسفار. وفي مايو من العام الماضي، باتت شركة "بي ام دابليو"أول شركة تحصل على ترخيص اختبار القيادة الآلية في شنغهاي. ثم حصلت مجموعة دايملر على ترخيص لإجراء اختبارات القيادة الآلية في بكين بالتعاون مع شركة بايدو.