غزة 14 مارس 2019 /تتبادل الفتاة زينة عاشور (15 عاما) بيديها الناعمة وبرشاقة لافتة الكرة مع زميلاتها داخل ملعب للسلة في مدينة غزة إيذانا ببدء تمارين فريقهم الرياضي.
وزينة واحدة من عشرات الفتيات اللاتي التحقن بأكاديمية (النجوم) لكرة السلة التي أسست حديثا في قطاع غزة وتعد الأولى من نوعها في ظل افتقار وجود أندية تهتم بالفتيات في ممارسة الرياضة.
ومع كادر متخصص للتدريب تستكمل منهجية أساسيات كرة السلة لعدة فئات عمرية تبدأ من البراعم في سن أربعة أعوام لتستكمل بفن التمرير والتسديدات القوية للفتيات اللواتي يتوزعن على حدود الملعب لإجراء الحصص التدريبية.
وتتواجد في ملعب التدريب الذي يحدد بخطوط واضحة ومقاسات شبه دولية، خمس لوحات سلة يختلف ارتفاعها عن الأرض لتتناسب مع الفئات العمرية المنخرطة في الأكاديمية.
وتقول زينة بينما كانت تداعب الكرة بين يديها لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن انضمامها للأكاديمية جاء لتنمية قدراتها وإمكانياتها في ممارسة كرة السلة التي تحبها منذ الصغر.
وتضيف والسعادة تغمرها بممارسة هوايتها المفضلة "أتطلع إلى تطوير نفسي في رياضة السلة لأصبح لاعبة مشهورة وأخوض المنافسة والبطولات مع فرق خارجية".
وتحظى زينة وزميلاتها بتشجيع ومساندة من قبل عائلاتهن في المنازل بغض النظر عن كون الرياضة التي تمارسهن تحتاج إلى القفز في الهواء والقوة البدنية داخل الملعب.
وبهذا الشأن توضح زينة "هناك تشجيع دائم من عائلتي للاستمرار في اللعبة وعند عودتي إلى المنزل بعد التمارين تنهال الأسئلة حول آخر الحركات داخل الملعب وكيفية التدريبات وطبيعتها".
وعلى مقربة من زينة بدت الفرحة على وجه الفتاة إيفيت الترك (16 عاما) بعد أن قذفت بالكرة عاليا داخل السلة من مسافة بعيدة بمهارة وحرفية رغم صغر سنها وخبرتها القليلة.
وتقول إيفيت التي تتمتع بالرشاقة والخفة داخل الملعب لـ (شينخوا)، إن "بدايتي مع كرة السلة منذ سنوات عندما كنت أشاهد مقاطع فيديو عبر الانترنت لمباريات ولاعبات يمارسن الرياضة لأطبق الحركات داخل المنزل".
وتضيف بينما تلتقط الكرة بين يديها، أن "افتتاح الأكاديمية كونها الأولى في القطاع للفتيات شجعها لخوض المنافسة ومعرفة اللعبة عن قرب وليس بالمشاهدة".
وتشير إيفيت إلى أن "ممارسة الرياضة تغير من شخصية الفتاة وتعاملها مع المجتمع وهي وسيلة للخروج من أجواء الضغط النفسي إلى الشعور بالانتعاش".
وهي تطمح كما زميلاتها داخل الفريق بأن يصبحن لاعبات محترفات في رياضة كرة السلة وتمثيل المنتخب الفلسطيني في المشاركات الخارجية.
ويمكن أن يشكل تأسيس الأكاديمية نواة لأن تشق كرة السلة النسائية طريقها في قطاع غزة المنهك بالفقر والبطالة جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ منتصف عام 2007 وهجمات عسكرية إسرائيلية متتالية.
وتقول مدربة الفريق مرينا إسماعيل (19 عاما) لـ (شينخوا)، إن "افتتاح الأكاديمية يستهدف دمج الفتيات في المجتمع وإبراز دورهن فيه ليكون لهن شخصية وكيان وهوية".
وتضيف مرينا بينما تتابع عن كثب تدريبات الفتيات داخل الملعب أن "كرة السلة والرياضة بشكل عام تفيد الفتاة اجتماعيا ورياضيا وصحيا ولذلك نحن إرتأينا أن نفتح الطريق والمجال لهن".
وبشأن نظرة المجتمع للفتاة التي تمارس رياضة قريبة إلى الرجال توضح "المجتمع أصبح يتقبل الفكرة على عكس الأعوام الماضية (..) هناك دعم للأكاديمية من قبل الجميع وإقبال أيضا من الفتيات والأهالي".
ويلتحق بصفوف الأكاديمية حاليا بحسب القائمين عليها أكثر من 70 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين براعم (4 أعوام) وبالغين (20 عاما).
ويقول مؤسس الأكاديمية ولاعب كرة السلة السابق ابراهيم سكيك، إن "طموحنا إرسال رسالة محبة وسلام ورياضة نبيلة بأن الفتاة الفلسطينية قادرة ومثقفة تفيد المجتمع".
ويعرب سكيك، عن أمله بصناعة إنجاز في كرة السلة عبر الفتيات وتمثيل فلسطين في المحافل العربية والدولية.