لوس أنغليس 25 فبراير 2019 / "غرين بوك" و"باو" و"مايندنج ذا جاب" و"فري سولو"-- ما هي العناصر المشتركة بين هذه الأفلام، سواء كانت مرشحة أو فائزة في حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورتها الـ91؟
قد تقع هذه الأفلام في فئات مختلفة، ولكن كل منها مرتبط بالصين بطريقته الخاصة: إما يتضمن مشاركة مخرجين من أصول صينية أو انتج بدعم من تمويل صيني.
ومن المظاهر الواضحة لجوائز الأوسكار لهذا العام هو الحضور المتنامي للشركات الصينية وصانعي الأفلام ذوي الأصول الصينية في المشهد الترفيهي العالمي. ففي عالم متزايد الترابط، تعد صناعة الترفيه العالمية واحدة من الخطوط الأمامية التي تبرز فيها هذه الصلات، على نحو مبهر وثري.
فقد كان أحدث وأكبر حدث على مسرح دولبي بهوليوود مساء الأحد هو فيلم "غرين بوك"، الذي شاركت في إنتاجه شركة (علي بابا بيكتشرز) وحصد جائزة أفضل فيلم.
لقد أصبحت علي بابا بيكتشرز أول شركة لأفلام الإنترنت تشارك في إنتاج عمل يحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، حسبما ذكر قسم الأفلام في شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة (علي بابا) على موقع ويبو، وهو موقع المدونات الصغيرة الأكثر شعبية في الصين. وأعلنت شركة (علي بابا بيكتشرز) أن الفيلم الذي يروي قصة رحلة على الطريق جرت في عهد الفصل العنصري بجنوب الولايات المتحدة سيعرض في الصين في الأول من مارس.
إن دخول "غرين بوك" والنجاح المحتمل أن يحققه نظرا لذيوع شهرته في الأسواق الصينية مع حصوله على جائزة أوسكار مؤخرا يشكلان علامة إيجابية على النضج المتزايد لسوق الأفلام الصينية. وإلى جانب أفلام كبيرة شهيرة من إنتاج شركات مثل ديزني ومارفل، يمكن لأفلام أخرى تتناول موضوعات جادة التنافس للحصول على حصة من السوق الصينية الضخمة.
كما نال مخرجون من أصل صيني اعترافا بالجدارة في أكبر ليلة من ليالي هوليوود. فقد شهد فيلم "باو"، وهو فيلم رسوم متحركة قصير يدور عن أم صينية تشعر بالوحدة تصادق "باوتسي" أي فطيرة تدب فيها الحياة، شهد حصول مخرجته الكندية من أصل صيني دومي شي على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير.
وعرض الفيلم القصير الذي تصل مدته إلى ثمان دقائق جنبا إلى جنب فيلم "أبطال خارقون 2"، وقبل فوزه بجائزة الأوسكار، نال تكريمات لقدرته على التواصل مع المشاهدين عاطفيا باستخدام الاستعارات المألوفة المتمثلة في الأسرة والطعام.
ويرجع نجاح الفيلم إلى حقيقة أنه نقل قيما مفهومة عالميا في نسق يسهل استيعابه. وقالت شي عندما تسلمت الجائزة "بالنسبة لجميع الفتيات المجتهدات اللواتي يختفين وراء رسوماتهن، لا تخفن من سرد قصصكن".
وتجدر الإشارة أيضا إلى فيلم "مايندنج ذا جاب" للمخرج بينغ ليو الذي تم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم وثائقي. فرغم خسارته أمام فيلم "فري سولو"، الذي شارك فيه بالصدفة أيضا مخرجان من أصل صيني، فقد فاز بجائزة لجنة التحكيم لصناعة الأفلام المتقدمة في مهرجان صاندرانس السينمائي في عام 2018.
يروى فيلم "مايندنج ذا جاب" قصة ثلاثة شبان من خلفيات مختلفة يجمعهم شغف مشترك بالتزلج. ويثبت نجاحه أن موضوعات مثل الصحبة يمكن أن تعبر الحدود الثقافية والعنصرية وتساعد فيلم ما على أن تصبح له قوة جاذبة في الأسواق العالمية.
يمكن النظر إلى جوائز الأوسكار في دورتها الـ91 على أنها نقطة انطلاق لفترة جديدة من التأثير المتنامي للصين في صناعة السينما الدولية. ويثبت مجال الأفلام أنه فعال في سرد القصص الإنسانية التي تتجاوز الحدود القومية والسياسية والثقافية. وإنه لأمر مشجع أن نرى مزيدا من الشركات الصينية ومن صانعي الأفلام والمخرجين والممثلين الصينيين وهم يوظفون هذا المجال جيدا ويلعبون أدوارا أكبر في صناعة الترفيه العالمية المترابطة.