الصين تصبح الوجهة الآسيوية الأولى للطلاب الدوليين

تسارعت خلال السنوات الاخيرة وتيرة قدوم الطلبة الأجانب إلى الصين، وخروج الطلبة الصينيين للدراسة في الجامعات الأجنبية.

جامعة بدون سور

في عام 2006 ، وبموافقة وزارة التعليم الصينية ، قامت جامعة المواصلات بشيآن بالتعاون مع جامعة ليفربول، بتأسيس جامعة مشتركة في مدينة سوتشو. وهي جامعة بدون سور، وتتداخل بشكل وثيق مع بيئة الحياة حولها. تمثل نسبة الأساتذة الأجانب 70 % من العدد الإجمالي للأساتذة في الجامعة. ويتم تعليم الدروس بالكامل باللغة الإنغليزية، كما تتميز بحرية أجواء التدريس وسهولة الإدارة، لكن تطبق اجراءات صارمة جدا على الإمتحانات.

وذكر شيه تشى جيان، مدير مكتب التوظيف بالجامعة، أنّه بإمكان الطلاب اختيار نظام "2 + 2"، حيث يدرسون السنتين الأولتين في جامعة شيان للمواصلات-ليفربول بسوتشو، والعامين الأخيرين في جامعة ليفربول. كما يمكن للطلاب أيضا اختيار نظام“4+X” ، حيث يختارون بعد تخرجهم، مواصلة دراساتهم العليا في الجامعة أو البحث عن عمل.

البروفيسور قوه جينغ مينغ، الذي يمتلك ما يقرب من 40 عامًا من الخبرة في تدريس المواد الأساسية في الرياضيات ، يشعر بالفرق في التدريس هنا. وفي هذا الصدد، يقول " عليّ أن نلعب دور الموجّه وليس مدرس الرياضيات فحسب. وفي جامعتنا نحن بحاجة لتحديث طرق التدريس بإستمرار. "

بعد 12 عامًا من التطور، وصل عدد الطلاب المسجلين في الجامعة إلى أكثر من 13000 طالبًا ، وهم يأتون من أكثر من 50 بلدا.

نفس الفصل على طرفي الأرض

"أهرامات الجيزة: التكنولوجيا والحفريات والتاريخ" هي دروس على الإنترنت تقدمها جامعة هارفارد. وفي سبتمبر 2018، تم تقديم هذه الدروس في جامعة تشجيانغ أيضا.

ويقول لي تشي رونغ ، الأستاذ المشارك من معهد بحوث التراث الثقافي بجامعة تشجيانغ والمسؤول عن هذه الدروس، إن الدروس تقدم هرم الجيزة وأبو الهول، وتحاول فهمها من منظور التاريخ المصري القديم والفن والآثار. ويضيف بأن دروس جامعة هارفرد يمكن أن تثري باقة الدروس بجامعة تشجيانغ.

ويعد هذا التعاون، الثاني من نوعه في المجال الرقمي، بالنسبة لجامعة تشجيانغ، بعد تعاونها مع جامعة لندن.

العناصر الصينية هي الميزة الأبرز

وقعت كلية "أش اس بي سي" بجامعة بكين في 20 فبراير 2017 اتفاقية مع الجامعة البريطانية المفتوحة، لشراء مبناها الواقع في اكسفورد شاير، ومضت قدما في انشاء الجامعة البريطانية بكلية أش اس بي سي بجامعة بكين، والتي استقبلت أول دفعة من الطلبة في مارس 2018. في هذا الصدد، قال عميد كلية أش اس بي سي بجامعة بكين في هاي ون "ان هذه المرّة الأولى التي تقوم فيها جامعة حكومية صينية بافتتاح قسم تابع لها بأوروبا ".

ويعمل فرع معهد أش اس بي سي بالمملكة المتحدة على قبول الطلبة البريطانيين وغيرهم من الطلبة من الدول الأوربية الأخرى لدراسة الماجستير في تخصصات المالية والإدارة والإقتصاد بجامعة بكين، لمدّة سنتين.

ما هي المزايا التنافسية للكليات والجامعات الصينية في افتتاح فروع في الخارج؟

 ردّا على هذا السؤال، قال هاي ون أن "العناصر الصينية"، تمثل الميزة الرئيسية. وإلى جانب النظريات المطابقة للمعايير الدولية والدروس الأساسية، سيقدم فرع الجامعة دروسا في المالية وادارة الأعمال ذات العناصر الصينية. لتمكين الطلّاب من الإلمام بالأساسيات النظرية والتعرف على ممارسات الإصلاح والتنمية في الصين.

الطالب التشيكي رومان ، الذي درس سابقا في جامعة بارتز في المملكة المتحدة ، يدرس الآن الماجستير في قسم الإدارة بكلية أش أس بي سي بجامعة بكين، يرى أن نظام الدراسة سنة في بريطانيا وسنة في الصين، يقدم لها فرصة جيدة ، خاصة وأن البلدين يمثلان محرّكان مهمّان في الإقتصاد العالمي.

المنافسة حول جذب الطلّاب

في ديسمبر 2015، بدأ فرع جامعة شيامن بماليزيا رسميا قبول الطلبة الجدد، لكن ماليزيا التي يزيد عدد سكانها عن 30 مليون نسمة. لديها ما يقرب من 400 جامعة خاصة 9 فروع للجامعات الأجنبية، وهو مايطرح منافسة عالية على الجامعات. لكن من خلال جهود جامعة شيامن في الترويج والمشاركة في المعارض، تمكنت في النهاية من كسب تحدي المنافسة، واستقطبت 4050 طالب من 21 دولة للدراسة.

تقدم جامعة شيامن بماليزيا عددا من الدروس ذات الخصائص الصينية. حيث يمكن للطلاب التعرف على ماليزيا والصين والعالم من خلال دروس تقدم لهم باللغة الإنجليزية. من جهة أخرى، جلبت المدرسة أيضا طرق ومفاهيم التدريس الصينية المتميزة معها إلى ماليزيا. وفي قسم الطاقة والهندسة الكيميائية مثلا، يمكن رؤية نظام التدريب الإفتراضي المستخدم في الجامعات الصينية، حيث يستخدم النظام الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات لحل مشاكل التدريب لدى الطالب بشكل فعال.