دمشق 10 يناير 2019 / نفذت وحدات من الجيش السوري اليوم (الخميس) ضربات مركزة على تحركات وأوكار المسلحين بريفي حماة الشمالي (وسط سوريا)، وإدلب (شمال غرب سوريا)، ردا على محاولات تسللهم المتكررة باتجاه المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وسط اتهامات متكررة أيضا من قبل فصائل المعارضة للجيش السوري بانتهاك اتفاق إدلب بخصوص المنطقة المنزوعة السلاح، بحسب الاعلام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) بأن وحدات من الجيش السوري ردت عبر ضربات نارية مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية التي جددت اعتداءاتها على نقاط عسكرية متمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة الشمالي وإدلب.
وذكرت أن وحدات الجيش المرابطة في ريف إدلب نفذت ضربات مركزة بالمدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في بلدة التح ردا على محاولات تسللها باتجاه المناطق المحررة وأوقعت قتلى بين صفوفها.
وأشارت (سانا) إلى أن وحدات الجيش تعاملت بالأسلحة المناسبة مع خروقات الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح من محور بلدة تل الصخر بريف محردة الشمالي الغربي وأحبطت محاولات تسللهم باتجاه المناطق الآمنة.
ولفتت إلى أن وحدة من الجيش دمرت نقاطا متقدمة لإرهابيي "كتائب العزة" على محور اللطامنة والتي كانوا يتخذون منها منطلقا في تنفيذ اعتداءاتهم على القرى الآمنة والنقاط العسكرية المتمركزة في ريف حماة الشمالي.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن اليوم أن قوات النظام استهدفت مناطق في قرية الجنابرة وأماكن في منطقة اللطامنة، في القطاع الشمالي من الريف الحموي، فيما قصفت قوات النظام مناطق في قرية زمار الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، ما أدى لأضرار مادية في عدة مناطق بالبلدة، دون معلومات عن إصابات، عقب استهداف طائرة استطلاع محملة بعدة قنابل، لسيارة تابعة لجيش العزة على أطراف بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، ما أسفر عن إعطابها، ومعلومات مؤكدة عن سقوط عدد من الجرحى من المقاتلين، في خرق جديد لمناطق الهدنة الروسية - التركية في المحافظات الأربع والمناطق منزوعة السلاح.
إلى ذلك، أفادت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في سوريا بأنه تم التوصل لاتفاق بين "الجبهة الوطنية للتحرير"، التابعة للجيش الحر، و"هيئة تحرير الشام"، على وقف اطلاق النار في محافظات إدلب وحلب وحماة.
وينص الاتفاق، بحسب مواقع المعارضة، على وقف إطلاق النار في عموم إدلب، وإزالة الخنادق والسواتر بشكل متبادل بين المجموعات المعنية في المحافظة.
وجاء الاتفاق بعد معارك بدأت في 30 ديسمبر الماضي، في إدلب بين "حركة نور الدين الزنكي" أحد فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، و"هيئة تحرير الشام"، وامتدت بعد ذلك الاشتباكات إلى ريف حماة.
كما شن مقاتلون للهيئة في الايام الماضية هجوما على الفصائل المعارضة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، مما اتاح للهيئة السيطرة على عدة بلدات وقرى، خصوصا في غرب محافظة حلب.
وكان "المرصد السوري لحقوق الانسان" أعلن، (الأربعاء)، أن "هيئة تحرير الشام" عقدت اتفاقا أتاح لها السيطرة على مزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة في محافظة إدلب وجوارها، ما جعلها تسيطر على 75 % من هذه المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وتقع هذه المناطق في شمال غرب سوريا، وهي تضم محافظة إدلب، إضافة إلى أجزاء من محافظات حلب وحماه، وتقع تحت سيطرة فصائل معارضة مسلحة وأخرى جهادية.
يشار إلى أن تركيا وروسيا توصلتا لاتفاق في سبتمبر الماضي، يقضي بإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في محافظة إدلب وجوارها، ولم يطبق هذا الاتفاق سوى جزئيا، إذ إن الجماعات الجهادية ترفض الانسحاب من منطقة الفصل بين الفصائل وقوات النظام.