القدس 16 ديسمبر 2018 /قال خبراء إن السياسات الفلسطينية الداخلية تلعب دورا كبيرا في التوترات التي تتزايد في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية في موجة من العنف.
وبدأت القوات الإسرائيلية حملة في الضفة الغربية بعد أن قام مسلحون فلسطينيون بهجومين مميتين بإطلاق النار، وشملت الحملة بتوغل عسكري فى مدينة رام الله.
وقتل جنديان إسرائيليان يوم الخميس، فيما وصفته إسرائيل بأنه هجوم بإطلاق النار شنه مسلحو حركة حماس الإسلامية.
وقتل الاثنان بالرصاص خارج مستوطنة جعفات أساف شمال شرق رام الله.
وكان هذا ثاني حادث إطلاق نار من سيارة خلال أسبوع. وأسفر الحادث الأول عن مقتل رضيع إسرائيلي بعد أربعة أيام من ولادته قبل الموعد المحدد بعد ان أصيبت امه على نحو خطير في هذا الهجوم.
وأسفرت اشتباكات إندلعت في وقت لاحق بين القوات الإسرائيلية وشباب فلسطينيين عن مقتل متظاهر فلسطيني.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه تم القبض على عشرات الأشخاص الذين يشتبه أنهم إرهابيون في الضفة الغربية وترحيلهم إلى إسرائيل لاستجوابهم خلال ايام قليلة.
وقال إفرايم إنبار رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية "مازال الوقت مبكر لوصف هذا بالتصعيد".
وأضاف إنبار "يحاول أشخاص تحقيق منافع سياسية من هذا الوضع."
وبالفعل، كانت هذه هي أول مرة منذ وقت طويل، يقوم خلالها الإسرائيليون اليمينيون بالتظاهر أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وطالب مئات المتظاهرين باستقالة نتانياهو، حيث يعتقدون انه لا يرد بصرامة بما فيه الكفاية على الفلسطينيين.
وهتف المتظاهرون "كفانا صمتا"، وقام بعضهم بحرق ملصقات عليها صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقد حدثت التوترات في الضفة الغربية بعد ان تمتعت الحدود الإسرائيلية مع غزة بهدوء نسبي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ووجد عباس الذي يخشى ان تقوى حركة حماس في الضفة الغربية على حسابه، في موقف صعب.
وقد حافظ عباس على التعاون الأمني مع القوات الإسرائيلية ولكنه يحارب صورة التعاون مع إسرائيل التي لم تحقق له نتائج كبيرة حتى الآن.
وقال إنبار لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تحاول حماس أيضا العمل ضد السلطة الفلسطينية. وهذا صراع مستمر."
ووصل التنافس بين حركة حماس وحركة فتح التي يقودها عباس إلى ذروته عام 2007، عندما سيطرت حماس بعنف على قطاع غزة من حركة فتح. ومنذ ذلك الحين، فشلت محاولات المصالحة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تم النظر لحكومة نتانياهو على أنها أقوي ردا على أعمال العنف التي تشنها حماس خاصة في غزة منها على محاولات عباس اتخاذ خطوات غير عنيفة في المشهد الدبلوماسي الدولي.
وبينما تحدى عباس إسرائيل دبلوماسيا، حاول نتانياهو تجنبه.
وكانت صور الحقائب المحملة بالأموال التي تضخ إلى غزة عن طريق الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية إشارة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية بان إسرائيل مصرة على ضمان استمرار حكم حماس في غزة.
ولم تشاهد القوات الإسرائيلية تدخل رام الله، محور الحكم والتجارة الفلسطينية خلال أعوام.
وقالت رونيت مارزان الباحثة في المجتمع والسياسات الفلسطينية في جامعة حيفا "كانت هذه خطوة صارمة على الجانب الإسرائيلي."
وأضافت الباحثة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مازال السؤال الكبير هو ما إذا كانت السلطات الفلسطينية سوف تسمح لمسلحي حركة فتح ببدء العمل ضد إسرائيل؟. هذا سوف تكون مباراة جديدة."
وقالت مارزان التي تعتقد أن السلطة الفلسطينية سوف تبذل جهدا كبيرا لكبح حركة حماس في الضفة الغربية من أجل الحفاظ على دورها إن "السلطة الفلسطينية تحارب الآن من اجل وجودها وأهميتها على الصعيد السياسي."
وأضافت أن "السلطة الفلسطينية رصيد استراتيجي لإسرائيل."
وكانت مشاهد القوات الإسرائيلية وهي تقتحم متاجر ومنازل في قلب منطقة السلطة الفلسطينية مشاهد يصعب تقبلها، حتى بالنسبة لمؤيدي اتجاه عباس المعتدل.
وقالت مارزان "تحتاج إسرائيل إلى التوقف عن إضعاف السلطة الفلسطينية... فكلما ضعفت السلطة الفلسطينية قلت سيطرتها على شعبها وسوف تشهد المزيد والمزيد من الهجمات ضد الإسرائيليين."
ويجب كسر هذه الدائرة: الهجمات المسلحة في الضفة الغربية التي أدت بإسرائيل إلى عقاب السلطة الفلسطينية وإضعاف السلطة الفلسطينية وتعزيز قوة حماس التي لا تريد الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وهذا وضع معقد ولا يوجد فائز فيها وحتى الآن فإن جميع الأطراف خاسرة.