القاهرة 17 ديسمبر 2018 / وقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وجامعة الدول العربية، اليوم (الاثنين)، اتفاقا لتعزيز جهودهما المشتركة لمكافحة الجوع وسوء التغذية في المنطقة العربية.
ويلزم الاتفاق، الذي تم توقيعه في المكتب الإقليمي للفاو في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بالقاهرة، الطرفين بالعمل معا مع دول المنطقة لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة، وتعزيز الزراعة المستدامة بحلول العام 2030.
وذكر بيان لمنظمة "فاو" صدر اليوم أن هذا الاتفاق يأتي في وقت تتزايد فيه من جديد معدلات الجوع وسوء التغذية، بما يؤثر على 40.2 مليون شخص في المنطقة.
وعزا ذلك إلى تزايد تأثير النزاعات والصدامات الاجتماعية والاقتصادية والتطورات المناخية على حدة هذه المشكلة، حيث تؤثر على الإنتاج والوصول إلى الموارد الرئيسية.
واعتبر البيان هذا الأمر يمثل تراجعا عن التحسن الثابت الذي حدث قبل العام 2010 عندما كانت معدلات الإنتاج الغذائي أعلى ونقص التغذية وآثاره السلبية أقل.
من جانبه، قال المدير العام المساعد للفاو وممثل المنظمة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد السلام ولد أحمد، إنه نتيجة لهذا الوضع، هناك حاجة لبذل الجهود الآن لمواجهة التدهور في حالة الأمن الغذائي في المنطقة من جهة وبناء شراكات يمكنها تعزيز قدرة الدول على مكافحة الجوع في السنوات القادمة من ناحية أخرى.
ووصف ولد أحمد الاتفاق، والذي يعتبر امتدادا للشراكة طويلة الأمد بين الجانبين، بأنه "محطة بارزة" ستساعد في دفع الجهود المشتركة لبناء منطقة خالية من الجوع.
وقال إن الغذاء والزراعة مهمان في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة وليس فقط الهدف الثاني، ويمكن أن يتحول الالتزام التاريخي بأجندة 2030 إلى واقع إذا عملنا معا، مشيرا إلى أن أهداف الأجندة المترابطة تعني أنه يجب التعاون وتبادل المعرفة.
بدورها، قالت مديرة التنمية المستدامة والتعاون الدولي في جامعة الدول العربية ندى العجيزي، إن دعم القضاء على الجوع في إطار الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، يحصل على دعم قوي من جامعة الدول العربية وأمينها العام أحمد أبو الغيط.
وأشارت العجيزي إلى أن هذا الدعم تجلى في تشكيل لجنة فرعية لإنهاء الجوع في المنطقة العربية.
وأكدت أن الشراكة مع الفاو ستقوي التنسيق بين جميع الأطراف المعنية، بدعم سياسي من الجامعة العربية.
ويهدف البرنامج الذي وقع اليوم، إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول العربية ودعم حوار السياسات على المستوى الإقليمي وإجراء الدراسات المعيارية أو التشخيصية، في إطار الجهود الرامية إلى وضع استراتيجيات يمكنها المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي المستدام والنمو الزراعي الشامل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية.
ويمثل البرنامج فرصة لحكومات المنطقة لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية المتوازنة والزراعة المستدامة من خلال الجهود التشاركية، بما يمهد الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة.
وكانت جميع الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة أقرت أهداف التنمية المستدامة العام 2015 وحددت العام 2030 كموعد نهائي لتحقيق هذه الأهداف السبعة عشر التي تغطي مشاكل اجتماعية واقتصادية وبيئية.
وحذر التقرير السنوي السابق للفاو والصادر بعنوان "نظرة اقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا"، من أن النزاعات والأزمات طويلة الأمد تعرقل الجهود لتحقيق هدف القضاء على الجوع في المنطقة بحلول 2030.
وأوضح التقرير أن "40.2 مليون شخص يعانون من الجوع بالمنطقة نتيجة النزاعات المسلحة والعنف والحروب".
وأضاف أن نحو 75 في المائة ممن يعانون الجوع بالمنطقة يعيشون بخمس دول تعاني من النزاعات والحروب، وهي سوريا، ليبيا، اليمن، العراق، السودان.
وأشار إلى أن النزاعات تعد السبب الأساسي وراء تدهور حالة الأمن الغذائي، لافتا إلى أن هناك انعكاسات اقتصادية واجتماعية خطيرة ترفع تكلفة الحروب والنزاعات.
وتشير التقديرات إلى أن خسائر قطاع الزراعة في سوريا وحدها تصل إلى نحو 16 مليار دولار.
ونوه إلى أن هناك دولا تنفق ما بين 20 إلى 60 في المائة من إجمالي الناتج المحلي على مواجهة الحروب والنزاعات وهي تكاليف باهظة للغاية، مشيرا إلى أنه كان يفترض أن تخصص هذه المبالغ الطائلة في تحقيق الأمن الغذائي والزراعة والصحة والتعليم ورفع مستويات معيشة الشعوب.