كاتوفيتسه، بولندا 11 ديسمبر 2018 / دعت باتريشيا إيسبينوزا، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الحكومات يوم الثلاثاء على الدفع من أجل التوصل إلى نتائج في مؤتمر كبير للأمم المتحدة بشأن المناخ في وقت مازالت فيه الانقسامات قائمة.
يهدف المؤتمر الـ24 للأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ (كوب24)، والذي يستمر أسبوعين حتى يوم الجمعة في مدينة كاتوفيتسه جنوبي بولندا، يهدف إلى اعتماد المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاق باريس التاريخي لعام 2015 من أجل توفير الوضوح حول كيفية تنفيذ الاتفاق بشكل عادل بالنسبة لجميع الدول المشاركة.
وقالت إيسبينوزا "لاتزال هناك العديد من الانقسامات السياسية. ولايزال يتعين التغلب على العديد من القضايا. لكني اعتقد أن من إمكاننا إنجاز المهمة"، مضيفة "دعونا نستكمل برنامج عمل اتفاق بارس، ومن خلال القيام بذلك، سنطلق العنان لسلطة اتفاق باريس نفسها".
يستمر مؤتمر (كوب24) في أسبوعه الثاني من المفاوضات رفيعة المستوى بعد انتهاء أسبوعه الأول من المحادثات الفنية مع تواجد أكثر من 100 وزير في كاتوفيتسه.
وقبل انعقاد مؤتمر (كوب24)، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة تقريرا خاصا حول مدى إمكانية تحقيق ارتفاع قدره 1.5 درجة مئوية في متوسط درجة الحرارة العالمية وانعكاسات ذلك مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وهو هدف خفض درجات الحرارة المنصوص عليه في اتفاق باريس بشأن المناخ.
وأكد هويسونغ لي، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، مجددا على النتائج الرئيسية للتقرير في كاتوفيتسه والتي تفيد بأن هدف درجة الحرارة لا يمكن تحقيقه إلا إذا اتخذت الحكومات إجراءات عاجلة وبعيدة المدى في جميع جوانب المجتمع، مع العديد من الآثار المترتبة على عملية صنع السياسات.
وقال "كل جزء من الاحترار مهم. وكل عام مهم. كل خيار مهم. وبهذا التقرير، تكون الرسالة العلمية واضحة. والأمر متروك لكم الآن، وللحكومات، للتحرك".
كما حذر بيترتي تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أن المستويات الحالية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري غير مستدامة، وقد أدت بالفعل إلى تأثيرات دراماتيكية على تغير المناخ في أنحاء العالم، بدءا من ذوبان جليد القطب الشمالي وصولا إلى وقوع العديد من حوادث الحرائق والفيضانات هذا العام.
وقال تالاس "نتوقع زيادة تتراوح نسبتها بين 2 و4 في المائة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية هذا العام. إذا كنا جادين بشأن اتفاق باريس، فإننا بحاجة إلى رؤية أرقام مختلفة".
كما أشار الأمين العام إلى أنه حتى لو تم إيقاف تلوث الغلاف الجوي اليوم، فإن المستويات الحالية من ثاني أكسيد الكربون ستبقى في الغلاف الجوي لسنوات عديدة قادمة، لنظل محتجزين داخل ظواهر جوية بالغة الشدة.
وجاء مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ في وقت أظهرت فيه أحدث التقارير أن تحديات المناخ لا تزال دون رادع وأن انبعاثات الكربون العالمية ستصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2018.
ووفقا لتقرير صدر الأسبوع الماضي عن جامعة إيست أنجليا ومشروع الكربون العالمي، من المتوقع أن ترتفع الانبعاثات الكربونية العالمية بواقع أكثر من 2 في المائة مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 37.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2018، مدفوعة بنمو قوي في استخدام الفحم ونمو مستدام في استخدام النفط والغاز.