يستمر ارتفاع "حمى الطب التقليدي الصيني" في مختلف البلدان خلال السنوات الاخيرة، ما يوضح أن الترويج الخارجي للطب التقليدي الصيني يحقق ثماره. وقد شهدت روما اصدار أول اعلان عن الطب التقليدي الصيني في العالم "اعلان روما" في اختتام الدورة الـ15 المؤتمر العالمي للطب التقليدي الصيني في الشهر الماضي، والذي دعا لإنشاء مجتمع مصير مشترك لصحة الانسان وتصنيف يوم 11 اكتوبر " يوم الطب التقليدي الصيني العالمي."
وقد شهدت السنوات الاخيرة تسارع وتيرة تدويل الطب التقليدي الصيني وتحقيق اختراقات كبيرة في العديد من المجالات. ووفقا لمجلة "Nature" الامريكية، فإن منظمة الصحة العالمية أدرجت الطب التقليدي الصيني في البرنامج الطبي للمرة الأولى، وسيتم تضمين المعلومات ذات الصلة في الفصل 26 من الطبعة الـ11 من البرنامج الطبي العالمي، كما سيتم تنفيذها من قبل أعضاء منظمة الصحة العالمية في عام 2022.
وأعلن الاتحاد العالمي لجمعيات الطب التقليدي الصيني مؤخرا أن "المتطلبات الأساسية لمراكز ديكوتيون المعيارية" التي طورتها الصين تم تبنيها وتنفيذها على المستوى العالمي، ويعتبر هذا أول معيار عالمي في مجال استخلاص الدواء الصيني.
وأصدر مركز بحوث الطب التقليدي الصيني الأسترالي الصيني في قوانغتشو مؤخرا "سلسلة الأدلة الطبية السريرية للطب التقليدي الصيني"، وتعتبر الاولى في العالم التي تعتمد على أسلوب الأدلة الشاملة لتنظيم ودراسات مفصلة دقيقة لفعالية سريرية الطب الصيني، ويتزامن إصدارها باللغتين الصينية والإنجليزية.
يعتقد وو بين جيانغ، عميد معهد الطب التقليدي الصيني بجامعة أونتاريو في كندا، أن الطب التقليدي الصيني لا يجلب المنافع للامة الصينية فحسب، وإنما لشعوب العالم أيضا، وأنها مساهمة مهمة للامة الصينية في الحياة البشرية على الارض. ويعد التعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للمعايير خطوة استراتيجية مهمة لمواصلة تعزيز ادماج الطب الصيني مع المجتمع الدولي، وليس له أهمية عملية فحسب، بل له أيضا أهمية سياسية بعيدة المدى وسيعزز تشريع الطب التقليدي الصيني في مختلف البلدان في العالم.
وأشار سانغ بين شينغ، الأمين العام للاتحاد العالمي لجمعيات الطب التقليدي الصيني، الى أن إدراج الطب التقليدي الصيني في تصنيف طبي معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية يمثل نقطة انطلاق جديدة. وأن اعتماد الطب التقليدي الصيني على المعايير الدولية هو وسيلة هامة لدخول النظام الطبي الدولي الشامل ونظام التامين الطبي. وفي الوقت الحاضر، اجتازت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة التقنية للطب الصيني (ISO / TC 249) عشرات المقترحات الصينية، محققة نتائج مرضية.
أصبحت المعايير الصينية المعيار العالمي. قال صن شياو بو مدير معهد بحوث النباتات الطبية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الطبية أنه في السنوات الأخيرة، تم نشر نتائج أبحاث علماء الطب التقليدي الصيني في المجالات الاكاديمية الدولية، وحازت البروفيسورة يو يو على جائزة نوبل في الطب في عام 2015. وجعل هذا الحدث الطب التقليدي الصيني يقف على المسرح العالمي، واعتراف المجتمع الدولي بقيمته في مجال علوم الحياة، مما دفع بالمعايير الصينية إلى النظام العالمي.
كان الصينيون المغتربون دائما رواد خروج " الطب التقليدي الصيني " الى الخارج. في عام 1972، شكلت زيارة نيكسون للصين فرصة لخروج ممارسي الطب الصيني الى الخارج والسفر في جميع أنحاء العالم.
ولا تعتبر ممارسة الطب التقليدي الصيني في الخارج مسؤولية وراثة الطب الصيني في الخارج فحسب، بل يدربون عددا كبيرا من "ممارسي الطب الصيني المحليين" في دول العالم أيضا.
وفقا لإحصاءات غير كاملة في أوروبا، هناك حاليا أكثر من 100،000 من ممارسي الطب الصيني المتدربين. وأكثر من 10000 عيادة الطب الصيني، وأكثر من 500 مستورد بالجملة لمنتجات الطب التقليدي الصيني، وأكثر من 300 مؤسسة لتعليم الطب الصيني، وفي كل عام، يتم ارسال أكثر من 5000 طبيب صيني إلى بلدان مختلفة.
كما ساهم بناء مبادرة الحزام والطريق" والعولمة في انتشار الطب التقليدي الصيني. قال صن شياو بو مدير معهد بحوث النباتات الطبية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الطبية إن الطب التقليدي الصيني بات ورقة عمل مشرقة لتبادل العلوم الإنسانية بين الصن والدول الأخرى باتخاذ الصينيين المغتربين كوسيط.
الطب الحديث يتجه من التحليل الى الشامل، والى النظام الشامل. وأشار سانغ بين شينغ، الأمين العام للاتحاد العالمي لجمعيات الطب الصيني، إلى أن الطب التقليدي الصيني نشأ من الفلسفة الصينية، مؤكدا على النظرة العامة والدعوة إلى وحدة الطبيعة والإنسان. وفي الوقت الحالي، يعاني الطب الغربي من مشاكل عديدة، على سبيل المثال، علاج امراض المناعة والاستقلابية ليست فعالة، لكن الطب الصيني لديه الكثير من الخبرة، والآثار الجانبية للأدوية صغيرة، ويتماشى مع سعي الناس للطبيعة.