تحقيق إخباري: الماكينات الصينية المتطورة تنشط صناعة الرخام والجرانيت في مصر عبر شراكة مثمرة (4)

/مصدر: شينخوا/  2018:12:10.08:45

القاهرة 8 ديسمبر 2018 / في منطقة "شق الثعبان"، وهو تجمع صناعي شاسع لصناعة الرخام والجرانيت بالقرب من حي المعادي جنوب القاهرة، يوجد حوالي 40 مصنعا صينيا - مصريا للجرانيت، و30 آخرين للرخام، وهي مصانع ساهمت بشكل كبير في تنشيط هذه الصناعة في البلد العربي الأكثر سكانا.

وتعد "شق الثعبان" من أكبر التجمعات الصناعية في الشرق الأوسط، حيث تمتد على مساحة مئات الآلاف من الأمتار المربعة، وتحتوي على مئات المصانع وورش الرخام والجرانيت.

ونمت صناعة الرخام والجرانيت بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث أقامت شركات ورجال أعمال صينيون شراكات مع قرنائهم المصريين داخل التجمع الصناعي الشهير، الذي أصبح يمتلك الماكينات الصينية المتقدمة والخبرات والموارد المصرية، وهو ما أدى إلى زيادة الإنتاج والتصدير.

وأدى زيادة عدد المصانع المصرية - الصينية بشق الثعبان إلى إنشاء جمعية "الحجارة الصينية في مصر"، التي تعقد دورات تدريبية للعمال والفنيين المصريين، لإكسابهم الخبرات المتعلقة بكيفية تشغيل الماكينات الصينية الحديثة، وأفضل الطرق لزيادة الإنتاج.

ويعد مصنع "الرضا"، وهو أحد أكبر المصانع في شق الثعبان، حيث يقام على مساحة تبلغ 15 ألف متر مربع، مثالا لهذه الشراكة المصرية الصينية المثمرة في هذا المجال.

وقال لي شن نائب رئيس جمعية "الحجارة الصينية في مصر"، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الصينيين أحضروا ماكينات متقدمة وتكنولوجيا وإكسسوارات لهذا المصنع، في تعاون مفيد للطرفين الصيني والمصري".

وأضاف أن "هذا المصنع لديه الآن 28 ماكينة تقطيع جرانيت، جاءت من الصين منذ حوالي ثلاث سنوات، بالإضافة إلى ماكينة كبيرة لجلي وتلميع الجرانيت، ما أدى إلى زيادة الإنتاج والجودة، بعد أن كان الإنتاج بطيئا بسبب الاعتماد على ماكينات قديمة تحتاج إلى صيانة متكررة".

ويوجد بالمصنع حوالي 70 عاملا، أغلبهم من المصريين، وعدد ضئيل من الفنيين الصينيين الذين يقومون بأعمال الصيانة للماكينات ومساعدة زملائهم المصريين في تشغيلها.

وقال أحمد مختار مدير المبيعات بالمصنع، إن "دخول الماكينات الصينية في صناعة الجرانيت ساعد في زيادة إنتاج المصنع، وانخفاض أسعار الجرانيت في السوق المصرية، ما زاد من عدد المشترين لدينا".

وأضاف الشاب العشريني لـ((شينخوا)) "لقد كان الجرانيت في الماضي عبارة عن طاولات كبيرة الحجم، لكن بوجود ماكينات التقطيع الصينية الجديدة أصبحنا ننتج شرائح بمقاسات أصغر، ما جعلها أرخص وأكثر مناسبة للعملاء".

وأوضح مدير مبيعات مصنع الرضا أن "إنتاج المصنع زاد حتى وصل إلى نحو 60 ألف متر من الجرانيت شهريا".

وعلى بعد بضعة كيلو مترات من مصنع الرضا، يوجد مصنع "الفيروز" للرخام، على مساحة ثمانية آلاف متر مربع، ممثلا نموذجا آخرا للتعاون المثمر بين الجانبين المصري والصيني في هذه الصناعة.

وقال لوه زيبينغ مدير مصنع الفيروز، لـ((شينخوا)) "نحن نعمل في هذا المصنع منذ خمس سنوات في شراكة مربحة لنا كصينيين ولأصدقائنا المصريين".

وأشار إلى أن "الشركاء الصينيين في المصنع أحضروا سبع ماكينات لنشر الرخام، وخمس ديسكات تقطيع لتجهيز البلوكات الكبيرة، وكلها جاءت من الصين، ما أدى إلى زيادة الإنتاج وتحسين الجودة".

ويتم تصدير معظم إنتاج مصنع الفيروز إلى الصين، التي تستورد حوالي 20% من احتياجاتها من الرخام من مصر، حسب جمعية "الحجارة الصينية في مصر".

ويعمل بمصنع الفيروز حوالي 55 عاملا مصريا، بالإضافة إلى خمسة صينيين يقومون بالأعمال الفنية والإدارية.

ويقوم عامر عيد، وهو عامل مصري، بالإشراف على ماكينات لتقطيع البلوكات إلى أحجام أصغر تكون مناسبة للدخول في ماكينات نشر الرخام.

وأعرب عيد البالغ (35 عاما) عن إعجابه بالماكينات الصينية، والصيانة الدورية لها، ما جعل العمل داخل المصنع أكثر راحة وإنتاجية.

وختم قائلا "نحن كعمال مصريين نحب العمل مع الصينيين، بسبب حرصهم والتزامهم في العمل، وتقديرهم للعاملين المصريين".