بوينس آيرس 2 ديسمبر 2018 /عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا "ناجحا للغاية" هنا يوم السبت، وتوصلا إلى توافقات مهمة واتفقا على عدم فرض تعريفات إضافية جديدة.
وفي عشاء عمل أقيم بعد اختتام القمة الـ13 لمجموعة العشرين في الأرجنتين، أجرى الرئيسان تبادلات متعمقة للآراء بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك في جو يسوده الود والصراحة.
ولفت شي إلى أن العلاقات الصينية-الأمريكية الجيدة تتماشى مع المصالح الأساسية للشعبين والتوقعات الواسعة للمجتمع الدولي.
ودعا الصين والولايات المتحدة إلى التعامل مع تنمية العلاقات الثنائية من منظور شامل، والدفع نحو الوصول بالعلاقات الثنائية إلى تنمية طويلة الأجل وصحية ومستقرة.
وقال ترامب إنه اتفق مع شي في تقييمه للعلاقات الأمريكية-الصينية، موضحا أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة خاصة جدا ومهمة للغاية، ومضيفا أنه من مصلحة البلدين، وكذلك العالم، أن تحافظ الصين والولايات المتحدة، اللتان تتمتعان بتأثير كبير، على علاقة تعاونية جيدة.
وأعرب عن استعداد الجانب الأمريكي لزيادة التعاون مع الصين من خلال المشاورات والبحث بنشاط عن حلول متبادلة المنفعة لمشكلاتهما.
كما اتفق الجانبان على توسيع التعاون على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة وإدارة الخلافات على أساس الاحترام المتبادل من أجل الدفع المشترك للعلاقات الصينية-الأمريكية مع وجود التنسيق والتعاون والاستقرار سمات مميزة لهذه العلاقات.
واتفق رئيسا الدولتين على الحفاظ على تبادلات وثيقة في أشكال مختلفة من أجل رسم مشترك لمسار تنمية العلاقات الصينية-الأمريكية، كما تعهدا بإجراء المزيد من تبادل الزيارات في الوقت المناسب.
ويعد هذا أول اجتماع بين شي وترامب منذ أن قام الرئيس الأمريكي بزيارة دولة للصين فى نوفمبر العام الماضى. وقال شي إن العالم شهد الكثير من التغييرات منذ ذلك الحين.
وقال شي لترامب إن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما بلدين رئيسيين يتمتعان بتأثير كبير، تتحملان مسئوليات مهمة إزاء تعزيز السلام والرخاء على النطاق العالمي.
ونوّه شي إلى أن التعاون هو أفضل خيار للبلدين.
وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والتجارية، أوضح شي أنه من الطبيعي جدا وجود بعض الخلافات بين البلدين في مجالي الاقتصاد والتجارة، مضيفا أن الأمر الرئيسي يكمن في إدارة البلدين لخلافاتهما بشكل مناسب والعمل على إيجاد حل مقبول لديهما بروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.
واتفق الجانبان على عدم فرض تعريفات إضافية جديدة، كما وجّها الفرق الاقتصادية لديهما تسريع المفاوضات تجاه رفع جميع التعريفات الإضافية والتوصل إلى اتفاق ملموس من شأنه أن يؤدي إلى نتائج مربحة للجانبين.
كما أكد شي مجددا على موقف الصين بشأن قضية تايوان، فيما تعهد الجانب الأمريكي بمواصلة الالتزام بسياسة "صين واحدة".
كما تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية الأخرى.
وقال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحفي عقد بشأن اجتماع شي وترامب، الذي حظي باهتمام كبير، إن الاجتماع استمر ساعتين ونصف الساعة، وهو أطول بكثير من الفترة المقررة للاجتماع.
وأوضح وانغ أن "الاجتماع كان ناجحا للغاية ونتج عنه توافقات مهمة. إنه مؤشر على اتجاه العلاقات الصينية-الأمريكية في الفترة المقبلة."
وفي بيان صحفي للبيت الأبيض نُقل عن ترامب قوله إن هذا الاجتماع كان مذهلا وبنّاء مع وجود إمكانيات غير محدودة لكل من الولايات المتحدة والصين.
وقال ترامب "إنه لشرف عظيم لي أن أعمل مع الرئيس شي."
وأوضح خبراء أن هذا الاجتماع المهم يرسل إشارة إيجابية إزاء تنمية العلاقات الصينية-الأمريكية، وهي واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم.
ومن جانبه، قال تشو فنغ، الأستاذ بكلية الدراسات الدولية في جامعة بكين، إن الاجتماع يدل على أن التعاون هو مفتاح حل المشكلات، مضيفا أنه في ضوء الاختلافات بين الصين والولايات المتحدة في المؤسسات والسياسات الصناعية والأسواق، أظهر شي وترامب شجاعة وتصميما استراتيجيين خلال وجودهما على مائدة العشاء.
وأشار برتولد كوهن، خبير الشؤون الصينية في جامعة برلين الحرة، إلى أن الاجتماع كان "خطوة أولى" نحو تسوية النزاعات التجارية الصينية-الأمريكية، ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتفاوض.