لندن 29 نوفمبر 2018 /قال ستيفن بيري رئيس مؤسسة "نادي مجموعة 48" البريطانية إن العالم يقف عند مفترق طرق وإن مجموعة العشرين تحمل على عاتقها مسؤولية مساعدة العالم على المضي قدما في الاتجاه الصحيح للعولمة.
وصرح بيري في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا بأن "العالم يقف عند مفترق طرق بين مواصلة العولمة وتصحيح الأخطاء أو التحرك نحو نهج أكثر حمائية".
وقال "هناك الكثير من المسؤوليات التي تقع الآن على عاتق مجموعة العشرين لإيجاد حلول وسبل للمضي قدما".
وأضاف بيري أنه في مواجهة أوجه عدم اليقين الخطيرة، يتعين على مجموعة العشرين اتخاذ الخطوات اللازمة لخلق القرارات التي تؤدي إلى توفير المزيد من فرص العمل وتحقيق مزيد من النمو.
وتصادف قمة مجموعة العشرين هذا العام، التي ستعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى أول ديسمبر في الأرجنتين، تصادف الذكرى السنوية العاشرة منذ انعقاد أول اجتماع للقادة في عام 2008 في استجابة للأزمة المالية العالمية.
وقال بيري إن "الأزمة التي حدثت في عام 2008 أدت إلى إنشاء مجموعة العشرين لأن العالم لم يستطع إيجاد منتدى للبلدان المهمة لإظهار روح القيادة للعالم". مضيفا أن "الوقت قد حان في التاريخ لكي تثبت مجموعة العشرين وجودها. يجب أن تكون أكثر شجاعة وجرأة مما كانت عليه في الماضي".
وأضاف "عندما تنظر إلى التاريخ، يتضح تماما أنك إذا تحركت نحو الحمائية، فإنها لا تحل أي شيء وفي بعض الأحيان ينتهي الأمر بحروب. لذا يكمن السؤال في كيف يمكن لمجموعة العشرين حل التناقض الموجود في العالم".
وذكر أنه لكي يتحرك العالم في الاتجاه الصحيح، ثمة حاجة إلى أن تكون العولمة أكثر شمولا حتى تعم الفائدة على المزيد من البلدان، بما فيها البلدان النامية.
وقال بيري إن "تقاسم فوائد العولمة لم يكن عادلا"، مضيفا أنه إذا لم تستفيد بلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية من العولمة، فستكون هناك مشكلات في تلك البلدان ولن تستفيد الاقتصادات المتقدمة.
وسوف يركز اجتماع مجموعة العشرين المرتقب، الذي سيعقد تحت عنوان "بناء توافق من أجل تنمية عادلة ومستدامة"، على قضايا مثل الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والبنية التحتية وتغير المناخ.
وأشار بيري إلى أنه قبل فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات كانت الصحف البريطانية تنتقد الصين لاستثمارها في البنية التحتية والآن يعترف معظم الاقتصاديين بأنكم لا تستطيعون تحقيق نمو طويل الأجل بل حتى متوسط الأجل دون الاستثمار في البنية التحتية.
وأضاف بيرى أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تعد واحدة من أهم المنصات "التحويلية" التي طرحت في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن الصين، بعد 40 عاما من الإصلاح والانفتاح، لديها التمويل والمهارات والخبرة لدفع المبادرة قدما.
وقال "إن مبادرة الحزام والطريق تحويلية لأنها عابرة للحدود الوطنية، لهذا فإن تطوير البنية التحتية في إطارها يمكن أن يصبح أكثر شمولا فيما يتعلق بتحقيق التنمية".