سنغافورة 16 نوفمبر 2018 / اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ جولته التي استمرت 5 أيام في سنغافورة اليوم (الجمعة)، حيث أعطى خلالها دفعة قوية من أجل تدعيم التجارة الحرة والتعددية وإكمال مفاوضات مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي.
وبهذه الزيارة، يكون لي قد زار كل الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كرئيس مجلس الدولة، مظهرا الأهمية التي توليها الصين لعلاقتها مع جيرانها من آسيان.
"دفعة قوية" نحو إقامة كتلة تجارية
كانت المخاوف بشأن تصاعد الحمائية واضحة خلال سلسلة اجتماعات متعلقة بآسيان في سنغافورة، حيث قال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ إن "النظام التجاري التعددي المنفتح والقائم على القواعد الذي كان داعما لنمو آسيان تحت ضغط."
وعرض لي كه تشيانغ ضمان الصين ودعمها القوي للتجارة الحرة وللتكامل الاقتصادي الاقليمي حيث دفع نحو تحقيق تقدم في محادثات بشأن اتفاق تجاري رئيسي لآسيا-الباسيفيك.
تحتاج المنطقة إلى "اتخاذ خطوات ملموسة للتمسك بالتجارة الحرة القائمة على القواعد وإرسال رسالة إيجابية عن الاستقرار والأوضاع القابلة للتنبؤ والمرتكزة على القانون من أجل السوق"، وفقا لما قال.
وحث قادة الدول التي تتفاوض بشأن الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة على إعطاء "دفعة قوية" من أجل نهاية المحادثات.
وقال لي إن المحادثات في المرحلة النهائية، وتأمل الصين في أن التوصل إلى الاتفاقية بحلول 2019، وذلك خلال اجتماع القادة الثاني بشأن الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة يوم الأربعاء.
وتجري هذه المفاوضات بين دول آسيان زائد الصين وأستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.
ومن المتوقع ان تصبح من أكبر التكتلات التجارية في العالم، حيث ستضم نحو نصف سكان العالم ونحو ثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي.
تحديث اتفاقية التجارة الحرة مع سنغافورة
وتعد جولة لي في سنغافورة أيضا أول زيارة رسمية لسنغافورة من جانب رئيس مجلس دولة صيني منذ 11 عاما.
واستغل رئيس مجلس الدولة الفرصة بشكل كامل لتوطيد العلاقات مع سنغافورة.
وفي يوم الاثنين، شهد رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس وزراء سنغافورة التوقيع على اتفاقية تجارة حرة محدّثة بين الصين وسنغافورة، وغيرها من اتفاقيات التعاون الأخرى.
وقال رئيس مجلس الدولة لي إن الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع سنغافورة وتعميق التعاون متبادل النفع ودفع العلاقات الثنائية بشكل مستمر نحو مستويات أعلى.
إضافة إلى تحديث اتفاقية التجارة الحرة مع سنغافورة، أكد لي خلال عشاء ترحيب استضافته منظمات أعمال محلية يوم الأربعاء للمستثمرين السنغافوريين على سياسية الصين الودية في مجال الأعمال والفرص الاقتصادية طويل الأجل لتعزيز التجارة والاستثمار.
وأعرب لي عن تقدير الصين للجهود المبذولة من جانب سنغافورة، التي تتولى الرئاسة الدورية للآسيان هذا العام، لتدعيم العلاقات بين الصين وآسيان.
وقال رئيس الوزراء السنغافوري إنه يتعين على آسيان والصين الاستمرار في ايجاد مجالات جديدة للتعاون واستغلال الفرص الجديدة التي قدمتها استراتيجية صناعة 4.0 والعمل سويا من أجل التقارب بين الشعبين والاقتصادين.
الاستقرار في بحر الصين الجنوبي
شدد لي أيضا على التزام الصين بحفظ السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وقال لي خلال محاضرة سنغافورة الـ44 الثلاثاء إن الصين ترغب في إتمام المحادثات بشأن مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي خلال ثلاث سنوات.
وشارك قادة آسيان لي في الالحاح على إتمام مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي.
وقال رودريجو دوتيرتي، رئيس الفلبين، "يجب أن يكون لدينا مدونة السلوك" لتجنب سوء التقديرات والمتاعب في بحر الصين الجنوبي، مشيرا إلى ان أية مخاطر ناجمة عن مشكلات محتملة من الخارج.
وتوصلت الصين وآسيان بالفعل إلى إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي منذ سنوات، ويسعى الجانبان إلى مدونة سلوك أكثر قوة من أجل توطيد السلام والاستقرار.
ومشيرا إلى التقدم الحاصل مؤخرا في المحادثات بشأن المدونة والتوجه نحو تعاون واستقرار بشكل أكبر في بحر الصين الجنوبي، حث لي الأطراف ذات الصلة على تسريع وتيرة المشاورات.
وقال لي "خلال السنوات الأخيرة، جرى الحفاظ على السلام والاستقرار بشكل شامل في بحر الصين الجنوبي، كما انه يتحرك نحو استقرار أكبر"، مضيفا أن المدونة ستكون "باعثة على التجارة الحرة".
وأوضح أن الصين وآسيان توصلا إلى توافق بشأن ضمان السلام والاستقرار وحرية الملاحة والطيران فوق بحر الصين الجنوبي كما ورد في مسودة النص التفاوضي الذي تبنته الأطراف مؤخرا.
وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد للصحفيين "اتفقنا جميعا على وسائل وسبل لتفادي التوترات في بحر الصين الجنوبي. وهذا يعني عدم وجود سفن حربية والسماح بحرية الملاحة."
ودعا لي أيضا إلى المزيد من التعاون البحري بين الصين وآسيان والقيام بمناورات بحرية مشتركة بين الجانبين بشكل دوري.
رؤية للمستقبل
خلال الزيارة، شهد لي أيضا حجر أساس في العلاقات بين الصين وآسيان، وهو الموافقة على رؤية الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان 2030، وذلك خلال اجتماع القادة ال21 الصين-آسيان (10+1) يوم الاربعاء.
وتصف الرؤية التوافق الواسع بين الصين وآسيان بشأن تدعيم التجارة والاستثمار، حيث تعهد الجانبان بزيادة قيمة التجارة ثنائية الاتجاه لتصل إلى تريليون دولار أمريكي والاستثمار لتصل إلى 150 مليون دولار بحلول 2020.
وأكد أيضا التزام الصين وآسيان بتعجيل المفاوضات بشأن الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة والعمل نحو الانتهاء المبكر من مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي وتبنيها.
كما وصف الرؤية بانها خطة للتنمية طويلة الأجل في العلاقات بين الصين وآسيان، ويأمل ان تخلق الرؤية الدمج والتكامل بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية آسيان 2025.
وقال سكرتير عام آسيان ليم جوك هوي إن الرؤية ستضع أساسا صلبا للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في العقود المقبلة.