سنغافورة 15 نوفمبر 2018 / اعتمدت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) يوم الأربعاء وثيقة أساسية لرسم مسار علاقاتهما حتى العام 2030.
وقد اعتمدت "رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان 2030" خلال اجتماع قادة الصين-الآسيان (10+1) الـ21 في سنغافورة.
اتفق الجانبان في اجتماع قادة الصين والآسيان (10+1) الـ20 في مانيلا بالفلبين عام 2017، على إصدار رؤية حول علاقاتهما المستقبلية والإسهام في تأسيس عالم مفتوح وشامل ومستدام ينعم بسلام وأمن ورخاء مشترك.
وتتناول الوثيقة تفصيلا للتوافق الذي تم التوصل إليه بين والصين والآسيان حول العلاقات الثنائية الشاملة والخطط الشاملة لدعم التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي-الثقافي.
وبحسب الرؤية، فإن الجانبين أعلنا معارضتهما الشديدة لتنامي الحمائية والنزعات المناهضة للعولمة، وجددا التأكيد على أن التجارة والاستثمار الدوليين يعدان محركين مهمين لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، ولخفض التفاوت الاجتماعي وضمان حياة أفضل للشعوب.
ونصت الرؤية أيضا على أن الصين والآسيان ترحبان بمواصلة النمو القوي والسريع للتجارة والاستثمار والتدفقات السياحية بين الجانبين.
واتفق الجانبان في الوثيقة على السعي نحو تحقيق هدف وصول حجم التجارة البينية إلى تريليون دولار أمريكي مع وصول قيمة الاستثمارات إلى 150 مليار دولار، بحلول عام 2020. كما أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى جني المزيد من النتائج الإيجابية للتجارة والاستثمار بحلول عام 2030.
وتؤكد الرؤية مجددا على التزام الصين والآسيان بتسريع وتيرة المفاوضات الخاصة بالشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، والعمل من أجل اتمام واعتماد مدونة لقواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي جوهرية وفعالة.
وفي معرض إشادته بالرؤية، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، خلال الاجتماع، إنها خطة للتنمية طويلة الأمد للعلاقات الثنائية، موضحا أنه يتعين على الجانبين -بتوجيه من الرؤية- العمل على الربط بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية الآسيان 2025، وتعزيز بناء المحاور الثلاثة- وهي الأمن السياسي، والاقتصاد والتجارة، والتبادلات الشعبية- بهدف رفع العلاقات بين الصين والآسيان إلى مستوى أعلى.
وبدوره، قال رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، الذي ترأس الاجتماع مع لي، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للآسيان هذا العام، في كلمة افتتاحية للقمة، إن الرؤية سوف ترسم الاتجاه المستقبلي لعلاقات الشراكة الإستراتيجية بين الآسيان والصين.
وأضاف أن الآسيان والصين تتشاركان علاقات قوية وجوهرية ومتبادلة النفع، وأن العلاقات الاقتصادية الثنائية "قوية".
وتابع قائلا إن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري بالنسبة إلى الآسيان لأعوام متتالية، وإن اتفاقية التجارة الحرة الثنائية المطورة سوف تتيح فرصا جديدة للشركات وتعزز التجارة البينية.
ويوافق هذا العام الذكرى السنوية الـ15 لتأسيس الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان. وتعهدت الصين بأن تمثل الآسيان أولوية في دبلوماسيتها، وبأنها ستدعم بناء مجموعة الآسيان ومركزيتها في التعاون الإقليمي بشرق آسيا.
تضم الآسيان، التي تأسست عام 1967، بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.