بيروت 13 نوفمبر 2018 /أكد سفير الصين لدى لبنان وانغ كه جيان اليوم (الثلاثاء) أن الصين ولبنان يتمتعان بدرجة عالية من التفاهم والتوافق في العمل على بناء الحزام والطريق.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير وانغ كه جيان خلال فعاليات "ملتقى الصيرفة والأعمال العربي- الصيني" الذي انعقد هنا اليوم بعنوان "تفعيل مبادرة الحزام والطريق".
وأشار السفير وانغ كه جيان إلى أن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني رائد خوري شارك في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية الذي انعقد في يوليو الماضي في بكين والذي جرى خلاله توقيع الصين وجامعة الدول العربية على إعلان العمل الصيني العربي بشأن التعاون في مبادرة الحزام والطريق الذي يحدد المبادئ والأهداف وآفاق التعاون بين الجانبين.
وقال إن التعاون بين الصين ولبنان أدى في العام الماضي إلى توقيع الحكومتين على مذكرة تفاهم بين الحكومتين حول التعاون ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأشار أنه في الآونة الأخيرة وافق البنك الاسيوي للاستثمار في البنى التحتية على عضوية لبنان فيه وأن بنك التنمية الصيني أنشأ مع "فرنسَبنك" اللبناني وبعض البنوك العربية الأخرى جمعية للتعاون بين الدول العربية الصينية كما أن "فرنسبنك" سيصبح قريبا عضوا رسميا في منظمة التعاون المالي الآسيوي.
ولفت إلى أن اتحاد المصارف العربية شرع في تأسيس جمعية التعاون المالي الآسيوي وأصبح العضو المؤسس لها.
وحدد السفير وانغ 3 خطوات يمكن القيام بها على طريق تعزيز التعاون بين الصين ولبنان وهي تعزيز الأسس القانونية لسياسة التعاون وسبل استفادة لبنان من قروض الصين لدعم تصنيع دول الشرق الأوسط وتشجيع التواصل بين الشركات من الجانبين.
وعلى صعيد تعزيز الأسس القانونية لسياسة التعاون بين الصين ولبنان أكد السفير وانغ على وجود مساحة واسعة للتعاون.
ودعا إلى تحسين الإطار القانوني للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي ومناقشة إمكانات الاتفاقيات المتعلقة بتفادي الازدواج الضريبي والتعاون في العمل والارتقاء باتفاق تشجيع الاستثمار الثنائي من أجل توفير حماية قانونية فعالة للتعاون الاقتصادي بين البلدين وتأمين الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية وموظفيها في لبنان.
ورأى أنه يمكن التعاون في إطار النظام التجاري المتعدد الأطراف ودعم لبنان لتسريع عملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية واتباع قواعد المنظمة.
وأضاف انه يمكن للبلدين مواصلة مناقشة القلق الحالي من الجانب اللبناني بشأن زيادة صادراته إلى الصين وكذلك مواصلة تحسين مستوى الانفتاح المتبادل وتوسيع التدفقات التجارية الثنائية.
ودعا إلى تعزيز التبادلات والمشاورات الثنائية حول التعاون النقدي والمالي وتشجيع المؤسسات المالية من كلا الجانبين على إنشاء فروع في كل دولة من الدول الأخرى وتسهيل استكشاف الشركات الصينية للسوق اللبنانية والمساهمة في الاقتصاد اللبناني.
وأضاف أنه يمكن للجانبين الصيني واللبناني مناقشة آليات التعاون في القدرة الإنتاجية والاستثمار وتشجيع مؤسسات التجارة وتشجيع الاستثمار من كلا الجانبين وتأسيس الفروع والمكاتب للشركات.
وحول سبل استفادة لبنان من قروض الصين لدعم تصنيع دول الشرق الأوسط رأى السفير وانغ أنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان يمكن إجراء مناقشات صينية لبنانية حول مشاريع محددة تهم الحكومة.
ولفت إلى أن الجانب الصيني سيواصل استكشاف التعاون مع الجانب اللبناني حول القطاعات والمشاريع وخاصة مشاريع البنية التحتية والقطاعات المتعلقة بمستوى معيشة الشعب في ضوء الأجندة السياسية والخطة الاقتصادية للحكومة اللبنانية.
وأشار إلى أن الصين قدمت قرضا خاصا بقيمة 15 مليار دولار لدعم تصنيع دول الشرق الأوسط وقرضا بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي بشروط ميسرة، مؤكدا الترحيب بطلب الجانب اللبناني للحصول على قرض من خلالها .
ودعا إلى تشجيع التواصل بين الشركات من كلا الجانبين الصيني واللبناني ووضع آليات للمعارض وعقد المؤتمرات من أجل القيام بزيارات منتظمة لأصحاب المشاريع لتعزيز الفرص والسياسات التفضيلية للاستثمار.
وأعرب السفير وانغ عن تقديره لمشاركة "فرنسبنك" اللبناني في معرض الصين الدولي الأول للاستيراد، مشيرا إلى أنه لم يقدم فقط قطاعاته المهنية للتمويل التي تخدم الشركات الصينية في بناء الحزام والطريق ولكنه عرض أيضا منتجات لبنانية مميزة.
وشكر رئيس مجموعة "فرنسبنك" عدنان قصار وشقيقه عادل على خدماتهما وجهودهما الطويلة الأمد والمتواصلة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتوطيد الصداقة بين الصين و لبنان.
وشدد السفير وانغ على أن التعاون بين الصين ولبنان في بناء الحزام والطريق هو مهمة تحتاج إلى جهود الجميع بروح التشاور والتعاون من أجل المصالح المشتركة لتعكس المساواة والمنفعة المتبادلة للتعاون.
ولفت إلى أن لبنان يتمتع بميزات الموقع الجغرافي والقطاع المصرفي والمالي المتقدم والموارد البشرية البارزة ولديه إشعاع اقتصادي قوي إلى الأسواق المجاورة.
وشدد على أن "التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ولبنان سيكون مثمرا ويمكن أن يصبح لبنان لؤلؤة ساحرة في الحزام والطريق الجديد".
يذكر أن ملتقى الصيرفة والأعمال العربي -الصيني "انعقد بتنظبم من إتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مجموعة "فرنسبنك" و"منظمة التعاون المالي الآسيوي" بهدف مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين الصين والعالم العربي وتنسيق السياسات المشتركة وتسهيل التجارة والتكامل المالي.