وزير الاقتصاد الإماراتي: معرض الصين للواردات يؤكد عزم الصين على استفادة البلدان الأخرى من التصدير للسوق الصينية

شانغهاي 6 نوفمبر 2018 / أشاد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري يوم الاثنين بمعرض الصين الدولي الأول للواردات، قائلا إنه يبرز عزم الصين على تعزيز استفادة البلدان الأخرى من التصدير إلى السوق الصينية التي تضم أكثر من 1.3 مليار نسمة.

وذكر المنصوري، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذا المعرض له ثقل كبير في إعطاء فرصة للدول الأخرى لزيادة صادراتها إلى الصين، معربا عن تطلع دولة الإمارات إلى دخول منتجاتها بصورة أكبر وأقوى إلى السوق الصينية الكبيرة.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد في الكلمة الرئيسية التي ألقاها في حفل افتتاح المعرض أن الصين لن تغلق بابها أمام العالم وستصبح منفتحة أكثر فأكثر. وإن مبادرة الصين لتوسيع استيرادها ليست مجرد تجربة مؤقتة، وإنما مبادرة طويلة الأجل نحو العالم والمستقبل من أجل تعزيز التنمية المشتركة.

وأكد الوزير الإماراتي ثقته في مواصلة البلدين دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما، بفضل الزيارات رفيعة المستوى التي جرت العام الجاري.

فقد قام الرئيس الصيني شي جين بينغ في يوليو الماضي بزيارة لدولة الإمارات، كانت أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه. وتوصل خلالها الجانبان إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة. وفي أكتوبر الماضي، قام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة إلى الإمارات جاءت بعد ثلاثة أشهر فقط من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس شي إلى الإمارات.

وأشار الوزير سلطان المنصوري إلى أن معروضات دولة الإمارات في المعرض تركز على صناعات البتروكيماويات نظرا لكون الإمارات منتجة للنفط والسوق الصينية من الأسواق التي تعتمد على إعادة تصنيع البتروكيماويات إلى سلع معينة ومحددة تدخل في صناعات كثيرة من بينها السيارات والأثاث والبناء وصناعات التقطير وغيرها.

وذكر أيضا أن معروضات الإمارات تتضمن الصناعات المتوفرة لديها مثل صناعات الألومنيوم التي تستخدم فيها مواد أولية وتكون عالية الجودة حيث تصل نسبة نقاوتها إلى أكثر من 99.9، وبالتالي يكثر الطلب عليها في صناعات مختلفة بالكثير من دول العالم ومن ضمنها الصين، وتصدر الإمارات منها كميات كبيرة.

وقد أعرب الوزير سلطان المنصوري عن تطلع بلاده إلى إقامة شراكة صناعية مع الصين لخدمة أسواق المنطقة ككل، مشيرا إلى ما تتمتع به الإمارات من بنية تحتية متميزة سواء في الموانئ أو الطرق أو المطارات أو في طرق التجارة بوجه عام.

وفي هذا السياق، أكد الوزير ارتفاع مستوى الخدمات في الإمارات مثل الطيران وخدمات النقل والشحن والاتصالات والنقل بشكل عام، موضحا أن الإمارات رقم واحد على مستوى العالم في هذه الجزئية.

وتابع بقوله إن الإمارات لم تنجح فقط في بناء هذا المستوى من الخدمات وإنما أيضا في تصديرها إلى دول أخرى، مستشهدا بقطاع الاتصالات. كما أشار أيضا إلى خدمات الطيران التي قال إنها تمثل تقريبا 123 مليون مستخدم لمطارات دولة الإمارات وهذا عدد هائل يعكس حجم وأهمية هذه الخدمة، هذا بالإضافة إلى خدمات الشحن البحري والجوي.

وتعد الإمارات أول دولة عربية خليجية تقيم شراكة إستراتيجية مع الصين ومن أوائل الدول التي استجابت لمبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013.

وفي هذا الصدد، لفت الوزير إلى أن دولة الإمارات تنظر بأهمية إلى ما تقوم به الصين في الوقت الحاضر فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق بحيث يكون هناك نوع من التكامل بين الطرفين في هذه الجزئية وترغب في أن تشكل مع الصين شبكة تعاون في مجال النقل والشحن البري والبحري.

كما أعرب الوزير عن تطلع الإمارات إلى تشكيل فريق عمل تنسيقي بين الجانبين الصيني والإماراتي بشأن تبادل الخبرات وأيضا تحديد النقاط التي يستطيع أن يكون للجانبين فيها نقاط اتصال فيما يتعلق بعملية النقل البري والبحري والاستفادة من هذه الخبرات، ولاسيما في مسألة تطبيق التكنولوجيات الحديثة في مجال النقل.

وأكد الوزير سلطان المنصوري أهمية استفادة الدولة العربية من الصين في النهضة الاقتصادية عموما ومجال الابتكار خصوصا كونه صار المحك الرئيسي للتنافسية بالنسبة للكثير من دول العالم، مشيدا بالإنجازات التي حققتها الصين في الأعوام الـ40 الأخيرة منذ بدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح.