مقالة : المرشح الثاني لترامب للمحكمة العليا يؤدي اليمين ولكن النزاعات الحزبية تستمر

واشنطن 6 أكتوبر 2018 / أدى بريت كافانو، المرشح الثاني للرئيس دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا خلال عامين، اليمين الدستورية رسميا مساء السبت، بعد وقت قصير من مصادقة مجلس الشيوخ عليه بصعوبة، بتصويت 50 مقابل 48 وسط صراع حزبي ضار تركز على مزاعم سوء سلوك جنسي ضده.

المحكمة تتجه إلى اليمين

وفي احتفال خاص بالمحكمة العليا، أدى كافانو البالغ من العمر 53 عاما، وهو القاضي 114 بالمحكمة العليا، اليمين الدستورية أمام رئيس القضاة جون روبرتس جونيور والقاضي المتقاعد أنتوني كينيدي(82 عاما)، الذي أعلن تقاعده في 31 يوليو، والذي كان على مدى سنوات، صوتا معتدلاً ومحوريًا بين المحافظين والليبراليين، على مقاعد القضاة التسعة.

ونتيجة لذلك، بدا أن تعيين كافانو مدى الحياة يؤمّن أغلبية المحافظين في المحكمة العليا في الولايات المتحدة لسنوات، وهو فوز كبير لترامب والحزب الجمهوري. ويعني أيضا أنه بات بالمحكمة 5 قضاة محافظين، و4 ليبراليين، ولن يكون هناك صوت وسط، إذا لم يتحرك أي من القضاة المحافظين الخمسة نحو الوسط.

وحول هذا الأمر، علق آدم ليبتاك، المحرر في ((نيويورك تايمز))، قائلا إن المحكمة "ستعكس تماما حالة الاستقطاب للنظام العام والسياسي في الولايات المتحدة."

ويرى المحللون أن هذا التوجه نحو اليمين لأعلى محكمة في الولايات المتحدة، سيكون له آثار ملموسة على المدى الطويل، فيما يتعلق بقضايا تقسم الأمريكيين بصورة عميقة، مثل الإجهاض وقضايا التمييز، والتصويت وحقوق حمل الأسلحة.

وتقرر المحكمة العليا المؤلفة من تسعة أعضاء، الأمور التي تشكل سياسات البلاد. وهي أعلى هيئة استئناف ومحكمة دستورية.

النزاعات الحزبية

لقد تمت مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين كافانو بصعوبة، بتصويت 50 مقابل 48، وهي النسبة الأدنى في تاريخ مرشحي المحكمة العليا على مدى أكثر من 100 عام، وسط صراع حزبي يبدو أنه يزداد ضراوة.

وكان السيناتور جو مانشين، الذي واجه صعوبة بالغة لإعادة انتخابه بولاية ويست فرجينيا، هو الديمقراطي الوحيد الذي صوت لصالح المصادقة على كافانو.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش مكونيل يوم السبت، إن المعركة الحامية الوطيس حول تعيين كافانو، قد أثارت خلافات بين ناخبينا.

وأضاف كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ، خلال مقابلة مع صحيفة ((ذا هيل)) "إن قواعدنا الانتخابية تحترق".

ولكن الديمقراطيين قالوا إن ناخبيهم سيردون على الجمهوريين ويسعون لحرمانهم من أي تقدم في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، مؤكدين بشكل خاص على النساء كقوة غاضبة على الجمهوريين.

خلال التصويت النهائي لمجلس الشيوخ يوم السبت، كان المئات يحتجون خارج مبنى الكونغرس، مرددين صيحات "نوفمبر قادم"، في حين قالت الشرطة إن نحو 164 متظاهرا قد تم اعتقالهم.

ووسط النزاعات الحادة بين الحزبين(الجمهوري والديمقراطي) حول تعيين كافانو، تقدمت ثلاث نساء في الشهر الماضي لاتهامه بالاعتداء عليهن جنسياً أو مضايقتهن خلال فترة دراسته الثانوية وسنواته الجامعية. ولكن كافانو نفى جميع الاتهامات.

ويرى المحللون أن نتائج انتخابات التجديد النصفي القادمة ستكون معقدة، ولكن يبدو جليا أيضا أن الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة سيستمران في المناكفة الشديدة لبعضهما البعض، بطريقة أكثر استقطابا.