مقالة : المبادرة الصينية بشأن بناء شبكة مترابطة للطاقة العامية تقود اتجاها عالميا جديدا للتنمية الخضراء

دخلت المبادرة الصينية بشأن بناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية في مرحلة جديدة من العمل المشترك الدولي المتمثل في تأسيس الاتحاد الجامعي لشبكة ربط الطاقة العالمية، ما يساهم في قيادة اتجاهات التنمية الخضراء على نحو عالمي، لا سيما في الدول على طول الحزام والطريق.

وكانت المبادرة المذكورة قد طُرحت من قبل الحكومة الصينية خلال قمة الأمم المتحدة للتنمية في 26 سبتمبر عام 2015، حيث تعمل على تزويد الطلب العالمي بالطاقة النظيفة والمتجددة وقد حظيت بترحيب واسع وتفاعل إيجابي من المجتمع الدولي.

وتم تأسيس منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو) في مارس 2016 ببكين، حيث أصبحت أول منظمة دولية تؤسسها الصين في مجال الطاقة، لتضم حتى الآن أكثر من 500 عضو من حوالي 80 دولة ومنطقة.

وقال ليو تشن يا، رئيس منظمة جيدكو، إن الاتحاد الجامعي يولي اهتماما كبيرا لبناء منصات أربع تعمل على نشر المفهوم إلى جانب بحوث الابتكار والتبادل العلمي وتأهيل الأكفاء من أجل جذب مشاركة المزيد من الأساتذة والطلبة في أعمال بناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية وتطويرها الابتكاري.

وتابع ليو أن تنمية الطاقة الشمسية على 7.7 بالمائة من مساحة الصحراء الكبرى أو طاقة الرياح على ربع جزيرة جرينلاند، ستكفي الطلب العالمي للطاقة الكهربائية في المستقبل، مشيرا إلى ضرورة بناء شبكة مترابطة للطاقة من أجل استبدال الطاقة الأحفورية بطاقة الكهرباء وطاقات نظيفة، لمكافحة التوزيع غير المتساوي للطاقات النظيفة الوافرة حول العالم.

وأضاف ليو أن فرق التوقيت بين الصين والدول الأوروبية والأمريكية يتراوح من 6 إلى 12 ساعة، حيث تحتاج الصين إلى طاقة كهربائية عندما ينامون. فيمكننا كسر قيود الزمن والمكان بحسب فرق التوقيت والموسم وخلق منظومة جديدة لمختلف الطاقات في سبيل تحقيق التوزيع الأمثل للكهرباء عالميا.

كما أوضح ليو أن شبكة مترابطة للطاقة العامية تعد نظام طاقة حديث تقوده النظافة ويتركز على الكهرباء ويسعى لدفع التبادل والترابط والتشارك والتمتع المشترك ويتمثل جوهره في شبكة الكهرباء الذكية إلى جانب شبكة الكهرباء عالية الضغط للغاية والطاقات النظيفة، مشيرا إلى مزايا تكنولوجياتها من حيث التنمية والتوزيع على نطاق واسع والنقل لمسافات طويلة للطاقات النظيفة.

وأثرت المبادرة الصينية على التنمية الخضراء بشكل ملحوظ، حيث تم إدراجها في إطار التعاون متعدد الأطراف، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق وجدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة ومنتدى التعاون الصيني العربي ومؤتمر الوزراء للطاقة النظيفة، لتصبح عملا مشتركا عالميا. بالإضافة إلى ذلك، أصدرت منظمة جيدكو "تقرير بحوث تخطيط شبكة مترابطة للطاقة الإفريقية" قبل فترة وجيزة، ما يوفر مجموعة من الحلول لدفع تنمية طاقات نظيفة وشبكة مترابطة للطاقة الكهربائية في القارة السمراء.

من جانبه، قال هان جيون، نائب المدير العام لشركة الشبكة الكهربائية الوطنية، إن الدول الواقعة على دول الحزام والطريق غنية بموارد الطاقة النظيفة، مضيفا أن شبكة مترابطة للطاقة العالمية أصبحت في العصر الحديث محركا جديدا لدول على طول الحزام والطريق والأسراع في بنائها بلا شك سيساعد على تحويل مزايا الموارد إلى مزايا اقتصادية وسيرفع مستوى معيشة الشعب في تلك الدول.

وأكد لو هاي تيان، أحد مسؤولي الأمم المتحدة، أهمية بناء شبكة مترابطة للطاقة العامية للتنمية الخضراء والمستدامة على الصعيد العالمي، قائلا: إنه لا يزال هناك أكثر من مليار شخص يعيشون في الظلام دون الكهرباء علاوة على التغير المناخي والتلوث البيئي وقلة الموارد وغيرها من المشكلات الصعبة العالمية.

وبحسب منظمة جيدكو، فإن خطط بناء شبكة مترابطة للطاقة العالمية تتألف من ثلاث مراحل بشكل عام: الترابط في الدولة، ويليه الترابط في القارة، ثم في العالم كله. ومن المتوقع إكمال تشكيل شبكة أساسية تتمثل في خطوط سبعة أفقية وخطوط سبعة عمودية كقنوات رئيسة لنقل الطاقة في القارات الآسيوية والأروبية والأمريكية والإفريقية بحلول عام 2050.