الأمم المتحدة 26 سبتمبر 2018 / في وقت ترأس فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، وكال الانتقادات والاتهامات للأعضاء وغير الأعضاء بجلسة النقاش، تلقى في الوقت نفسه وبدون تأخير، انتقادات شديدة معاكسة من آخرين، وخاصة بوليفيا.
لقد ترأس ترامب جلسة مجلس الأمن حول أسلحة الدمار الشامل وكبح انتشار الأسلحة الفتاكة، لأن الولايات المتحدة تتولى الرئاسة الدورية الشهرية للمجلس.
وتطرق النقاش إلى قضايا نووية تتعلق بإيران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، إضافة إلى الأسلحة الكيمياوية في سوريا.
وفي كلمة له خلال الجلسة، لم يترك الرئيس البوليفي إيفو موراليس الفرصة تفوت، حتى وجه اتهامات حادة للولايات المتحدة، تمتد من تمويلها انقلاب عام 1953 في إيران، إلى الكذب حول أسلحة الدمار الشامل في العراق ليكون الكذب ذريعة لغزو غير مشروع لهذا البلد عام 2003.
وقال موراليس "الآن، ومع استعادة إيران السيطرة على مواردها الذاتية، عادت مرة أخرى لتكون ضحية لحصار أمريكي"، مشيرا بذلك إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وأكد موراليس على أن "بوليفيا تدين بشدة التصرفات الأحادية المفروضة من الولايات المتحدة على إيران."
لقد تم توقيع خطة العمل المشتركة الشاملة(الاتفاق النووي مع إيران) عام 2015، من قبل طهران والأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي، وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، زائدا ألمانيا.
وفي مطلع هذا العام، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة لم تعد طرفا في الاتفاق.
ودحضا لذرائع ترامب، قال موراليس "لقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، متخفية تحت ذريعة مواصلة سياستها في التدخل والتورط في الشئون الداخلية لبلد أخوي لنا هو إيران."
ومضى يؤكد على "ثلاثة من أكثر الاعتداءات وقاحة في القرن الحادي والعشرين، وهي على العراق وعلى ليبيا وعلى سوريا."
وأضاف موراليس أنه "خلال الأشهر القليلة الماضية، أظهرت الولايات المتحدة تجاهلها للقانون الدولي، ولتعددية الأطراف، ولأهداف ومبادئ الأمم المتحدة"، في إشارة منه إلى العديد من الدعوات التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش، للتمسك بدبلوماسية تعددية الأطراف.
وأوضح موراليس "في كل مرة تغزو فيها الولايات المتحدة الدول، وتطلق صواريخها، أو تسعى لتمويل انقلابات لتغيير أنظمة، فهي تتذرع بحملة دعائية تعيد وتكرر نفس الرسالة التي تزعم أنها تتصرف على طريق العدالة والحرية والديمقراطية، ومن أجل حقوق الإنسان ولأسباب إنسانية."
وأكد على "أن الولايات المتحدة غير مهتمة بالديمقراطية أبدا. ولو كانت مهتمة فعلا، لما قامت بتمويل انقلابات ودعمت دكتاتوريات، ولم تكن لتهدد بتدخلات عسكرية ضد حكومات منتخبة ديمقراطيا مثل فنزويلا."
واستمر في توجيه الانتقادات لواشنطن، إلى أن اختتم حديثه ببساطة بعبارة "وشكرا لكم".
ولم يظهر على ترامب أي رد فعل، وردّ بهدوء وبشكل روتيني بعبارة "شكرا لكم سيادة الرئيس"، قبل أن يُعطي الكلمة لمتحدث آخر.